لم يكن قطع علاقتنا مع قطر مفاجأة.. فقد كان متوقعاً. بل وتأخر كثيراً. وكم طالبنا بذلك مراراً وتكراراً.. لكن المفاجأة السارة فعلاً أن يتم قطع علاقات 6 دول عربية هي: مصر والسعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن.. إضافة إلي جزرالمالديف مع "إمارة الغاز والإرهاب" دفعة واحدة وفي وقت واحد. تُرَي.. ماذا يعني هذا؟!.. وما هو تأثيره علي قطر وعلي دول المقاطعة؟!.. وكيف استثمر أعداء العرب القرار لصالحهم؟!! * أولاً.. قطع العلاقات وكان لازم تنقطع معناه عزل قطر عن محيطيها العربي والخليجي لتتحول فعلياً إلي "جمل أجرب" يعافه الجميع. وسوف يكون هذا العزل النهاية الطبيعية لحكم موزة ودلاديلها من زوج وابن وحاشية. ومعناه أن هذا العزل هو الحل الذي لم يعد هناك حل غيره مع نظام متآمر ومتلون. يدعم الإرهاب بالمال والسلاح والدعم اللوجيستي والإعلامي والإيواء. ويصر علي إسقاط الدول العربية والإضرار بشعوبها. ومن ثم فلا فائدة من المهادنة مع هذا النظام "البالوني المنفوخ علي الفاضي" الذي يظن نفسه نسراً كاسراً. وما هو إلا "بُغاث" حقير في حجم عقلة الإصبع. سخَّر موارد وأموال الشعب القطري المحترم لهدم الأمة العربية لصالح مشروعات إسرائيل وتركيا وإيران. وطمعاً في زعامة مستحيل أن ينالها. ومعناه أن النظام القطري الحاكم نظام غبي بمعنييه الحرفي والمجازي. ومن ثم لا يمكن استمرار التعامل معه.. وبالتالي كانت القطيعة هي الحل. * ثانياً.. بالنسبة لتأثير قرار قطع العلاقات. فإنني لا أري أي تأثير سلبي علي الدول العربية الست المقاطعة.. بالطبع يثور سؤال واحد مهم حول مستقبل الجالية المصرية العاملة في قطر.. وأقول.. لأن الموقف السياسي والأمن القومي المصري والعربي أهم من أي شيء. فليس عندي من رد سوي ما قالته السفيرة نبيلة مكرم. وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج في هذا الصدد بأن جاليتنا في قطر قوامها 300 ألف. ولدينا فرص عمل لمن يريد أن يعود.. وأضيف إلي كلامها أن الغالبية العظمي من هؤلاء لهم أعمال أصلاً في مصر. وحصلوا علي إجازات للسفر. وتحسين الدخل. ويمكنهم أن يعودوا إلي أعمالهم مرة أخري.. أما من ليس له عمل. فإن الدولة كفيلة بتشغيله. * ثالثاً.. أما تأثير القرار علي قطر. فإنه متشعب. وفي منتهي الخطورة.. وخُدوا عندكم: 1- كم استحيينا أن نتهم قطر صراحة وبالاسم بدعم الإرهاب والتآمر علينا مراعاة لعروبة لم ترعها. وإسلام لم تعمل به. والمرة الوحيدة التي اتهمناها كانت في قمة الرياض وبالتلميح؟!.. الآن.. رفعت قطر عنا الحرج.. وأي خروج أو تجاوز سيقابل بالحديد والنار.. و"مسافة السكة".. ليس علينا لوم ساعتها. ولن يتشفع لها أحد. 2- خسائر قطر تصل إلي 30 مليار دولار نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض عليها منذ أمس. وتراجع مؤشرات البورصة بما يعادل 7.5%. 3- هناك مطالبات كثيرة بضرورة تعليق عضوية قطر في جامعة الدول العربية مثلما حدث مع سوريا.. هناك 6 دول قطعت علاقتها مع نظام تميم بن موزة. ليس بسبب خلافات عادية. أو اختلاف وجهات النظر. ولكن لدعم هذا النظام للإرهاب. 4- قد يجد "الفيفا" نفسه مجبراً علي فتح ملف تنظيم مونديال 2022 وسحبه من قطر.. فلا يجوز أبداً منح هذا الشرف لدولة راعية وداعمة للإرهاب.. ناهيك عن الانتهاكات التي ترتكبها قطر ضد عمال المنشآت الرياضية للمونديال. وشبهات الفساد والرشاوي التي قدمتها الدوحة إلي بلاتر رئيس الفيفا السابق. ومعاونيه لإرساء التنظيم علي هذه الدويلة. 5- الدولة الوحيدة التي لها حدود برية مع قطر هي السعودية. وبعد إغلاق الرياض كل المنافذ الجوية والبحرية والبرية. إضافة إلي إغلاق الإمارات والبحرين منافذهما البحرية والجوية في وجه السفن والطائرات القطرية.. أصبحت قطر معزولة. وهناك صعوبات كثيرة في تواصلها مع العالم الخارجي. 6- من المؤكد أن الشعب القطري ذاته سيعاني أيضاً من العزلة. وسيدفع ثمن جنون وهيافة ونطاعة وأوهام وقذارة وخيانة وتآمر نظامه.. ولكن عزاءنا الوحيد أن الإجراءات المتخذة ليست موجهة أصلاً ضدالشعب الذي نكن له كل حب وتقدير واحترام.. إنه في وضع حساس. يسدد فيه ضريبة سكوته علي هذا النظام الإرهابي. * رابعاً.. بطبيعة الحال فإن أعداءنا بدأوا يستثمرون هذه المقاطعة الجماعية.. وسأضرب مثلين اثنين فقط: 1- إيران استغلت الحصار العربي لقطر وعرضت إمداد الدوحة بالحاصلات الزراعية والمواد الغذائية عبر موانيها.. وكانت تستورد بحوالي 5 مليارات دولار مواد غذائية فقط من السعودية ومصر والإمارات. ستضخ في الخزانة الإيرانية. 2- إسرائيل تصطاد في المياه العكرة كعادتها. حيث أعلنت تعاطفها مع قطر.. دشنت "هاشتاجاً" باللغة الإنجليزية علي "تويتر" يحمل اسم قطر. احتل المركز الأول كأكثر الهاشتاجات تفاعلاً وتعاطفاً من قبل الإسرائيليين.. في حين احتل هاشتاج قطع العلاقات مع قطر مراكز متأخرة في إسرائيل.. طبعاً "مش نسايب وقرايب وحبايب؟!..". * خامساً وأخيراً.. ها هو خالد الهيل. أشهر المعارضين القطريين لنظام تميم بن موزة يخرج عن صمته. ويطلق قنبلة مدوية من مقر إقامته في لندن. حيث قال: "انتظروا مفاجأة كبري يوم 12 يونيه" أي الاثنين القادم.. لم يكشف الهيل عن فحوي هذه المفاجأة.. فقط أكد أن 12 يونيه تاريخ مهم للغاية. وبعده ستتغير كل الأمور في قطر. يسمع منك ربنا.. قطر لا تستحق أبداً أن يحكمها "دلاديل" لامرأة اسمها "موزة". نحن في انتظار المفاجأة الكبري يا "هيل".