لا علم لي بمؤهلات وزير التربية والتعليم ولا بخبراته التي من أجلها استوزروه في هذا المنصب الخطير. الذي أعلمه أن الاستوزار في مصر لا يتم عشوائياً بالتأكيد. لكنه يتم بحسابات دقيقة جداً ليس من بينها الخبرة أو الكفاءة علي أية حال.. والجواب كما تري. باين من عنوانه مع أغلب السادة الوزراء حفظهم الله ورعاهم بحق هذه الأيام المفترجة. الوزير الكفاءة قال إنه سيطور نظام الثانوية العامة. وكذلك اتفق مع وزير كفاءة آخر هو وزير التعليم العالي. علي تغيير قواعد القبول بالجامعات والغاء مكتب التنسيق ليكون الالتحاق بالجامعة عبر اختبارات قدرات.. يبدو أنها قدرات مالية والله أعلم!! النظام الجديد الذي تحدث عنه الرجل الكفاءة ما هو إلا تنكيل جديد بالمواطنين الغلابة وزيادة الأعباء المادية والنفسية عليهم. حيث قال الرجل الهمام ان مجموع الثانوية العامة سيكون تراكمياً. أي سيتم حسابه علي السنوات الثلاث. وبذلك سيظل الطالب وأسرته تحت رحمة الدروس الخصوصية ثلاث سنوات بدلاً من سنة واحدة. ومن ناحية أخري سيظل في سنتي النقل تحت رحمة مدرس الفصل من أجل أعمال السنة.. واشرب يا مواطن. لم يذكر الوزير شيئاً عن تطوير المناهج أو تغييرها ليكون هناك مبرر مثلاً لجعل الثانوية العامة تراكمية. فالمواد في أغلبها لا تفضي إلي بعضها البعض من سنة إلي أخري. لكن الوزير ليس لديه وقت للتفكير في هذا الأمر. كل ما يعنيه هو التفكير كغيره من المسئولين في كيفية التنكيل بالمواطن وطحنه وربما الإجهاز عليه تماماً. تعالي بقي الي فكرة تغيير قواعد القبول وجعلها عبر اختبارات أو امتحانات أخري مؤهلة. وهي فكرة عظيمة لاشك لو كانت الضمائر حية. والاختبارات شفافة ونزيهة. ونحن في مصر المحروسة لن نصل. في كل أمورنا. إلي هذه الدرجة. نحن شعب يصلي أغلبه. الوقت بوقته. لكننا في حياتنا العملية لانطبق شيئا من قواعد الدين أو الأخلاق. لا أحد سيضمن أن يلتحق ابنه بالكلية التي يريدها حتي لو حصل علي الدرجات النهائية في الثانوية العامة. فأمامه رحلة أصعب وأكثر قسوة. لابد تحتاج إلي وساطة أو رشوة أو أي شيء من هذا القبيل فنحن حتي لاتنسي في مصر المحروسة! الحاصل أن هناك اتجاهاً علي ما أظن يعني الي قصر الالتحاق بالجامعات علي فئات بعينها هي الفئات الغنية فقط. أما من هم دون ذلك فأمامهم الجامعات الخاصة. وعليهم إذا أرادوا الحاق أبنائهم بها أن يسرقوا أو يتاجروا في المخدرات أو يسيبوا البلد ويطفشوا. من يراجع التخاريف التي يطلقها هؤلاء الوزراء. يدرك أن الشعب لم تعد لديه قدرة علي الاحتمال أكثر من ذلك. من يدرك أن مصر. مهما كان وضعها الاقتصادي. لن تنهض الا بالتعليم. ومن يدرك أن هذه التخاريف غرضها الأساسي القضاء علي فرصة السواد الأعظم من أبناء الشعب المصري في التعليم.. استوردوا شعباً آخر إذن وريحوا أنفسكم.. أو اعلنوها واضحة أن فرصة التعليم والترقي في مصر لن تكون إلا لأبناء القادرين. أما غيرهم من أبناء الطبقتين المتوسطة والفقيرة فليعدوا أنفسهم من الآن ليكونوا خدماً وعبيداً لأسيادهم الأغنياء.. حفظ الله مصر ومسئوليها ولنذهب نحن إلي الجحيم!!