علي الرغم من مرور 34 عاماً علي الحريق الذي شب في الباخرة 10 رمضان في مثل هذا الشهر عام 1983 أثناء رحلتها من ميناء السد العالي بأسوان إلي وادي حلفا والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 300 شخص إلا أن شبح هذه الحادثة مازال يطارد وادي النيل للملاحة النهرية عقب صدور أحكام نهائية مؤخراً بتعويض أسر الضحايا بمبالغ مالية تبلغ نحو 30 مليون جنيه.. بينما جيوب الهيئة خاوية. يقول فتحي الطاهر رئيس المجلس الشعبي المحلي لمدينة أبوسمبل السياحية سابقاً إن حادث حريق الباخرة 10 رمضان وقع في الساعة الثالثة من فجر يوم 25 مايو عام 1983 وذلك بعد أن قام طاقم الباخرة بشراء بعض احتياجاتهم من مدينة أبوسمبل ثم قاموا بالرسو علي الضفة الغربية لبحيرة ناصر جنوب أبوسمبل بحوالي 15كم. نظراً لأن الإبحار ليلاً كان ممنوعاً في البحيرة وبعدها شب حريق هائل في هذه الباخرة. موضحاً أن الباخرة كانت تحمل علي متنها أكثر من 650 راكباً وفور علم المسئولين بوقوع هذا الحريق تم الدفع بالمراكب واللنشات وإحدي البواخر التابعة لجهاز تنمية بحيرة ناصر ومساهمة البحيرة لإنقاذ الركاب الناجين لأن بعضهم كان عالقاً في مياه بحيرة ناصر. والبعض الآخر استطاع الوصول إلي الجبل الذي كانت ترسو بالقرب منه هذه الباخرة. وبعضهم نجا من الحريق والغرق ولكنه لم ينج من لدغات العقارب والثعابين فوق الجبل مما أدي إلي زيادة عدد الضحايا الذين بلغ عددهم حوالي 350 شهيداً ما بين حريق وغريق وملدوغ بسم الثعابين والعقارب فيما بلغ عدد الركاب الناجين نحو 300 شخص. مؤكداً أن يوم الحادثة كان عصيباً للغاية في تاريخ مدينة أبوسمبل حيث وصل كبار المسئولين في الدولة إلي مطار المدينة في الصباح الباكر علي أول رحلة طيران لمتابعة الحادث علي رأسهم فؤاد محيي الدين رئيس الوزراء المصري وقتها. واللواء قدري عثمان محافظ أسوان الراحل ويحيي بشير رئيس المدينة وكانت الطائرات تكف عن التحليق داخل مطار أبوسمبل. نظراً لأن الطيران كان هو وسيلة المواصلات الرئيسية التي تربط أبوسمبل بأسوان وذلك لعدم اكتمال الطريق البري أسوان أبوسمبل الذي تم افتتاحه بعد هذه الحادثة بعامين. أضاف فتحي الطاهر أنه تم نقل جميع المصابين في الباخرة 10 رمضان إلي مستشفي أبوسمبل لتلقي العلاج وقتها كما جاء أحد وكلاء النيابة لأبوسمبل قادماً من أسوان لإجراء التحقيقات في الحادث.. كما تم تقسيم أهالي أبوسمبل إلي عدة مجموعات عمل منهم مجموعة تختص بإنقاذ المصابين وانتشال الجثث في بحيرة ناصر ومجموعة أخري تستقبل المصابين وتستضيف الناجين داخل المنازل وتوفر لهم كافة احتياجاتهم علاوة علي مجموعة أخري تقوم بإنهاء إجراءات دفن الشهداء. مشيراً إلي أن الأكفان جاءت من القاهرة بواسطة الطائرة وتم تغسيل الضحايا ودفنهم في مقبرة جماعية في مدينة أبوسمبل حيث تم دفن الرجال في مقبرة مستقلة ودفن السيدات والبنات في مقبرة بجوارها حيث كان من بين الضحايا رحلة مدرسية من البنات تضم 60 طالبة وحتي وقت قريب كان بعض الإخوة السودانيين يقومون بزيارة ذويهم في هذه المقبرة الجماعية. من جانبه قال العميد السر الأمين محمد سعيد نائب رئيس مجلس إدارة هيئة وادي النيل للملاحة النهرية إن الهيئة تعاني حالياً من صدور أحكام قضائية واجبة النفاذ لتعويض شهداء الباخرة ويبلغ إجمالي هذه التعويضات حوالي 30 مليون جنيه. أضاف أننا نقوم حالياً بسداد مبالغ التعويضات للمستحقين من موارد الهيئة مما يؤثر بالسلب علي منظومة التطوير والتحديث في الوقت الراهن علاوة علي نقص موارد الهيئة بشكل حاد في الآونة الأخيرة لتأثرها بالسلب عقب افتتاح المعابر البرية قسطل اشكيت وأرقين بين مصر والسودان. موضحاً أنه تمت مخاطبة المسئولين في الدولتين مصر والسودان لتحمل قيمة تعويضات حريق الباخرة 10 رمضان ووافقوا مبدئياً ولكن لم يتم التنفيذ حتي الآن. أشار العميد السر الأمين إلي أننا أجرينا العديد من الدراسات لتطوير هيئة وادي النيل للملاحة النهرية والتي تعتبر نموذجا فريدا للتكامل المصري والسوداني منذ إنشائها في عام 1975 بإدارة مشتركة. وأخطرنا الدولتين لكي يساعدونا في تطوير الهيئة وتحديثها عن طريق استجلاب وحدات ركاب حديثة وسريعة وكذلك وحدات نقل ذات سعة أكبر وتم إجراء لقاء مع وزيري النقل في البلدين ووعدونا بتنفيذ هذه المطالب في الفترة المقبلة.