* الحلقتان الأخيرتان من البرنامج التليفزيوني "صاحبة السعادة" تعدان نقطة انطلاق تمثل إحدي قمم الإبداع المصري.. الحلقتان جاءتا تحت عنوان 121 سنة سينما ودارتا حول موسيقي الأفلام واستمتعنا فيهما بأكثر من عشرين مقطوعة موسيقية من أفلامنا المصرية والتي أبدعها مصريون قدمها لنا المايسترو المتميز نادر عباسي من خلال الأوركسترا المبتكر الذي تم تكوينه بعنوان "أوركسترا الاتحاد الفلهارموني" والذي يتضمن كل آلات الأوركسترا التقليدية مع بيانو وإضافة آلتي القانون والناي وإذا كانت هاتان الحلقتان واختيار الموضوع يحسب للقديرة إسعاد يونس وأسرة برنامجها إلا أن النجاح الحقيقي اختيارهم الموفق لهذا المايسترو المبدع الذي يعد مفخرة لمصر أنه فنان متعدد المواهب ويعتبر مؤلفاً موسيقياً مالكاً لأدواته من دراسة مستفيضة للعلوم الموسيقية قبل أن يكون قائداً.. والمايسترو عباسي معروف في الساحة الموسيقية في مصر والعالم وله أياد بيضاء علي أوركسترا الأوبرا المصري حين كان مديره الفني لمدة عشر سنوات ولكن الحلقات كشفت عن جانب هام في شخصيته وهو اتجاهه القومي واحترامه للإبداع الموسيقي المصري في كل الأجيال لقد كان واضحاً تحمسه وأيضاً كان ناجحاً في اختيارته ونفذها علي أكمل وجه وبشكل احترافي متميز ونادر هنا لم يكتف بالمؤلفات المكتوبة سلفاً من مؤلفين متخصصين أمثال فؤاد الظاهري وعلي إسماعيل وأندريه رايدر وغيرهم ولكنه قدم موسيقي لم تكن مدونة وجاهد في كتابتها وكأنه أعاد اكتشافها لتنطق من خلال النوت الموسيقية وهذه تمثل إضافة كبيرة ساعده فيها فريق العمل المكون من أحمد الموجي وجورج قلته وغندور حسين.. نادر عباسي في هذه الحلقات لم يكن قائداً مخرجاً ومفسراً لأعمال غيره الموسيقية وإنما أيضاً كان متحدثاً لبقاً استطاع أن يشرح ببساطة دور قائد الأوركسترا ويتكلم بحرفية عن فريقه وعن المؤلفين الذين تناول أعمالهم.. تحية تقدير لكل من ساهم في هذا العمل وخاصة المخرج التليفزيوني محمد مراد وعازفي الآلات الغربية والشرقية في الأوركسترا.. الأمنية التي أتمني أن تتحقق هي المزيد من هذه الحلقات مع مؤلفين آخرين ساهموا كثيراً في نهضة التأليف الموسيقي المصري عن طريق الموسيقي التصويرية. * "القوة الناعمة للسيمفوني المصري في مهمة وطنية بالنمسا" هذا هو العنوان التي تم به الإعلان عن رحلة أوركسترا القاهرة السيمفوني للعزف في كبري القاعات بفيينا وسالزبورج ورغم اختلافي التام مع هذا العنوان لأن المهمة الوطنية وتمثيل مصر لا يكون عن طريق عازفين وقائد فقط وإنما يتضمن برنامج الحفل إحدي المؤلفات المصرية وأن يشارك في الحفل سوليست مصريون وهذا للأسف لم يحدث والعلاقات الثقافية الخارجية وهيئة تنشيط السياحة رفضت أن تمد يدها لهذا الفريق ولم تدعم الرحلة مادياً ولا معنوياً ولهذا بات الأمر في يد الرعاة الذين تكلفوا بهذا.. يا وزارة الثقافة يجب دعم هذه الرحلات والاهتمام بها ودراسة برامجها جيداً لأنها خير ممثل لنهضتنا وحضارتنا في المجال الموسيقي.