ذهبت إلي الشغل صباحا؟ أديت عملك بهمة ونشاط؟ استلمت راتبك آخر الشهر؟ اشتريت احتياجات بيتك وسددت التزاماتك؟ برافو. ممتاز. تحية وتقدير لك علي ما فعلت من أجل نفسك وأهل بيتك.. ولكن بماذا استفاد منك المجتمع؟! أين دورك المجتمعي؟! أين حق هذا البلد وأهله عليك؟ هل سمعت ما قال: ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط؟ ابحث لنفسك عن دور مجتمعي.. وسأبحث معك. في بعض الكليات النظرية. هناك طلاب مكفوفون يحتاجون من يقرأ لهم المادة العلمية. أو تسجيلها علي كاسيت أو اسطوانة أو حتي المحمول فكر مرة ان تذهب إلي مكتبات إحدي هذه الكليات وتعرض خدماتك. جاء إلي عملك شباب وفتيات حديثتي التخرج أو حديثي التعيين. لا يمتلكون من خبرتك شيئاً. حدد معهم مواعيد معينة بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية أو خلال "الاستراحة" وانقل لهم عصارة خبرتك. علمهم ولا تبخل عليهم بما فتحه الله عليك. كان لي رئيس في العمل يقول: "خيركم من تعلم أي حاجة وعلمها لأي حد" في فهم أوسع لحديث الرسول الكريم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". لديك أقارب كثيرون في قريتك التي نشأت فيها أو محل سكنك القديم. جار عليهم الزمن. وبلغوا من العمر عتيا. أعياهم المرض. وانهكتهم ظروف الحياة الطاحنة. خرجوا "معاش" ودخلهم لا يكفي العيش الحاف. اسأل عنهم. قم بتوصيل أحد منهم بسيارتك إلي مستشفي يحتاجه أو إلي قضاء مصلحة حكومية. أو إلي شراء احتياجات شخصية. لن أقل لك ادفع له شيئاً. اعلم ان ظروفك أيضاً صعبة والحمل ثقيل عليك. ولكن يبارك الله في القليل. وإن لم يكن الجود بالمال.. فيكفي السؤال. تعلم ان لك جارين متخاصمان منذ أكثر من أسبوعين وأن السبب تافه ولكن كل طرف راكب دماغه ومعاند. خليك واسطة خير. وحاول ان تعيد المياه إلي مجاريها. شاطر في لعبة الانتخابات. عرفت تحصد أعلي الأصوات وأصبحت عضواً لمجلس إدارة الشركة التي تعمل بها أو النقابة أو النادي. لا تغلق تليفونك وقتها في وجه من انتخبوك. ولا تلحس وعودك الانتخابية. افتح بابك للجميع وارع مصالحهم. وابق في خدمتهم. ربنا أعطاك وفرة في الصحة وبارك لك فيها. هناك ما يسمي بالتبرع بالدم من خلال قائمة إلكترونية سجل اسمك ورقم تليفونك وفصيلة دمك. وسيتصلون بك وقت الحاجة. فقد تكون سبباً في إنقاذ حياة مريض أو مصاب في حادث أليم. صوتك حلو في قراءة القرآن الكريم.. اجمع عيال الشارع في الإجازة بعد صلاة العصر وعلمهم التجويد والترتيل. حاول أن تفضي نفسك ولو يومين في الأسبوع. وشارك في محو أمية أبناء قريتك أو بلدتك أو المنطقة التي تعيش فيها. غداً بإذن الله سيكون أول يوم سحور.. وبعد غد نستقبل أول أيام رمضان.. أبواب الخير كثير.. "بس اللي يخبط".