سيقف كل مصري كثيراً أمام ما حدث أمس في دمياط خلال افتتاح الرئيس السيسي عبر الفيديو كونفرانس العديد من مشروعات الإسكان والصحة في عدة مشروعات تحت اشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. حجم انجاز مهول وعلي أعلي مستوي من الجمال والروعة والتحضر يؤكد مع ما سبق افتتاحع من مشروعات مثيلة وما سيتحقق في الشهور القليلة القادمة صدق مقولة "يد تبني.. ويد تحمل السلاح".. وواقعية تعبير "البقاء.. والبناء". مشروعات الأمس كثيرة ومتنوعة وتصب جميعاً في خانة "صالح المواطن" وكل مشروع منها يستحق الحديث عنه باستفاضة.. لكن.. نظراً لضيق المساحة ولأهمية ما سأتحدث عنه في السطور التالية فإنني سأكتفي اليوم بالحديث عن مشروع واحد من المشروعات التي تم افتتاحها بالأمس.. إضافة إلي مشروع آخر يجري تنفيذه وشاهدنا جميعاً شرحاً وافياً له علي ماكيتات.. ثم مسك الختام التصريحات النارية التي أطلقها الرئيس السيسي.. إنها بحق 3 محطات فارقة في تاريخ مصر الحديث. موبيليا للتصدير مدينة الأثاث بدمياط التي افتتح الرئيس السيسي مرحلتها الأولي أمس هي نقلة نوعية لتلك الصناعة تقفز بها من المحلية الي العالمية.. المدينة تقام علي 331 فداناً توفر 25 ألف فرصة عمل مباشرة و40 ألف فرصة عمل غير مباشرة.. ويجري العمل فيها بنظام المناطق الاستثمارية من حيث سهولة استخراج التراخيص لمزاولة النشاط.. وتصل تكلفة انشاء المدينة إلي خمسة مليارات جنيه علي 3 مراحل. كلنا يعلم جيداً شهرة الموبيليا الدمياطي.. فليس هناك شارع أو حارة أو حتي زقاق في دمياط إلا وفيه ورشة لتصنيع الأثاث يدوياً.. صحيح أنه أثاث جيد وله مريدوه إلا أن الانتاج يكون محدود الكمية ومحلياً ولن يلبي أبداً طلبات السوق العربية والعالمية. من هنا جاءت فكرة اقامة مدينة الأثاث بحيث يتم التصنيع بتكنولوجيا عالية توفر الجهد والوقت مع تشطيب عالي المستوي وبكميات ضخمة. المدينة الجديدة لن تكون بديلاً للورش.. بمعني أنه لن يتم تجميع الورش الموجودة فيها لأننا بذلك لا نكون قد حققنا جديداً.. الورش ستظل قائمة لانتاج الموبيليا "العمولة" لمن يرغبها.. أما مصانع المدينة فهي لانتاج موبيليا التصدير بكمياتها الوفيرة وتغطية السوق المحلي أيضاً.. وبالتالي.. فإن المدينة لن تؤثر بأية حال علي الأيدي العاملة الموجودة من نجارين واستورجية ومنجدين ومذهباتية وغيرهم. نعم.. الدمايطة هم ملوك الموبيليا بلا منازع.. لكنهم كانوا في حاجة ماسة الي خروج ابداعاتهم الي الدنيا.. ولن يأتي هذا إلا من خلال مصانع كبري تستورد كل متطلبات الصناعة من أخشاب ودهانات وغير ذلك وتعمل آلياً وتنتج بوفرة.. ومن ثم توفر عملات صعبة للدولة بكميات كبيرة.. فقط ليت الدولة تراعي هذه المصانع بتخفيض الجمارك علي ما تستورده من أخشاب وأدوات انتاج.. والدولة ستكون الرابحة في النهاية لأن ما ستخفضه من جمارك ستجني أضعافه من عوائد التصدير.. كم حلمنا بهذه المدينة.. وها هو حلمنا أصبح حقيقة. حدوتة تل العقارب الرئيس استمع الي ما يجري علي الأرض في مشروع "تل العقارب".. ونظراً لأني من أبناء السيدة زينب وعشت وتربيت في ميدان زين العابدين القريب من هذا التل فإنني "شفت بعيني.. محدش قال لي" كما يقولون.. رأيت كم كان هذا المكان سيئاً.. حياة ليست آدمية بالمرة.. لذا تمت ازالته بالكامل وكل ساكن كان به أخذ تعهداً بالعودة مرة أخري بعد اعادة بنائه علي أحدث الطرازات وأكثرها حضارة ومدينة كما رأينا جميعاً من الماكيتات التي عرضت.. أيضاً يتم صرف مبلغ شهري لكل ساكن يعينه علي سداد ايجار المكان الذي يؤويه الآن حتي يعود الي شقته الجديدة والفاخرة أواخر هذا العام. المشروع "حدوتة" بجد ستغير وجه الحياة في هذا المكان الذي كان موبوءاً ولا يمكن أن يستوعبها علي حقيقتها إلا من تابعها عن قرب.. فليس من سمع كمن رأي. حرامي.. وبجح الرئيس أمس وجه رسالة نارية لحرامية الأراضي قال فيها "اللي ياخذ الأرض بدون وجه حق يبقي لص ومغتصب وحرامي أيما كان هو مين.. واللي يتحداني ويقول إنه هياخد حقه مني أقول له بيني وبينك حق ربنا وحق الناس.. وطول ما أنا عايش مش هسيب حد ياخد حاجة مش من حقه".. وقال لوزيري الداخلية والدفاع: "محدش فوق القانون.. واللي يتعامل معاكم بعيداً عن القانون.. طبقوا عليه القانون". الكلام واضح وخطير.. الحرامية يتبجحون وحسناً فعل الرئيس عندما فضحهم علي رءوس الأشهاد.. ورسالتنا نحن الشعب لهم هي "أعلي ما في خيلكم اركبوه يا حرامية" ستتركون الأرض التي سرقتموها شاء منكم من شاء وأبي من أبي.. وسنحاسبكم أنتم ومن عاونكم علي سرقة مصر. انتهي الكلام.. والملعب يحكم