لقي 20 شخصا علي الأقل مصرعهم في العاصمة اليمنية صنعاء في إطلاق للنار في واحدة من أكبر المظاهرات المناهضة للرئيس علي عبد الله صالح خلال الأشهر الأخيرة. وأصيب العشرات عندما أطلقت الشرطة اليمنية النار علي الحشود ورشقتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع خلال المظاهرة التي شارك فيها مئات الالاف في ساحة التغيير حيث يخيم شبان للمطالبة بوضع حد لحكم صالح المستمر منذ 33 عاما. والسلطة اليمنية اتهمت من جهتها عناصر تنتمي للاخوان المسلمين حزب التجمع اليمني للإصلاح أكبر أحزاب المعارضة عضو تحالف اللقاء المشترك وللمعارض اليمني الشيخ حميد الأحمر أمين عام اللجنة الوطنية للحوار المعارضة بأنهم يطلقون النار بشكل عشوائي من أسطح المباني الواقعة بمحيط جامعة صنعاء حيث الاعتصامات المستمرة منذ شهر فبراير الماضي. وقالت مصادر أمنية يمنية في بيان صحفي لها إن الفرقة الأولي مدرع التي أعلن قائدها مؤخرا تأييده السلمي لمطالب ثورة الشباب السلمية تواصل اعتداءاتها علي المواطنين ورجال الأمن في حي الزراعة مستخدمين في ذلك مختلف الأسلحة الخفيفة والرشاشات وقذائف ال" أر بي جي" وصواريخ "لو". وأضافت إن ميليشيات الفرقة منتشرة فوق أسطح المباني في شوارع الجامعة وحي الزراعة ومنطقة شارع عشرين الذي تغلقه وتنتشر في كل أرجائه بشكل كثيف, وأن تلك الميليشيات تقوم بإطلاق النار بشكل عشوائي علي المواطنين والمشاركين في المسيرة التي أخرجتها أحزاب المشترك المعارضة الليلة الماضية بصنعاء. وأكدت مصادر أكاديمية بجامعة صنعاء أن ميليشيات التجمع اليمني الإصلاح وعناصر من الفرقة الأولي مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر واصلت اليوم ولليوم الثاني علي التوالي اعتداءاتها علي جامعة صنعاء والتي طالت عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة. وقالت المصادر إن تلك العناصر أقدمت علي إغلاق كليات الطب والزراعة والحاسوب والتجارة واللغات والشريعة وقامت بإخراج الطلبة من قاعات المحاضرات بالقوة واعتدت علي عميدي الإعلام والآداب والموظفين والطلبة. وحسب هذه المصادر فإن مجموعات من جنود الفرقة الأولي مدرع بلباسها العسكري رافقت تلك الميليشيات التي ترتدي اللباس المدني تحت مسمي طلاب واقتحمت عمادات كليات الآداب والعلوم والإعلام واعتدت علي عمدائها وقامت بتكسير صور رئيس الجمهورية. وفي سياق آخر اعتصم الآلاف من طلاب جامعة صنعاء بشكل سلمي في الحرم الجامعي رافعين شعار "لا سياسة ولا تسييس ..الطلاب راغبو تدريس" وناشد الطلاب الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية ومنظمة اليونسكو الوقوف الي جانبهم في الحصول علي حقهم الإنساني والدستوري في التعليم وعدم الزج بالجامعة في أتون الصراعات السياسية المقيتة وسرعة إخلاء الجامعة من المظاهر العسكرية الخاصة بالفرقة الأولي مدرع.