عاشت جماهير الزمالك ليلة بيضاء من أسعد لياليها بعد الفوز الغالي الذي حققه فريقها في ضربة البداية لأولي مبارياته في دوري المجموعات لدور ال 16 لبطولة الملايين الأفريقية لدوري الأبطال بالتفوق علي كابس يونايتد بطل زيمبابوي بهدفين نظيفين لنجميه باسم مرسي وستانلي وهو فوز استحقه الزمالك عن جدارة بفضل تفوقه الميداني وسيادته لمجريات اللعب وسيطرته علي الكرة أغلب فترات اللقاء.. فكان الأكثر خطورة وهجوماً وقدرة علي بناء الهجمات المؤثرة حتي أنه كان في مقدوره أن ينهي الشوط الأول متقدماً بثلاثة أهداف علي الأقل ولكن سوء الحظ الذي طاردهم واللعب تحت ضغط عصبي بسبب الرغبة ومن حالة انعدام الوزن في النتائج والعروض في الفترة السابقة.. وهو ما أثر سلباً علي تركيز اللاعبين في التعامل مع اللمسة الأخيرة ليحتل الزمالك المركز الثاني في مجموعته بعد الاتحاد الجزائري بفارق الأهداف. ولعل أهمية هذا الفوز تكمن في توقيته كبداية في البطولة الأفريقية التي باتت تمثل الحلم والهدف الأهم للفوز بها بعد ضياع الدوري وأيضاً لتحقيق الحلم الأكبر بالوصول للعالمية بتمثيل القارة السمراء في مونديال الأندية أبطال القارات. لعب فارق الإمكانات الفردية والمهارية لنجوم الزمالك بجانب تسلحهم بالروح القتالية العالية للفانلة البيضاء واصرارهم علي الفوز دوراً كبيراً في ترجيح كفة الفريق لعباً ونتيجة من حيث السيطرة والتحكم في منطقة المناورات وسرعة الانطلاق والتمرير والتحرك والضغط بكثافة هجومية كافية دوراً في حسم اللقاء لصالح المارد الأبيض في الشوط الثاني والذي شهد هدفي الفوز لباسم وستانلي بعد انتهاء الأول بالتعادل السلبي ويحسب للزمالك التزام لاعبيه بالواجبات الدفاعية وتأمين المنطقة الخطرة في الوقت الذي كان يبحث فيه بقوة عن الفوز الذي جاء محصلة طبيعية لتفوق الزمالك بقيادة نجوم اللقاء أحمد رفعت وطارق حامد وعلي جبر والحارس الأمين أحمد الشناوي. وسط حضور جماهيري وحالة من الترقب والحذر لدي مسئولي الزمالك بدأت أحداث هذا اللقاء أمام كابس يونايتد قاهر مازيمبي الكونغولي. وجاءت حمي البداية بيضاء سريعة ساخنة وكأنها رسالة بأننا علي موعد لقاء غاية في الإثارة والقوة من جانب الزمالك الذي يسعي للاستفادة من اللعب بملعبه ومن حماس جماهيره معتمداً علي طريقة 4/2/3/1 حتي ان الدقيقة الثانية كانت ستشهد هدف الزمالك من ضربة رأس رائعة لعلي جبر ولكن أخرجها موزيس المدافع الزيمبابوي من علي خط المرمي وكأنها رسالة بأن الزمالك عازم علي وضع البطل الزيمبابوي تحت ضغط ومحاصرته في نصف ملعبه بفضل التحركات الواعية لثلاثي خط الوسط بقيادة شيكابالا ومصطفي فتحي وأحمد رفعت ومن خلفهما لاعب الارتكاز وخط الدفاع الأول بمنطقة المناورات بقيادة الثنائي معروف يوسف وطارق حامد وساهم هذا الحماس لخط الوسط في تنفيذ الضغط المتقدم علي كابس يونايتد ليحققوا الكثافة العددية لمحاولاتهم الهجومية ودعم قلب الهجوم باسم مرسي الذي فضل ايناسو المدير الفني البرتغالي للزمالك في تعديل تكتيكي تمثل في الاعتماد علي مصطفي فتحي كرأس حرابة ثان مع باسم مرسي للاستفادة من مهاراته العالية في الاختراق من العمق وقدرته علي المراوغة وقوة تسديداته. استطاع كل من شيكابالا وأحمد رفعت ان يشكلا خطورة كبيرة علي دفاع كابس وفتح أكثر من ثغرة بفضل انطلاقاتهما الأمامية في الأجناب ومهاراتهما العالية في الاختراق يعاونهما بقوة كل من محمد ناصف الظهير الأيسر وأسامة إبراهيم من الناحية اليمني مع الالتزام وسرعة الارتداد للخلف لتنفيذ واجباتهم الدفاعية مع قلبي الدفاع علي جبر ومحمود الونش ومن خلفهم أحمد الشناوي والذي كان يقظا في التعام مع الكرات المرتدة الخاطئة عن طريق الثلاثي الهجوم الجناحين يانسي وروسيكي ورأس الحربة سيمبا مع محاولات اللجوء للتسديدات البعيدة أحياناً علي مرمي الشناوي. ورغم لجوء بطل زيمبابوي لأسلوب الدفاع المتقدم للحد من خطورة الهجوم الأبيض والقضاء عليه مبكراً غير أن نجوم المارد الأبيض استعادوا من جديد تألقهم وسيطرتهم علي مجريات اللعب بفضل سرعة الانطلاقات الأمامية والانتشار الايجابي في الملعب والتحركات الرائعة من الأجناب والتي كان بطلها الأول أحمد رفعت الموهوب المرعب ولكن الحظ يعاند مرة أخري نجوم الزمالك مصطفي فتحي وباسم مرسي ومحمد ناصف. وفي ظل هذا الاندفاع الهجومي يمكن القول إن بطل زيمبابوي اقترب عبر الهجمات السريعة المرتدة وبدأت تشكل خطورة بسبب قوية ولياقة وسرعة لاعبي زيمبابوي لكن كان الشناوي عملاقاً في التصدي لها بفضل سرعة رد فعله وخروجه في التوقيت المناسب من مرماه بالإضافة لرشاقته ومرونته في التصدي للتسديدات البعيدة لينتهي هذا الشوط بالتعادل السلبي رغم سيادة وتألق الزمالك. ولم تختلف بدايات الشوط الثاني عن سابقه من حيث امتلاك الزمالك زمام المبادرة حتي إن علي جبر سدد رأسية في كلاكيت ثاني مرة ولكنها هذه المرة خرجت بجوار القائم وان أكدت المحاولة الهجومية المبكرة احتفاظ الزمالك بانضباطه التكتيكي وترابط خطوطه والتزام لاعبيه بالأداء الهجومي بحثاً عن الفوز وحصد نقاط المباراة الثلاثة فالإرادة والاصرار علي التفوق كانت السمة المميزة لأداء وروح لاعبيه ولكن عابهم عدم التركيز والدقة في اللمسة الأخيرة للكرة ولذلك أنقذ سيمندا حارس كابس ومنتخب زيمبابوي تسديدة أحمد رفعت ويتألق دفاع الزمالك بقيادة علي جبر والونش وناصف وأسامة بحسن تنظيمه في التصدي بصلابة وبراعة لهجوم كابس. ويجني الزمالك ثمار تفوقه الميداني علي مجريات اللعب عندما يقود شيكا هجمة منظمة من الناحية اليمني ويلعب كرة عرضية بالمقاس علي رأس باسم مرسي الذي سددها بقوة في الشباك محرزاً هدف السبق للزمالك. كان طبيعياً ان يبدأ فريق كابس في التخلي تدريجياً عن أسلوبه الدفاعي بحثاً عن هدف التعويض ويسدد براين أميدو من داخل المنطقة ولكنها تمر بجوار القائم الأيسر ولكنها كانت بداية للتطور الذي طرأ علي أداء لاعبي بطل زيمبابوي لترتفع حرارة المباراة بعد هدف السبق للزمالك في الدقيقة 56 . ويتدخل الونش في الوقت المناسب ويقطع الكرة من أمام حلق المرمي. ويجري ايناسيو تعديلاً تكتيكياً لتأمين تفوق الزمالك بهدف السبق بالدفع بإبراهيم صلاح بدلاً من مصطفي قلب الهجوم الذي لم يظهر بمستواه العالي ليلعب الزمالك بثلاثي ارتكاز بخط الوسط ويتألق الشناوي علي طريقة الكبار عندما أنقذ أخطر فرصة لكالبس حينما سددا سيلمندا حارس مرماه ضربة حرة مباشرة اخترقت حائط الصد ولكن الشناوي تصدي للكرة ببراعة ويميل ثلاثي الوسط طارق حامد ومعروف وإبراهيم صلاح لمعاونة الدفاع. ورغم ان لاعبي الزمالك اكتسبوا الكثير من الثقة والهدوء بعد تفوقهم بهدف باسم غير أنهم تراجعوا للخلف تاركين منطقة المناورات ومساحات كبيرة أمام لاعبي كابس للسيطرة والضغط وتهديد مرمي الشناوي. ومع بدء العد التنازلي لانتهاء اللقاء يفرض بطل زيمبابوي سيادته علي مجريات اللعب ويهاجم بشراسة بكل خطوطه علي الزمالك مستغلاً رغبة لاعبيه في الميل للأداء الدفاعي من أجل الاحتفاظ بهدف السبق مع الاعتماد علي الهجومات المرتدة عن طريق أحمد رفعت والذي قرر ايناسيو سحبه واشراك محمد إبراهيم بدلاً منه لتحقيق المزيد من الفاعلية والنشاط والحيوية لخط الهجوم وهو ما تحقق كما أراد المدير الفني عندما نجح ستانلي في ان يكون عند حسن ظنه عندما سدد بمهارة عالية ضربة رأس سكنت شباك كابس معلنة عن هدف الاطمئنان وقتل المباراة لصالح الزمالك بعد ان تصدي معروف يوسف الدينامو لضربة ركنية أحسن استقبالها في المقابل ستانلي الخطير.. وعاند الحظ معروف يوسف الذي سدد صاروخاً ولكنها مرت بجوار القائم وفي ظل الضغط المتواصل لكابس الزيمبابوي كادت شباك الزمالك تستقبل هدفاً من نيران صديقة عندما حاول محمود الونش إخراج كرة عرضية ولكنها كانت في طريقها للشباك لولا يقظة الشناوي الذي أمسكها بثقة ليؤكد أنه أحد نجوم المباراة مع أحمد رفعت الموهوب الخطير والصخرة علي جبر والفدائي طارق حامد ليحقق الزمالك انتصاراً غالياً بهدفين نظيفين. تقديرات اللاعبين لاعبو الزمالك امتياز: أحمد رفعت- طارق حامد- علي جبر- شيكابالا- الشناوي جيد جداً: معروف يوسف- محمود الونش- أسامة إبراهيم جيد: باسم مرسي- ستانلي- محمد ناصف مقبول: محمد إبراهيم- إبراهيم صلاح- مصطفي فتحي لاعبو كابس يونايتد يستحق بطل زيمبابوي تقدير جيد علي الأداء العام وان كان أهم ما يتميز به لاعبوه القوة البدنية واللياقة العالية.. ولكن الخبرات والمهارات محدودة. التحكيم أدار اللقاء الحكم الايفواري رينيس تيمبلي ويعاونه مواطنه أسومو هيرمان والتشادي عيسي يايا ويستحق هذا الطاقم تقدير امتياز لسلامة قراراته وحسن تفاهم أفراده.