علي الرغم من صدور فتاوي تحرم الأعمال الدرامية التي تتناول السحر والشعوذة عقب عرض احدي القنوات الفضائية لمسلسل "ساحرة الجنوب" للفنانة حورية فرغلي الأمر الذي جعل الجهة المنتجة توقف انتاج الجزء الثالث رغم تحقيقه نسبة مشاهدة عالية الا اننا نجد ان هناك اصرارا من صناع الدراما الرمضانية هذا العام علي الاستمرار في ظاهرة اعمال السحر والشعوذة والعفاريت والدجالين كخيط رئيسي تدور من حوله مجريات الاحداث بعدما كان يتم تناولها كخط فرعي ضمن احداث العمل الدرامي بشكل كوميدي. تأتي في مقدمة هذه الأعمال مسلسل كفر دلهاب للفنان يوسف الشريف والذي يتناول فيه السحر بشكل مختلف من خلال أحد الكفور في العصور القديمة التي تقع في قرية مسحورة ويدعي كفر دلهاب ويمارس سكانه السحر والأعمال والخزعبلات ويعرض في شهر رمضان القادم بعكس ما تناوله في مسلسله "لعبة ابليس". مسلسل "عفاريت عدلي علام" أيضا للفنان عادل امام والذي يتناول فكرة العفاريت والتي تقدمها الفنانة غادة عادل وكذلك السحر والدجل ويقدمها الفنان احمد حلاوة في دور شيخ دجال. بالنسبة للفنانة سمية الخشاب فتلعب في مسلسل الحلال دور دجالة تسكن في حارة شعبية وتحتمي بمعلم الحارة الذي يجسد دوره الفنان بيومي فؤاد وتقوم بالدجل والنصب علي الاشخاص الذين يلجأون إليها من خلال اقامة زارات لهم وعمل احجبة يعتقدون انها ستفيدهم. كما ينضم للقائمة الفنان مصطفي شعبان في مسلسل "اللهم اني صائم" بعمليات النصب علي رجال الأعمال ببعض مشاهد الدجل والشعوذة. أما مسلسل "الكبريت الأحمر" للفنانة داليا مصطفي فقد اكدت علي انها تستعد لتصوير الجزء الثاني من المسلسل وهو عمل مقتبس من احدي المسلسلات الأجنبية وتدور احداثه حول عالم السحر والعفاريت وبالاخص السحر الأسود ومدي اتجاه بعض الناس لهذه الأساليب لتحقيق اغراضهم. "المساء الأسبوعية" استطلعت آراء عدد من الفنانين حول تلك الظاهرة واصرار صناع الأعمال الدرامية علي انتاج هذه النوعية من الأعمال. * الفنان محمود الجندي يري انها مجرد خواطر وظاهرة مثل الأعمال التي قدمت من قبل منها ظاهرة المخدرات والاكشن وغيرها أما ظاهرة السحر فهي ظاهرة غير مرغوب فيها خاصة وان يكون هناك أكثر من عمل يناقش السحر والشعوذة وتصبح "موضة" وعلي رأي المثل "الزن علي الودان أمر من السحر" وبالتالي هذه الأعمال يصدقها الناس من أجل تحقيق نسبة مشاهدة عالية ومكسب مادي سريع خاصة بعد نجاح مسلسل السبع وصايا فاتجه صناع الدراما إلي هذا الاتجاه. * الفنانة فردوس عبدالحميد: ما تتناوله الدراما من أعمال السحر والشعوذة أصبح ظاهرة وموجة الكل يسير عليها وناتجة عن تردي الثقافة في المجتمع والوعي وعدم وجود رقابة ولا استراتيجية للثقافة حتي الآن وقالت في زمننا الجميل كانت هناك رقابة اخلاقية علي الآداب والرقابة المجتمعية التي تراعي ان العمل لا يؤثر علي المجتمع وعندما كان يتطرق العمل للدجل أو السحر كان يقدم بشكل مشاهد كوميدية دون ان يصدقها الناس وليس بما يحدث الآن. نجد ان صناع الدراما تعطي مساحات لهذه الأعمال التي تعود بالضرر علي المجتمع المصري الذي به نسبة كبيرة من الأمية وهذا ما لا يحدث في العالم. * المؤلف كرم النجار يقول: نجاح الأعمال التي تناولت فكرة السحر أوحي للبعض ان يستثمر فكرة الروحانيات والخوارق غير العادية والمعتقدات الغريبة واصبحوا يروجون لفكرة السحر والشعوذة والدجل بحجة انها مذكورة في القرآن وموجودة في الواقع. اضاف النجار: هذه الأعمال موجودة في السينما العالمية منها "السحر الأسود" وغيرها ولكن هناك اختلافا كبيرا في نوعية الجمهور وخاصة المجتمع المصري من حيث الثقافة والأمية وغيرها بالاضافة إلي ان منهم من يؤمن بالسحر والشعوذة وهنا يتعمق المشاهد في هذه الأعمال ويبدأ في تقمصها واخشي ان يتحول التليفزيون من وسيلة ترفيهية إلي وسيلة للترويج للموبقات والخرافات. * المخرج ابراهيم الشوادي: للأسف الفنانون والمخرجون والكتاب والمنتجون والقنوات التي تعرض المسلسل جميعهم باعوا ضمائرهم وانفسهم من أجل الملايين لأن الفنان المحترم لا يمكن ان يساهم في هدم مجتمعه ويروج لأعمال العفاريت والسحر وفنحن مؤمنون ونتعامل من خلال عرف القرآن. مش معني ذلك أننا نتعمق بهذا الشكل ونرجع للوراء بدلا من ان يقدموا أعمالا بها نماذج مشرفة تكون مثلا للأجيال الحالية والقادمة.