لاشك ان المشهد العربي حاليا يدعو إلي التفاؤل بعد الثورات المتتالية التي بدأت في الشمال الافريقي ومصر وانتقلت إلي اليمن وسوريا.. ومن المؤكد ان معظم الدول العربية قد استفادت من الربيع العربي بدءا من المغرب حيث وافق العاهل المغربي علي اجراء تعديلات دستورية تنقل لمجلس الوزراء بعض صلاحياته واجراء انتخابات برلمانية يوم 25 نوفمبر المقبل. كما شهدت الاردن بعض الاصلاحات الدستورية وكذلك البحرين. اما سوريا فماز نهر الدماء يسيل ووصل عدد القتلي إلي2600 قتيل اضافة إلي آلاف الجرحي وعشرات الاف المفقودين. ولا امل هناك في الاصلاح قبل رحيل بشار الاسد الذي لجأ للحل الامني ويرفض التعقل أو الالتفات إلي النصائح الدولية التي تطالبه باجراء اصلاحات قوية وفورية ووقف قتل المتظاهرين. والحقيقة ان الموقف في سوريا في غاية التعقيد في ظل هذا الاصرار من قبل بشار علي الاحتفاظ بالسلطة باي ثمن. ولكن التاريخ يقول ان الشعوب هي التي تنتصر دائما في النهاية. والوضع في اليمن لا يقل سوءا عن مثيله في سوريا حيث يواصل النظام اليمني سياسة قمع المتظاهرين والادعاء من ان لآخر بالموافقة علي نقل السلطة من الرئيس إلي نائبه والموافقة علي المبادرة الخليجية ثم تتلاشي كل الوعود فجأة ويبدو ان الرئيس اليمني الذي يتعافي في السعودية منذ حوالي ثلاثة اشهر يرغب في الاحتفاظ بالسلطة حتي آخر نفس حتي ولو كانت عن بعد. أما العقيد القذافي فحكايته لها العجب ولا أحد يعلم ماذا يريد بالضبط بعد ان سقط نظامه وهرب معظم اقاربه إلي تونس والنيجر بينما يختفي هو في مكان لا يعلمه احد لكي يعلن المقاومة حتي النصر!! فعلي من سينتصر القذافي والمرتزقة الذين جلبهم من افريقيا واوروبا؟ ولماذا يعتقد القادة العرب انهم يمتلكون الدول التي يحكمونها ويرغبون في استعباد اهلها أو اهلاكهم عكس القادة في الغرب الذين يقدسون دساتير وقوانين بلادهم ويحترمون مواطنيهم وانفسهم قبل كل شيء؟ اسئلة ليس لها جواب ولكن من المؤكدان الثورات العربية ونمو الوعي العربي لن يدع هذه النوعية من الحكام العرب تتكرر ثانية.