اشتعلت الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه كوريا الجنوبية التي تواصل تحدي التحركات الأمريكية حيث جدد ترامب تأكيده أن بلاده لا يمكن أن تسمح لكوريا الشمالية بإنتاج سلاح نووي بينما توعدت كوريا الشمالية بتدمير القطع البحرية الأمريكية الموجودة في كوريا الجنوبية إذا تحركت خطوة واحدة. قال ترامب - في مقابلة حصرية أجراها مع برنامج "واجه الأمة" عبر شبكة "سي بي إس" الاخبارية الأمريكية - "إن الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما تتحمل المسئولية عن عدم الوقوف في وجه الطموحات العسكرية لكوريا الشمالية". أضاف ترامب بأن واشنطن "العاصمة الأمريكية" لن تسمح لبيونج يانج "عاصمة كوريا الشمالية" بإنتاج سلاح نووي.. كما أنه "ترامب" لن يكون سعيدا إذا أقدمت كوريا الشمالية علي اجراء تجربة نووية جديدة. تابع الرئيس الأمريكي انه يري ان الصين تمارس ضغوطا علي كوريا الشمالية وانه لا يعتقد ان الرئيس الصيني وهو رجل يحظي باحترام كبير سيكون مسرورا ايضا وعند سؤال ترامب حول ما اذا كانت تصريحاته تعني عملا عسكريا رد بالقول ¢لست ادري. اعني سنري¢. جاء الوعيد الأمريكي في أعقاب عملية إطلاق فاشلة لصاروخ كوري شمالي وكانت كوريا الشمالية قد أطلقت السبت الماضي صاروخا باليستيا ذكر الجيش الكوري الجنوبي أنه انفجر بعد أن وصل لارتفاع 71 كيلومترا فقط في ثالث عملية إطلاق لصاروخ خلال شهر أبريل الحالي. من جانبه قال البابا فرنسيس إنه ينبغي أن تحاول دولة ثالثة مثل النرويج التوسط في النزاع بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة بهدف تخفيف حدة الوضع الذي صار "ملتهبا للغاية" ويهدد بخطر دمار نووي. وعبر البابا عن اعتقاده بأن "جزءا لا يستهان به من البشرية" سيُدمر في أي حرب واسعة النطاق. قال البابا للصحفيين المرافقين له علي متن الطائرة البابوية العائدة من القاهرة إنه علي استعداد للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما يزور أوروبا الشهر المقبل مضيفا أنه لا علم لديه عما إذا كانت واشنطن قدمت طلبا للاجتماع. في السياق قال السفير الروسي لدي الصين أندريه دنيسوف إن ضغط واشنطن العسكري علي كوريا الشمالية لن تنتج سوي إجراءات انتقامية من كوريا الشمالية: ¢أثناء رئاسة دونالد ترامب أطلقت كوريا الشمالية الصواريخ تسع مرات.. ندعو إلي استئناف الصيغ الموجود بالفعل للمحادثات, كالمحادثات السداسية بشأن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية¢. أضاف السفير الروسي أن مواقف روسياوالصين بشأن القضية النووية لكوريا الشمالية متوافقة تقريبا مشيرا إلي أن كلتا الدولتين تدعمان قرارات مجلس الأمن الدولي التي تفرض عقوبات علي بيونج يانج وأوضح دنيسوف أن الصينوروسيا متفقتان في وجهة النظر القائلة إن الحل السياسي والدبلوماسي هو الوحيد لبرنامج بيونج يانج النووي. في المقابل وتوعدت كوريا الشمالية بإغراق الغواصة النووية وحاملة طائرات الأمريكيتين اللتين نشرتهما واشنطن في المياه الكورية الجنوبية متهمة الولاياتالمتحدة بتصعيد التهديد العسكري. قال موقع ¢يوريمينزوكيري¢ الاخباري الدعائي الكوري الشمالي: ¢في اللحظة التي تبدأ فيها الغواصة التحرك ولو قليلا سيكون محكوم عليها بمواجهة المصير البائس بأن تتحول إلي شبح تحت الماء دون أن تتمكن من الخروج إلي السطح¢. حذر الموقع من أنه ¢سواء أكانت حاملة طائرات نووية حاملة الطائرات¢يو.إس.إس.ميتشجن¢ أو غواصة نووية ستتحول إلي كتلة من الخردة أمام قوتنا العسكرية التي لا تقهر التي ترتكز علي الردع النووي للدفاع عن الذات¢. تطرقت الصحافة العالمية إلي احتمال نشوب حرب نووية كبيرة تهدد العالم وقالت أن الوضع يستفحل في شبه الجزيرة الكورية إلي درجة أن الخبراء والسياسيين بدأوا الحديث بجدية عن احتمال نشوب حرب تستخدم فيها الأسلحة النووية. والأدلة علي ذلك مهمة: التجارب الصاروخية العرض العسكري في بيونج يانج وتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون عن استعداد بلدهما لهذه الحرب والأحاديث المتداولة في واشنطن عن ضربة استباقية لكوريا الشمالية المدمرات الأمريكية علي مقربة من شبه الجزيرة. ويقول جيمس شير الباحث العلمي في المعهد الملكي "البريطاني" للعلاقات الدولية "تشاثام هاوس" أن التحركات العسكرية الأمريكية الاخيرة رسالة لبيونج يانج. ويعتقد معظم الخبراء أن التصعيد في شبه الجزيرة الكورية وصل الي مستوي غير مسبوق منذ نهاية الحرب بين بيونج يانج وسول في عام 1953. يري ريتشارد وايتس المحلل السياسي الأمريكي أن مواجهة عسكرية مفتوحة في شبه الجزيرة قد لا تقع وذلك لأن الولاياتالمتحدة تفتقر إلي خطة مفصلة وشاملة لحل المشكلة عسكريا ولأن كوريا الشمالية استفادت من الإبطاء وعززت قدراتها والصاروخية. لكن حال وقوعها فستكون مدمرة عالميا ويعتقد الخبير أن الخطوات الروسية-الأمريكية والتحرك الصيني قادرون علي تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية ولا سيما أن إمكانات كثيرة في العلاقات الروسية-الأمريكية لم تستخدم للتعاون في الاتجاه الكوري.