** يخطئ كل من يتصور أو يتوهم أن العلاقات المصرية السعودية يمكن أن تصاب بالوهن والضعف أو أن تطغي عليها أي خلافات مهما بلغت حدتها. فالعلاقات المصرية السعودية هي علاقات تاريخية وأزلية تربط بين الشعبين الشقيقين وتزداد قوة ومتانة بمرور الأيام والأعوام منذ المؤسس الأول للمملكة الملك عبدالعزيز آل سعود الذي قال لشعبه ولأبنائه: "لا غني لنا عن مصر.. ولا لمصر غني عنا". وتاريخ العلاقات المصرية السعودية حافل بالكثير والعديد من المواقف النبيلة والشجاعة التي تؤكد قوة ومتانة روابط الأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين.. ولنا في موقف المغفور له جلالة الملك فيصل بن سعود خلال معركة 1973 واستخدام البترول كسلاح في معركة تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي. كما يذكر التاريخ موقف الأمير سلمان بن عبدالعزيز حينما حضر متطوعاً للمشاركة في الدفاع عن مصر خلال العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 وغير ذلك من المواقف النبيلة والشجاعة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين. ولأن أصحاب العقول المريضة يتوهمون أن مجرد اختلاف الرؤي بين البلدين الشقيقين يمكن أن يفسد العلاقات التاريخية والأزلية التي تربط بين الشعبين.. وأن بإمكانهم استغلال الاختلاف في الرؤي لدق الأسافين بين البلدين متناسين أن حدوث ذلك يعد ضرباً من ضروب المستحيل والخيال. ولعل ما شاهده العالم أجمع عبر شاشات الفضائيات خلال القمة العربية التي عقدت نهاية الشهر الماضي في البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية من لقاء أخوي بين خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وشقيقه الرئيس عبدالفتاح السيسي ودعوة خادم الحرمين الشريفين للرئيس السيسي بزيارة المملكة عقب عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية هو خير دليل علي أن ما يربط بين الشقيقين مصر والسعودية أكبر وأقوي بكثير مما يتوهمه الخبثاء وأصحاب العقول المريضة ومحترفي الوقيعة والصيد في الماء العكر.. والحمد لله أنه لا يوجد بين مصر والسعودية "ماء عكر". وتلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود سافر الرئيس عبدالفتاح السيسي أول أمس إلي الرياض وعقدا قمة يعتبرها المتابعون والمراقبون ذات أهمية خاصة لأنها جاءت في توقيت بالغ الأهمية والحساسية لما تشهده المنطقة من تطورات وأزمات تهدد أمنها القومي. وتكتسب الزيارة أهميتها من خلال مجموعة الملفات التي ناقشها الزعيمان العربيان وفي مقدمتها بحث مجمل تطورات الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية وتعزيز التعاون الاستراتيجي في مواجهة التحديات التي تهدد الأمن العربي والإقليمي وفي مقدمتها الإرهاب والتدخلات الخارجية التي تغذي الصراعات التي تشهدها العديد من دول المنطقة خاصة في اليمن وسوريا وليبيا بالإضافة إلي مختلف جوانب العلاقات بين البلدين. وقد حظيت زيارة الرئيس السيسي للسعودية باهتمام بالغ من الإعلام السعودي الذي وصفها بأنها زيارة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرةوالرياض كما أنها ترد بقوة علي شائعات المغرضين الذين فشلوا في تعكير صفو هذه الشراكة القوية التي تربط القيادتين والشعبين المصري والسعودي. لقد حرص الزعيمان "السيسي - سلمان" علي التأكيد علي أهمية مجابهة كل محاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وقطع الطريق علي المساعي التي تستهدف بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء حفاظاً علي الأمن القومي العربي باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق أمن واستقرار الدول العربية. ولن أكون مبالغاً بالقول إنها بحق "قمة تاريخية" و"قمة التحديات الكبري" بين "السيسي - سلمان" لتنسيق المواقف والرؤي والجهود في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية.. ولتعزيز العمل العربي المشترك وقطع الطريق أمام مساعي الفرقة والانقسام بين الدول العربية.. وتقوية العلاقات الاستراتيجية بين القاهرةوالرياض. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.