الجديدة.. وبعد أيام وتحديداً مع مطلع الشهر القادم ستودع القناطر القديمة الخدمة كجسر بري بعد عمر يناهز 119 عاما بتحويل مسار الطريق بين شطري نهر النيل إلي جسر القناطر الجديدة. يقول المهندس حسين جلال وكيل وزارة الري والمشرف العام علي المشروع ان استكمال المشروع يقتضي تحويل الطريق لازالة نحو ربع القناطر القديمة التي يزيد طولها علي الكيلو متر ويرجع تاريخ ميلادها إلي سنة 1898 لفتح المجري الملاحي أمام الهويسين الحديثين.. يؤكد أن العمل في هذا المشروع القومي الذي بدأ قبل 60 شهراً قارب علي الانتهاء وان العمل يجري طبقاً للجدول الزمني للتنفيذ حيث تم الانتهاء من 94% من الأعمال وينتهي الجزء المتبقي في شهر سبتمبر القادم وان احتفالات أكتوبر ستشهد التشغيل الكامل لجميع عناصر القناطر سواء الأساسية في تحسين الري لنحو مليون و650 ألف فدان في 5 محافظات بالصعيد تمثل 20% من مساحة الاراضي الزراعية في الجمهورية.. أو الاضافية كمحطة توليد الطاقة النظيفة من خلال استغلال فارق منسوب المياه بين شمال القناطر وجنوبها الذي يتراوح ما بين 3 إلي 6 أمتار في تدوير 4 توربينات تولد 32 ميجاوات من الكهرباء أي نحو 12% من كهرباء السد العالي وتورد 100 مليون جنيه سنوياً وفقاً للاسعار الحالية للمحروقات التي تغني هذه المحطة عن استخدامها اضافة للأثر البيئي.. وتم بالفعل الانتهاء من تركيب توربينين وأجزاء من الآخرين بلغت أوزان بعضها 85 طناً تم نقلها في شاحنات عملاقة وسط استعدادات مرورية خاصة من ميناء الاسكندرية حتي منطقة التركيب شرق النيل بمدينة أسيوط. يشير جلال إلي أن القناطر تتكلف 4 مليارات جنيه منها 1.1 مليار من استثمارات وزارة الري و0.44 من وزارة الكهرباء اضافة إلي ما قدمته الحكومة الالمانية من قرض بلغ 296 مليون يورو ومنح للدراسات البيئية.. لافتاً إلي ضخامة ما تحقق من انجاز.. وان أهم ما يميز القناطر الجديدة هو البوابات الميكانيكية التي تعمل آليا للتحكم في كمية المياه المصرفة عبرها ويبلغ عددها 8 بوابات فقط بدلا من 111 بوابة في القناطر القديمة كانت تعمل في بداياتها يدوياً.. وكذلك الهويسان اللذان يتيحان انسياب الحركة المرورية عبر النيل علي مدار الساعة دون الحاجة إلي اغلاق الطريق نظراً لارتفاع الجسر علي نحو يمكن من العبور السلس للبواخر النيلية من اسفلها واستيعاب حتي 4 بواخر في المرة الواحدة لا تستغرق موازنة منسوب المياه داخل الهويس أكثر من 10 دقائق. تابعت "المساء" مع مجموعة من أعضاء رابطة "صحفيو أسيوط" تقدم العمل في القناطر الجديدة.. ووقفنا علي بركة المياه التي ستتحول خلال أيام إلي ميدان يشهد تحويل حركة السيارات بمنطقة الوليدية.. كما واقفنا امام بوابات القناطر القديمة التي تم طمرها لتستغل كجزء من جسر الطريق.. وكذلك امام البوابات المقرر إزالتها خلال أيام.. حيث أكد المهندس مجدي عباس نائب مدير المشروع انه لا خوف علي باقي جسم القناطر القديمة من عملية الإزالة الجزئية مشيرا إلي انه أجريت دراسات استغرقت 10 سنوات في هذا الشأن انتهت إلي ان هذا الحل هو الخيار الأفضل.. وقال المهندس جمال صالح مدير الاعمال المدنية ان عملية تحويل مسار الطريق سوف تشغل حارة واحدة من جسر القناطر الجديدة سوف تعمل في الاتجاهين بصفة مؤقتة لتخصيص الحارة الثانية لتحرك معدات العمل الجاري الانتهاء منه. وحول مصير ما تبقي من القناطر القديمة طالبت نبيلة علي محمود رئيس مدينة الفتح التي يقع في نطاقها المشروع بضرورة استثمارها حتي لا تسقط فريسة للعشوائيات والتعديات غير القانونية خاصة انها تمثل جسراً غير مكتمل له جانب واحد للدخول والخروج من ناحية الوليدية.. واقترحت طرحه للاستثمار في المجال السياحي وكمتنزه للمواطنين. من ناحية أخري تبنت رابطة "صحفيو أسيوط" في دعوتها للعودة إلي الجذور وقيام الاعلام بدوره التنموي المطالبة بان يكون افتتاح الرئيس السيسي للقناطر الجديدة كواحدة من أهم المشروعات القومية متواكباً مع تنظيم مؤتمر للشباب يقام في رحاب هذا الانجاز العملاق.