وفي مشهد مؤثر.. زف عشرات الآلاف من أهالي البحيرة عريساً جديداً إلي جنة الفردوس هو الشهيد الرائد عماد محمد لطفي عبدالمنعم الركايبي رئيس وحدة تنفيذ الأحكام بقسم العطارين بالاسكندرية ورئيس قوة تأمين الكنيسة المرقسية بالاسكندرية أثناء احتفالاتهم بعيد أحد الشعانين ابن منطقة العطف بمركز المحمودية بالبحيرة الذي سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة التاريخ بأحرف من نور لبطولته وبسالته وتفانيه في أداء واجبه الذي نال الشهادة وهو يحتضن الإرهابي الذي كان يحمل حزاماً ناسفاً قبل أن يدخل به للكنيسة ليفجره أثناء تواجد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية والكرازة المرقسية الذي كان متواجداً يصلي بالمسيحيين داخل الكنيسة. القلم يعجز عن وصف المشاعر الجياشة للجنازة التي تقدمها اللواء علاء الدين شوقي مدير أمن البحيرة واللواء محمد خريصة مدير المباحث وقيادات مديرية الأمن والسيد سعيد السكرتير العام المساعد بالمحافظة وحسني مساعد رئيس مدينة المحمودية وحشود غفيرة أتت من كل صوب وحدب لتكون في وداع أغلي الناس الذي رفع رءوسهم عالية وشرفهم في العالم أجمع. هكذا وصف أغلب من شهد تشييع جثمان الشهيد وقالوا: خلي العالم يشوف رجالة مصر بتتصدي للإرهاب ازاي. رجالة بتحضن الموت عشان عندها إيمان قوي بالله. بتبيع حياتها وولادها في لحظة عشان تفدي أرواح الأبرياء حتي لو كانوا من الأشقاء المسيحيين. خرج جثمان الشهيد من المسجد بعد الصلاة علي جسده الطاهر ملفوفاً بعلم مصر عقب صلاة العشاء الليلة الماضية. وفي لمح البصر تدافعت الحشود الغفيرة في صراع يحتاج لأكبر مخرجي الأفلام الوثائقية والتسجيلية لتوثيق اللحظة. الجميع لديه إصرار وعزيمة علي المشاركة في حمل الجثمان وهناك من حمدوا ربهم علي ملامسة أيديهم لجثمانه بصعوبة. الجميع تولد لديه اعتقاد بأن هذا الشهيد الذي شرفهم سيأخذ بأيديهم جميعاً إلي الجنة. قال الرائد محمد السكري من إدارة العلاقات العامة والإعلام بمديرية أمن البحيرة وبلديات الشهيد إن الشهيد عماد الركايبي طلب الشهادة في أكثر من مناسبة جمعتني به ونحن نتبادل أطراف الحديث في العديد من الموضوعات. ووصفه بالشهم والمحب لوطنه وأنه كان دائماً يحرص علي مساعدة كل من يحتاج إليه وقد ترك لطفليه تاريخاً مشرفاً من التضحية والفداء. أما إمام الشفي نائب رئيس تحرير "الأهرام" وبلديات الشهيد فيقول: الشهيد ترك طفلين في عمر الزهور وهو يعلم حاجتهما الشديدة له.. وتساءل: ألم يخطر ببال الشهيد أن لديه طفلين قبل أن يحتضن الإرهابي وهو يحمل حزاماً ناسفاً ليمنعه من الدخول للكنيسة؟!.. وأجاب: بالطبع كان يعلم ولكنه ضحي بكل شيء حتي فلذات كبده وفضل أن يهب حياته لوطنه وينال الشهادة تاركاً لطفليه تاريخاً مشرفاً وذكري عطرة ستظل محفورة في قلوب الجميع. وفي قرية صفط العنب بمركز كوم حمادة ودع الآلاف جثمان الشهيد أمين شرطة محمد صبحي عبدالفتاح من قوة الحماية المدنية بكوم الدكة بالاسكندرية الذي نال الشهادة أيضا في حادث الكنيسة المرقسية بالاسكندرية أثناء تواجده مع قوة التأمين. حمل الأهالي جثمان الشهيد الطاهر بعد الصلاة عليه بمسجد القرية حتي واروه الثري بمقابر الأسرة. وودع أهالي قرية الطود بكوم حمادة جثمان الشهيد أمين شرطة عصام أحمد عبدالرازق الديب. وفي شبراخيت ودع أهالي قرية أبومنجوج جثمان الشهيدة رقيب الشرطة اسماء أحمد ابراهيم.