نعم ما الذي ينقصنا لكي ندرك من بدأ معنا وسبقنا فركب قطار النهضة والحضارة؟ بصراحة مطلقة وبدون لف ودوران ينقصنا: العدل والمساواة وتكافؤ الفرص.. العدل هو أساس الملك. والعدل ان يحصل كل مصري علي حقه كاملا دون زيادة أو نقصان وفي الوقت المحدد دون تسويف أو انقاص من كرامة أو إهانة فكلنا سيد في ظل الوطن وليس هناك أحد أعلي من أحد إلا بالعمل والتقوي والقانون ودرجة العطاء. التمييز بين الناس وعدم المساواة في منح الحقوق سواء بالواسطة أو الرشوة يخلق البغضاء والحقد والتحايل للوصول إلي الحق المغتصب أو المنتقص. أما المساواة فهي ان الجميع متساوون أمام القانون في أداء ما عليهم والحصول علي ما لهم دون زيادة أو نقصان. ولكن أخطر هذه العناصر الثلاث مبدأ تكافؤ الفرص. حيث أصبح الوضع الآن في مصر كارثيا بعد أن احتكرت فئة من الشعب كل الفرص وأصبحت مميزة في المناصب وفي المكاسب واحتكرت خيرات الوطن لنفسها وتركت من لا ظهر له يتلقي الطعنات ويتمني الأمنيات. فالقاضي يصبح ابنه قاضيا حتي لو لم يكن حاصلا علي نفس الشروط المطلوبة لكي يصبح في هذه المكانة فواسطة ابيه تكفيه ومن ليس له واسطه مهما كانت درجاته العلمية عليه أن يبحث عن عمل آخر. واستاذ الجامعة بالضرورة ابنه سيكون معيدا ثم مدرسا بنفس الجامعة وضابط الشرطة ابنه ايضا يصبح ضابط شرطة. وهكذا اصبحت الدولة دولة وراثية تذكرنا بعصر المماليك الأرقاء البيض الذين دخلوا البلاد عبيدا ثم اصبحوا لها أسيادا وحكاما بالوراثة قبل الكفاءة. التوريث يلغي فكرة الدولة الحرة ويحولها إلي دولة من العبيد والاسياد وعندما ينعدم تكافؤ الفرص يتحول الوطن إلي مراكز قوي تتحكم في كل شيء ولا معقب عليها بل وتتوحش مراكز القوي وتتشابك مصالحها لدرجة انها تصبح أقوي من الدولة وتفرض قواعدها التي لا يمكن تجاهلها وإلا سقطت الدولة وتظهر طبقة اجتماعية تنفصل تماما عن بقية الطبقات العاملة ونستعيد بعدها تاريخ الباشوات والبكوات ومجتمع النصف في المائة. الثورات تقوم لتغيير أوضاع اجتماعية سيئة لتحل مكانها أوضاع مستقيمة ومنطقية ولكن ذلك لم يحدث في مصر بعد ثورتين! أفيقوا يرحمكم الله قبل فوات الآوان!!