علي الرغم من ان محافظة المنيا تصدرت 10 محافظات في إدارة الأزمات والمحاكاة الفعلية لمواقف طارئة ولتدريبات ميدانية علي أرض الواقع في تدريب "صقر 8" الذي استمر لمدة ثلاثة أيام علي مواجهة الكوارث والأزمات إلا انها فشلت في أول اختبار فعلي لها علي أرض الواقع لتوفير البديل عندما تم إخلاء مبني "ج" بمستشفي المنيا الجامعي وإغلاق قسم الاستقبال والطوارئ حيث تشهد محافظة المنيا كارثة صحية بكل المقاييس اثر اخلاء المرضي من ثلاثة أبنية كانت تستوعب 500 سرير نتيجة انهيار بعض أجزاء من المبني الذي انشئ في بداية السبعينيات ويتكون المستشفي الجامعي من عدة أبنية "أ.ب.ج وملحق ب وملحق ج" فضلاً عن المبني التعليمي وسكن الأطباء والمبني الإداري. الغريب في الأمر ان بين ليلة وضحاها أصدرت جامعة المنيا قرارها بإخلاء مبني "ج" لانهيار بعض أجزائه فتم خروج بعض المرضي حسب الطلب والبعض الآخر تم نقله إلي مستشفي المنيا العام وتم إغلاق أقسام الاستقبال "الحوادث" و"الحالات الطارئة" بالمستشفي الجامعي بصفة مؤقتة ولكن الأغرب من ذلك ان ادارة المستشفي قامت من قبل بترميم المبني منذ ثلاثة أعوام تقريباً وتعلم الإدارة جيداً منذ 10 سنوات ان المبني به ترميمات فلماذا لم تتحرك وتوفر البديل من وقتها أو تقوم بعرض المشكلة برمتها علي القيادات. قال الدكتور جمال أبو المجد رئيس جامعة المنيا ان مستشفي المنيا الجامعي يخدم 80% من المترددين علي المستشفيات المركزية والعامة ويتردد علي المستشفي الجامعي بجميع أقسامه خلال العام 500 ألف متردد وتقدم لهم الخدمات الطبية نظراً لأنه صرح طبي متكامل وبه كوادر طبية وبشرية هائلة وأجهزة حديثة. أضاف ان جامعة المنيا بها عدة مستشفيات وهي "مستشفي النساء والتوليد والأطفال ومستشفي الكلي والمسالك البولية ومستشفي جراحة القلب والصدر ومستشفي المنيا الجامعي الرئيسي". أشار إلي أن مستشفي المنيا الجامعي الرئيسي أقدم هذه المستشفيات وقد تقادمت نظراً لإنشائها منذ السبعينيات فقد تم إجراء عملية الترميم في الفترة الأخيرة لرفع كفاءتها إلا انه تبين ان هناك بعض المشكلات في مبني "ج" وتم استدعاء اللجنة الاستشارية الهندسية التي قامت بفحص هذا المبني وأوصت بإخلائه وهو يمثل 55% من قوة المستشفي الرئيسي كما بدأت بعض التداعيات تبدو علي مبني "ب" فأوصت اللجنة بإخلاء مبني "ب" فوراً وقامت بعمل دعامات حديدية وفقاً للمعايير الهندسية. أضاف ان سعة المستشفي 500 سرير وبعد قرار الإغلاق أصبح 70 سريراً فقط كما تم إغلاق قسم الاستقبال والحالات الطارئة بصفة مؤقتة وتم تحويل القاعات بالمبني التعليمي إلي عنابر لاستقبال المرضي. كما يتواجد أطباء المستشفي الجامعي بالمستشفي العام لفرز الحالات وإعادة توجيه الحالات الحرجة إلي المستشفي الجامعي. أوضح انه يجري الانتهاء من قسم الاستقبال خلال شهر أو شهرين علي الأكثر وسيتم ضخ 30 سريراً لتصبح قوة المستشفي 100 سرير. كما تم التنسيق مع اللواء عصام بديوي محافظ المنيا لسرعة توفير البدائل خاصة ان هناك بعض مستشفيات وزارة الصحة يجري لها عمليات إحلال وتجديد علي سبيل المثال لا الحصر مستشفي ملوي وديرمواس العام بينما تم تشكيل لجنة من المستشفيات الجامعية ومديرية الصحة بالمنيا برئاسة عميد كلية الطب ووكيل وزارة الصحة بالمنيا وتم الاتفاق علي إغلاق المستشفي الجامعي الرئيسي وتخصيص دور كامل بمستشفي المنيا العام وجاري معاينة عدة مستشفيات تابعة لوزارة الصحة لتخصيصها مؤقتاً للمستشفيات الجامعية لاستيعاب المرضي وتقديم خدمة طبية لهم داخل محافظة المنيا بديلاً عن المستشفي الجامعي الرئيسي علماً بأن باقي المستشفيات الجامعية مستمرة في تقديم الخدمات الطبية علي أكمل وجه للمرضي بمحافظة المنيا. أكد علي وجود مستشفيين جديدين داخل الحرم الجامعي علي وشك التشطيبات ولكن يقف التمويل عقبة أمام استكمالهما وافتتاحهما فسعة الأولي 120 سريراً ويحتاج إلي أعمال تخصصية 35 مليون جنيه بينما يحتاج 60 مليونا للتجهيزات ويتم افتتاحها خلال 6 شهور فقط في حالة توفير عملية التمويل. بينما المستشفي الثاني كان مدينة جامعية وتم تحويلها إلي مستشفي سعته 300 سرير وبه مبني عمليات وعناية مركزية ويحتاج 180 مليونا ويتم افتتاحه خلال عام إذا تم لها اعتماد المبلغ المخصص. من جانبه تفقد اللواء عصام بديوي محافظ المنيا المبني الذي تم إخلاؤه وأعلن عن استقبال مستشفي المنيا العام باستقبال جميع الحالات التي كانت تتوجه للمستشفي الجامعي نظراً لإغلاقه عقب انهيار جزء من المبني. أكد العقيد أشرف جمال نائب بندر المنيا وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي أن ما حدث كارثة لأنه نتيجة أزمات متراكمة منذ 30 عاماً. أوضح ان الميزانية العامة موجة إلي وزارة الصحة وليس إلي المستشفي الجامعي "التعليمي" لأنها ليست الجهة المنوط لها تولي ملف الصحة بعروس الصعيد داخل المحافظة فهي أكبر من ميزانية الجامعة بمراحل كثيرة. قال مواطن رفض ذكر اسمه من سمالوط ان زوجته سقطت من الدور الثالث وتم إجراء عملية وتركيب شرائح ومسامير لساقيها بقسم العظام وبعد إجراء العمليات بساعات تم إخلاء المبني والمرضي إجبارياً وهرع الجميع من المبني. قال علي محمد: تم تركيب كيس دم إلي نجل عمه وفوجئ بمطالبة إدارة المستشفي له بالمغادرة لإخلاء المبني وإخراج المرضي من المستشفي. قال أبناء عروس الصعيد بأن المستشفي الجامعي كان يستقبل المرضي نظراً لإمكانياته الطبية والكوادر البشرية والأجهزة الحديثة وبغض النظر عن الاختلاف علي طرق تشغيله ومدي تدني الخدمات به في بعض الأقسام إلا انه كان صرحاً طبياً عملاقاً لاستقبال الحالات الحرجة وحالات الطوارئ. ويتساءل المواطنون: هل سينجح المحافظ والأجهزة التنفيذية والشعبية في توفير بديل للمستشفي الجامعي "470 سريراً" أم سيدفن المسئولون رءوسهم في الأرض كالنعام وتحدث الكارثة.