"فتش عن الإدارة" في كل نجاح. وفي كل فشل.. نعم الإدارة هي مفتاح نجاح أو فشل أي منظومة. خبرة وفن وعلم. ولكن لها شروطها ومعاييرها الفعلية علي أرض الواقع. وليس بالأكاديميات فقط. هناك عنصر البشر وتركيبة الإنسان المصري وطبيعته. وعلي أي مسئول يدير موقعاً مهماً لابد أن يعرف هذا ولا ينكره أو يستبعده من حساباته. وإلا فشل حتي لو حاول التلميع الإعلامي تصويره بالنجاح. ففي النهاية لا تبقي إلا الحقيقة والتاريخ. عادة أي مسئول أن يغير كل من حوله سواء بالاستبعاد أو التهميش. وإحضار فريق عمل خاص به. وهذا مقبول. لأن من حق أي مسئول أن يعمل مع من يعرفه. انطلاقاً من مبدأ "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش" فهو يعرف فريقه ويستريح في العمل معهم. وكذلك الدفع بشباب دارس ومتعلم إدارة أكاديمية.. ونظريات وطرقاً حديثة. وألفاظاً رنانة تصلح للإعلام والخطب والمنابر.. ولكن بعض المسئولين يقعون في خطأ فادح من وجهة نظري وهو التجاهل التام. وردم الكفاءات والخبرات القديمة التي لم تدرس في أكاديميات أو سافرت للخارج للتعليم. إنما تعلمت في الشارع وتعلمت في الحقل الميداني الحقيقي والواقع كسبت خبرة مدروسة وليس "فهلوة" كما يدعي البعض.. تعلمت علي مدي سنوات طويلة من الخطأ والصواب. فصارت "حرفية الإدارة" عندها عميقة ومعلومة. نجد أن المسئول الجديد الشاب يتخلص من هذا الجيل القديم ويستبدله بشباب شيك يرتدي البدلة والكرافات. ووجوه عابسة عنيفة تركز اهتمامها علي اصطياد الأخطاء والتنكيل بالناس. ظناً أن هذا هو الحل. لا أيها السادة.. هذا ليس الحل أبداً. إن المزج بين الخبرة والعلم.. بين الدراسة الأكاديمية والدراسة الميدانية. هما السبيل الوحيد لنجاح الإدارة. أيها المسئول.. استفد بالخبرة من الشارع الإداري وامزجها بالعلم والدراسة لإصلاح حال الإدارة التي هي صمام العمل وأساسه في أي مؤسسة. احم الشباب من غدر القدامي وأساليبهم وأوصل الجيلين باحترام وحب ومودة وشدة والتزام. لكن لا تطلق يد الشباب للتخلص من الكبار واحم شبابك. فهم ذخيرتك القادمة في مستقبل الإدارة في مصر. هل من مسئول يقوم بهذا. ويجرب هذه النظرية.. أم أن الاختيارات القيادية تتم بناء علي المجاملة والمحسوبية ومن هنا يأتي الدمار وخراب أي مصلحة لأن القيادة في أي مؤسسة إذا كانت بالمجاملة. فهذا يعني سقوط هذه المصلحة وفسادها لأن الكفاءة هي المقياس الحقيقي لاختيار القيادات في أي مصلحة.. لكن من الذي يفعل ذلك في هذه الأيام؟!! أيها السادة لابد أن نستفيد من أخطاء الماضي.. ونعيد حساباتنا حتي نستطيع أن نبلغ المراد ونحقق الأماني.