الآن يحق للصحفيين أن يفخروا بنقابتهم. بمهنتهم. بوحدتهم. بروحهم الوطنية التي تنتفض وقت الخطر. أشهد أن كل ذلك كان موجوداً في انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين التي أجريت أمس وفاز فيها الزميل عبدالمحسن سلامة مدير تحرير الأهرام بمنصب نقيب الصحفيين. وحضرها أكثر من نصف عدد الصحفيين المسجلين في كشوف النقابة. وحصل عبدالمحسن سلامة علي "2457" صوتاً بينما حصل الزميل يحيي قلاش علي "1890" صوتاً. كل من حضر الانتخابات كان حريصاً علي وحدة النقابة. وحريصاً علي ألا يغير مسارها تيار بعينه. وأن تعود نقابة الصحفيين للصحفيين. وأن يعود لها دورها النقابي في المقام الأول لخدمة الصحفيين. وألا تكون منبراً سياسياً يستغله البعض لتحقيق مآرب شخصية. حضور الصحفيين كان كثيفاً. وتعاملهم كان بمنتهي الرقي. علي الرغم من حالة الانقسام التي شهدتها المهنة قبيل اجراء هذه الانتخابات. لدرجة أن الصحفيين كانوا منقسمين الي معسكرين ويسعي كل معسكر لتحطيم أصحاب المعسكر الآخر واتهامهم بالتخوين والعمالة في حالة لم تشهدها نقابة الصحفيين في تاريخها والسبب معروف للجميع. الرائع في هذه الانتخابات أنها أعادت للصحفيين وحدتهم. وقد ترجمت هذه الوحدة في التصريحات الصادرة من نقيب الصحفيين الجديد ونقيب الصحفيين السابق. حيث وجه "سلامة" النقيب الجديد الشكر إلي "قلاش" النقيب السابق وأكد أن قلاش خبرة نقابية سوف يسعي للاستعانة بها في عمله خلال المرحلة المقبلة. وفي الوقت نفسه وجه قلاش التهنئة إلي سلامة وقال إن الانتخابات كانت عرساً ديمقراطياً وعبرت عن إرادة الجمعية العمومية وأنه آن الآوان لطي صفحة المنافسة وتكاتف الجميع لمواجهة التحديات للحفاظ علي الكيان النقابي وقال قلاش: "أنا تحت أمر نقيب الصحفيين ومجلس النقابة الجديد". هذه هي الروح التي يجب أن يكون عليها كل الصحفيين. فلا انقسام بعد اليوم. وقد أعلنها نقيب الصحفيين الجديد قائلاً: "أنا في خدمة كل الصحفيين بلا تمييز". المشهد الذي كان لافتاً للانتباه في هذه الانتخابات هو حضور أعداد كبيرة من شيوخ المهنة الذين تزيد أعمارهم علي الخمسين عاماً عندما تأكدوا أن النقابة في خطر. وأن جرها لصالح مجموعة من أعضاء المجلس السابقين إلي طريق ليس طريقها سوف يهدد مستقبل الصحافة والصحفيين. فكانوا حريصين علي التواجد والادلاء بأصواتهم علي الرغم من الزحام الشديد أثناء التصويت. فكانوا بالفعل مثالاً ونموذجاً لكل المصريين الذين يهبون لانقاذ مصر وقت الخطر مهما كانت المهمة شاقة ولكن لأنها مصر تهون أمامها كل الصعاب. لقد رأيت مصر أمس في نقابة الصحفيين ورأيت المصريين بمختلف انتماءاتهم أيضاً هناك ويمكن القول إن نقابة الصحفيين عادت لمسارها الصحيح كما عادت مصر من قبل لمسارها الصحيح.