** لعل الكثيرين من أبناء هذا الجيل خاصة الصحفيين والإعلاميين والفنانين لم يعاصروا نكسة 1967 وما أعقبها من حرب الاستنزاف التي أصر خلالها رجال القوات المسلحة علي رفض الهزيمة والتصميم علي تحرير سيناء التي احتلها العدو الإسرائيلي الصهيوني بعد حرب خاطفة في "5" يونيو والتي أطلقوا عليها حرب الأيام الستة. ولعل الكثيرين من أبناء هذا الجيل لم يشاهدوا زيارات العديد من الفنانين للجنود المصريين علي الجبهة في الضفة الغربية لقناة السويس والمصابين في المستشفيات.. تلك الزيارات التي كان لها أثر إيجابي علي الروح المعنوية للمقاتلين علي خط النار والمصابين في المستشفيات. ولم تنقطع هذه الزيارات حتي بعد أن قام أبطال القوات المسلحة المصرية بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الحصين في السادس من أكتوبر 1973 وتحقيق النصر علي العدو الصهيوني في حرب ال 6 ساعات كما كان يحلو لبطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات أن يسميها. المؤسف أن أغلب فناني هذا الجيل لم يقتدوا بأساتذتهم ولم تصدر منهم مبادرة واحدة لزيارة مصابي القوات المسلحة والشرطة ممن يدافعون عن الوطن بكل جسارة ويحمونه من إرهاب أسود دموي خسيس في شمال سيناء. وأعتقد أن الفنانين والإعلاميين لم ينتبهوا إلي ذلك لولا كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي في الجزء الثاني من حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث "الجمهورية والأهرام والأخبار" "الذي نشر في 17 يناير الماضي": "هل يا تري يذهب المواطنون إلي المصابين في المستشفيات مثلما كان يحدث أثناء حرب 1973؟ إنني واحد من الناس أذهب وأسرتي للمصابين دون إعلان.. وهناك كثيرون يفعلون ذلك.. لكن هل نقوم بهذا الدور كما يجب لنشعرهم بأننا معهم.. ونشعر أسرهم باهتمامنا بابنهم البطل المصاب..؟ هل طرح أحد من الإعلاميين مبادرة للتواصل مع المصابين في المستشفيات أو بعد خروجهم منها؟!". نعم استجاب بعض الإعلاميين والصحفيين والكتاب والفنانين لنداء الرئيس السيسي وقاموا بالفعل بزيارة لرجال القوات المسلحة البواسل والشرطة الأبطال مصابي العمليات العسكرية في سيناء.. هؤلاء الأبطال الذين قدموا نماذج رائعة في الوطنية وبذل الغالي والنفيس لأجل غاية مقدسة لا يرون سواها وهي الدفاع عن الأم الرءوم. وأتمني ألا تتوقف مثل هذه الزيارات لأن رجال القوات المسلحة البواسل والشرطة الأبطال يقدمون أروع البطولات والتضحيات في خدمة وطنهم وفدائهم لمصر وأرض سيناء الغالية بأرواحهم ودمائهم. إن زيارات رموز الصحافة والإعلام والثقافة والفن للأبطال مصابي العمليات العسكرية في سيناء.. تأتي تقديراً لما يقدمونه من بطولات وتضحيات دفاعاً عن الوطن وصون مقدساته.. إنه بالفعل دور بطولي الذي يقوم به هؤلاء الأبطال في مواجهة الإرهاب الأسود الدموي الخسيس. كما أن هذه الزيارات تأتي اعتزازاً للدور البطولي الذي يقدمه هؤلاء الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة المصابين جراء العمليات الإرهابية في سيناء والذين أصيبوا أثناء أداء مهامهم ويخضعون للعلاج.. إنهم حماة الوطن الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء.. ومصر بشعبها الوفي الأبي وكل مؤسساته سيظل جنباً إلي جنب مع قواته المسلحة وشرطته المدنية في مواجهة الإرهاب الخسيس الذي لا يريد خيراً لمصر ولا لشعبها. لقد أثبت بالفعل رجال القوات المسلحة البواسل والشرطة الأبطال أنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه بتضحياتهم التي يشهد عليها كل شبر من أرض الوطن.. وأن دورهم البطولي لا ينكره إلا حاقد أو جاحد أو موتور. أجمل ما في هذه الزيارات أن المصابين الأبطال يبدون عزمهم علي العودة لاستكمال عملهم في الحرب والقضاء علي الإرهاب وأنهم مستعدون في أي وقت وتحت مختلف الظروف لتقديم أرواحهم فداء لتراب الوطن الذي دفع أجدادهم أرواحهم ثمناً غاليا من أجل تحريره. كل ما أتمناه أن تستمر زيارات الفنانين والإعلاميين.. وألا تنقطع.. حتي لا ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل: "أهي مرة والسلام".. "ويارب نفهم". وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.