اللعب بورقة المسلمين والمسيحيين أصبحت سخيفة وقديمة ومكشوفة للجميع من عموم الشعب المصري. حتي لو وضع الاعداء التاتش الخاص بهم والمختلف في كل مرة حتي ينخدع البعض ويتصوروا أن هناك تمييزا أو اضطهاداً لطرف بعينه. لسنا في حاجة إلي تكرار كلامنا حول العلاقة بين عنصري الأمة وماذا قدم الجار المسلم لجارته المسيحية أو كيف تدخل مسيحي لانقاذ عائلة مسلمة. فهذه أمور تتكرر بتلقائية كل يوم لأننا نعيش معاً في العمارة والشارع والقرية والمدينة.. نعاني معاً من لهيب الاسعار ونفرح معاً بفوز منتخبنا الوطني. ويروي لي الصديق الدكتور عماد مخيمر عميد كلية الاداب جامعة الزقازيق فكرة مسابقة أعدتها الكلية للطلاب تقوم علي الخدمة العامة في المجتمع. وأعجبه ما قام به شاب مسلم خصص معظم وقته لرعاية جارته المسيحية المسنة القعيدة لانه الأقرب بحكم الجيرة من عائلتها وأقاربها. تعمدت الاطالة في المقدمة للتذكير بما هو معلوم لمعظم المصريين باستثناء أعداء الحياة الذين يكرهون المسلمين قبل المسيحيين والتأكيد علي ان كل ما يؤذي مشاعر اشقائنا يؤذينا معهم فهم الجار والصاحب وزميل العمل. من هذا المنطلق يجب ان نضع قضية نقل بعض أشقائنا المسيحيين من منطقة العريش بشمال سيناء في اطارها وحجمها الطبيعي ولاندع أحداً يدغدغ مشاعرنا حتي ننجرف لتحقيق ما يرمي اليه أعداؤنا من تصدير مشكلة للدولة أو إحداث وقيعة وفتنة هي في واقع الامر غير موجودة الا في خيالهم المريض. لن أقدم جديداً اذا قلت ان مبدأ الابعاد أو حتي التهجير هدفه الحماية وقد تكرر في تاريخنا القديم والحديث أكثر من مرة آخرها خلال حرب الاستنزاف من أجل حماية اشقائنا بمنطقة القناة. حيث نزلوا علينا ضيوفاً معززين.. نشأنا مع ابنائهم الصغار وعشنا معاً أجمل سنين عمرنا وعندما استقرت الاوضاع عادوا إلي رفع والعريش وغيرها ولازلنا نحتفظ بصداقة وأخوة صادقة حتي الان. البعض يحاولون تصوير الامر علي غير حقيقته واستخدام ورقة نقل عدد من المسيحيين لتحقيق مأربهم وأهدافهم الشيطانية وهو أمر يجب عدم الالتفات اليه خاصة في ظل تأكيد وزارة الداخلية علي ان الأمن لم يطالب أحداً بمغادرة سيناء. إبعاد بعض أشقائنا عن العريش أو غيرها اجراء مؤقت كجزء من الحماية وأيضاً الحل ولا علاقة له بما يردده البعض سواء بخبث أو بحسن نية من ان الدولة لا تستطيع توفير الحماية أو أن ما يجري في سيناء يمكن ان يحدث علي أي بقعة اخري من ارض الوطن. هذا الكلام سيؤدي إلي بلبلة وينقل الصدام من حرب بين الدولة والارهاب إلي معركة كلامية تستنزف الوقت والجهد وهو ما يحتاجه الارهابيون لاعادة تنظيم الصفوف بعد الخسائر التي لحقت بهم مؤخراً وهي كبيرة للغاية. تغريدة نوبة جديدة من جلد الذات انتابتنا مع زيارة النجم العالي "ليونيل ميسي بدعوي سوء التنظيم او التكلفة الكبيرة للزيارة وتوجيه الاتهامات للحكومة بانها تدعو للتقشف في حين تنفق ببذخ علي مثل تلك الزيارات من أجل الشو أو المنظرة. ونسي هؤلاء ان الزيارة بكامل تكاليفها تتحملها احدي الشركات الخاصة.. ونسوا ايضاً ان مجرد وجود "ميسي" في مصر يمثل اكبر دعاية للسياحة لم تكن تتحقق بانفاق عشرات أو حتي مئات الملايين. ارحمونا يرحمكم الله