أنا صديق نافذتك التي كم فضفضت لها بهمومي ووجدتها بجانبي وقت أن تخلي عني أقرب الناس ..و حين رحبتم بمداخلاتي وتعليقاتي علي بعض المشكلات ..إنني صاحب رسالة "جراحي مع أبي".. و"تصالحت مع الماضي ".. و"صديقة أمي" وغيرها وهذه الأيام أمر بضائقة شديدة ترددت كثيراً في الكتابة لكم عنها عسي أن أنجح بنفسي في اجتيازها لكنني في الحقيقة فشلت لأجدني في امس الحاجة لمن يشاركني همي وينتشلني مما أنا فيه!! سيدتي.. المشكلة أن أحوالي المادية لاتسر عدواً أوحبيباً فبعد أن كنت موظفاً مرموقاً بإحدي شركات السياحةالشهيرة إلي جانب عملي الإضافي في الدعاية والإعلان وبعد أن كان دخلي يكفيني وزيادة صرت أعاني ضنك العيش بعد أن أوقفت شركة السياحة نشاطها في ظل تراجع مستوي السياجة بشكل عام وهوأمر لايخفي علي أحد لذا لم يعد لي سوي عائدي المادي القليل من الدعاية والإعلان.. أكثر من عام وأنا أسير في دوامة السلف من الأهل والأصدقاءحتي أواجه متطلبات المعيشة الملحة فعجزت عن إجراء الصيانة اللازمة لمنزلي أو إصلاح الأجهزة الكهربائية المعطلة وأرجات حلمي في الخطبة والزواج وأنا من شارف علي منتصف الثلاثين من العمر..لكن الأمر الذي لاأستطيع الانتظار والصبر عليه هو عجزي عن سداد مصاريف الجامعة فكما تعلمين -ولعل يتذكر قراؤك المتابعون ذلك -أنني بالفرقة الثانية بكلية الحقوق "تعليم مفتوح" وقد اديت امتحانات التيرم الأول وتم تعليق النتيجة لعدم سداد المصروفات ودخلت في التيرم الثاني ومازلت متعثراً في السداد وشراء الكتب! حقيقة أنني في قمة الخجل والألم أن وصلت ظروفي إلي هذا المنعطف ما دفعني للكتابة إليك عسي أن يساعدني أي شخص أواية جهة علي منحي قرضاً اسدد منه مصاريف الكلية وقدرها 1700 جنيه مع التزامي بالوفاء به في مدة اقصاها "شهران" خاصةً وان دخلي من عملي الحالي في الدعاية والاعلان بدأ في التحسن ما سيمكنني بإذن الله في رد المبلغ سريعاً ..فهل اجد من بين قرائك الافاضل من يقف بجانبي حتي لا يتعثر حلمي القديم الجديد بالتخرج في كلية الحقوق؟.. اما احوال منزلي البائس وما يحتاجه من اصلاحات وصيانة فادعو الله ان تحمل لي الأيام القادمة من الانفراجات التي تمكنني من الخروج من عثرتي المادية لأبدأ مشروعي في الخطبة والزواج.. التمس عونكم ..ودعواتكمپ الصديق أ.ح -الغربيةپ المحررة : لمست رسالتك هماً عاماً يواجه ملف السياحة بالبلاد والذي نسأل الله ان يشهد فرجاً قريباً وحلولاً سريعة.. وبعد فجميل منك يا صديق الباب ان تتمسك بحلمك القديم الجديد في دراسة القانون والحصول علي ليسانس كلية الحقوق وثق انه مادامت الظروف التي تمر بها خارجة عن ارادتك ولطالما سعيت للخروج منها وفشلت.. ثق ان الله سيقيد لك من يحمل عنك هذا الهم ويعينك علي سداد المصروفات مثلما قيد لك من قبل الاصدقاء الذين خففوا عنك معاناتك عقب وفاة والدك فنجحوا في لملمة جراحك الماضية لتصلني منك رسالة تطمئننا فيها بأنك تصالحت مع الماضي وتعافيت من المشاعر السلبية التي طالما سيطرت عليك تجاه ابيك الراحل لتلتمس له من الأعذار حول اسباب شدته في التعامل معك.. رحمه اللهپ واذا كان الله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه فلا داعي ابداً ان يستبد بك الشعور بالخجل والألم حين تطلب مساعدة الغير» فنحن مأمورون شرعا بالوقوف بجانب اصحاب الاعذار والحاجات وهذا حقهم علينا وليس تفضلا منا ..فتخلي عن حساسيتك واعلم ان مع العسر يسرا فكن اكثر تفاؤلاً مهما استبدت بك المشكلات ..وها هي دعوتي لأهل الخير: لا تتخلوا عن هذا الشاب في محنته وكونوا بجواره حتي يجتاز ضائقته المالية ويكمل دراسته التي كم ظل يحلم بها في حياة ابيه الا ان والده اصر علي الحاقه بكلية لا تتناسب ورغباته فلم يملك حينئذ سوي النزول علي رغبته وعدم معارضته.. هدانا الله جميعاً لما فيه بر الوالدين أحياء وأمواتاً.