كان المونولوجست والكوميديان "أحمد غانم" من الفنانين الذين يتمتعون بخفة ظل ودم وحرص علي تثقيف نفسه في كل المجالات.. وهو ما يجب أن يفعله كل الفنانين.. بدأ حياته الفنية في مجال التمثيل بأدوار خفيفة في بعض الأفلام أشهرها فيلم "قمر 14" والذي كان فيه شابا صغيرا جدا لم يتعد عمره ال 16 عاما.. لكنه ترك علامة قوية وقتها لفتت إليه أنظار المخرجين والمنتجين.. ثم برع منذ عام 1952 في تقديم لون كان جديدا علي فن المونولوج الاجتماعي وهو "الفرانكو أراب". وعلي الرغم من موهبته الغنائية إلا انه استطاع تحقيق نجاح مماثل بالأدوار الثانية خلال الخمسينيات وحتي أوائل التسعينيات من القرن الماضي العشرين ومن الطريف ان أحد الاسكتشات التي قدمها أحمد غانم في واحدة من حفلات "أضواء المدينة" سخر فيها من جريدتنا "المساء".. مما أغضب أسرة تحريرها في ذلك الوقت.. وقررت "المساء" مقاطعة كل أخباره لفترة طويلة.. ولكنه اعتذر باسلوب راق.. وأوضح انه لم يقصد الإهانة أو الإساءة.. بل هي مجرد قافية تناسب الموضوع الذي كان يتناوله وتم الصلح بينه وأسرة الجريدة. غانم قدم ما يقرب من 34 عملاً سينمائيا وتليفزيونيا أشهرها في فترة الثمانينيات مع المخرج أشرف فهمي الذي عمل معه في أغلب أفلامه.. فقدم معه دور "سيد أبو شفة" عازف الناي مع أحمد زكي في فيلم "الراقصة والطبال" والحاج فاضل في "الخادمة" مع نادية الجندي.. وأيضاً دور صاحب الورشة مع محمود مرسي في "سعد اليتيم" ودور المحامي مع شادية في "لا تسألني من أنا" وبرع في أداء دور الشرير الكوميدي.. وحصل علي جائزة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما عن دوره فيلم "الخادمة" والمركز الأول في "مهرجان الفكاهيين العرب" الذي أقيم في تونس.. وتزوج من خارج الحقل الفني وأنجب ولدين.. وعاش أواخر حياته بالولايات المتحدةالأمريكية وعندما اشتد عليه المرض وأصيب باكتئاب نفسي سافر لأولاده بولاية لوس أنجلوس وتوفي ودفن هناك في 28 يوليو عام 1992 وله شقيق يعمل بالمجال الفني هو "سامي غانم".