صانع الأسطورة في الشعر العربي الحديث كتاب للدكتور عبدالناصر حسن صدر عن هيئة قصور الثقافة.. الكتاب يوضح ان الأسطورة في عبورها أو تقاطعها للأزمنة تعد في النهاية محاولة متبصرة وخيالية لتفسير الظواهر الحقيقية أو المفترضة التي تثير فضول واضع الأسطورة أو هي مسعي لبلوغ الاحساس بالاشباع بأداء الحيرة القلقة في مواجهة أمثال تلك الظواهر كما يقول روز.وإذا كان الفكر الأسطوري هو نتاج المخيلة الانسانية فهو بكل تأكيد مشاع لكل البشر ولكل الحضارات والثقافات علي تنوعها ولكل المعارف الإنسانية التي تناولت الأسطورة أو تمارست معها علي نحو من الأنحاء بدءا من الفنون البصرية والسمعية والكتابية وانتهاء بعلوم مثل الأنثروبولوجيا. ويؤكد الكتاب ان أشكال الأسطوري والملحمي والشعري كلها أشكال يربطها ذلك الاتصال الروحي العميق الحافل بالتجارب الإنسانية بكل أسرارها وبواعثها النفسية والجمالية ولا غرابة بعد ذلك في عودة الشاعر المعاصر إلي تلك التجارب الأسطورية في الشعر وانها لعودة حقيقية لمصادر التجارب الانسانية الأولي في تاريخ البشر ومحاولة التعبير في امتداداتها في عصر الراهن بوسائل مبتكرة تجعلها تقع دائماً بين الحقيقة والخيال الأدبي الخلاق. ان كلاً من الأسطوري والشعري يوهمان الإنسان بامتلاك السلطة علي الأشياء إذ اللغة لدي صانعي الأسطورة ليست أداة اتصال فحسب بل هي أداة سحرية للسيطرة علي الأشياء والكائنات.