جدل الدين والحداثة من عصر التدوين العربي إلي عصر التنوير الغربي كتاب لصالح سالم.. صدر عن الهيئة العامة للكتاب. يؤكد الكتاب ان الجدل لا يزال يدور بين الإسلام والحداثة في واحدة من أكثر عمليات التثاقف صعوبة وممانعة فثمة دعوة إلي الخلاص من الخوف المقيم الممانع لبرودة العقل باكتشاف طرق لامتلاك الحداثة أي الاندراج فيها مباشرة كتجربة كونية تمثل حصيلة الخبرة الانسانية المشتركة ليست مجرد مغامرة أوروبية تتجذر في الفلسفة اليونانية كما تدعي المركزية الغربية. ويري الكاتب ان الخطاب الفكري العربي خضع لنزعة دفاعية واضحة لنحو قرنين كاملين كان خلالهما مهجوسا بالغرب وبالرغبة الدفينة في تزويق صورة تديننا الإسلامي في مواجهته حيث تعين علي فقهائنا ثم مفكرينا القيام بمهمة نفي العلاقة بين تخلفنا الحضاري وبين إيماننا الإسلامي وهي قضية كبري استغرقت بحوثا مطولة وانتجت تأملات علي قدر متفاوت من الصواب. غير ان النزعة الدفاعية هذه بفعل التطرف الديني وتصاعد الارهاب الوحشي تحولت إلي نزعة "هروبية" من الواقع إلي النص القرآني في حضوره الرائق وشفافيته العالية فطرحت القيم الجوهرية التي ينطوي عليها كالعدل والشوري وحرمة النفس الإنسانية والتسامح مع الملل والأعراق الأخري باعتبارها قيمنا "نحن المعاصرين" قبل أن نستدير إلي الآخرين متسائلين: لماذا لا يفهمون ديننا؟ ألم يقرأوا هذه الآية الكريمة وذاك الحديث الشريف؟ ويوضح الكاتب ان للحداثة جذورا ضارية في الحضارة العربية الكلاسيكية قيمة عقلانية مؤكدة ولكنها بالتأكيد ليست العقلانية الحديثة "المتمحورة حول المنهج التجريبي" بل عقلانية صورية كانت هي الأرِقي في زمانها.