أياً كان اسم رئيس هيئة قصور الثقافة الجديد الذي سيختاره حلمي النمنم وزير الثقافة. فلاأمل في أي تغيير إذا ظلت " شلة الفساد" مسيطرة علي الأمور داخل الهيئة. الشلة الفاسدة المفسدة . والتي ورطت الرئيس السابق للهيئة في مشاكل كثيرة سيتم محاسبته عليها قريباً. مازالت كما هي مسيطرة ومتحكمة. وسوف تمارس نفس الدور مع الرئيس الجديد إذا لم يتعظ من "رأس الذئب الطائر". تغير الرأس وبقي الجسد كما هو. ولاأحد يعرف سر قوة هذه العصابة التي يخشاها الجميع . سواء في الوزارة أو الهيئة. والتي يمكنها التنكيل بكل من تسول له نفسه الاعتراض علي ممارساتها الرهيبة والمرعبة . لدرجة إطاحتها بأكثر من ثلاثين مثقفاً من العاملين بالهيئة في حركة تصفية منظمة للأسماء الفاعلة والمهمة والنزيهة والتي يمكنها النهوض بالعمل علي أسس واعية ومحترمة .. والأهم نظيفة وغير فاسدة. أياً كان اسم من سيتولي رئاسة الهيئة . فعليه أن يدرك مجموعة من الحقائق. إذا لم يدركها سيكون مصيره مثل سابقه وربما أسوأ: أولاً: ليعلم هذا الرئيس الجديد أن شلة الفساد . المعروفة بالاسم. قاتلت بشراسة للإبقاء علي الرئيس السابق للهيئة لارتباط مصالحها بوجوده . ولعلمها أنه لو جاء رئيس " بجد" فسوف يقضي علي هذه المصالح. سوف تحاول الالتفاف عليه وتزيين الفساد له. وسوف تورطه في مشاكل جمة ربما دفعت به إلي المحاكمة. ولن تكف عن التآمر عليه إذا لم يسبتعدها ويقلم لها أظافرها. لأنها بدون تقليم الأظافر لن تتوقف عن التآمر. حقوق الموظفين ثانياً: الإبقاء علي شلة الفساد. فضلاً عما سيحدثه من توريط للرئيس الجديد. سيثير حفيظة الشرفاء في الهيئة الذين انتظروا تغيير الأوضاع وإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح. لأن أغلب مشاكلهم لم تكن مع الرئيس السابق بقدر ماكانت مع شلته التي تجاوزت كل حدودها وعاثت في الهيئة فساداً. وأطاحت بكل الشرفاء الذين اعترضوا أو حتي فكروا في الاعتراض. ثالثاً: هناك مظالم كثيرة في الهيئة. سواء في الديوان العام أو في الاقاليم. يوجد مئات الموظفين تعرضوا لظلم فادح . منهم من ابعد عن منصبه بسبب موقفه المحترم . ومنهم من لم يحصل علي حقوقه المالية المشروعة بسبب التزوير والتلاعب . هؤلاء جميعاً لابد أن يستمع إليهم الرئيس الجديد دون وسيط. والوسيط هو شلة الفساد التي إذا لم يقض عليها فسوف تحول بينه وبينهم لتعود الأمور إلي سابق عهدها من السوء والفساد . وربما أكثر. رابعاً: تدعي هذه الشلة أنها مدعومة من الوزير وقطاع مكتبه. وهو أمر لاأستطيع نفيه أو تأكيده. يستطيع رئيس الهيئة الجديد أن بنفيه عملياً بأن يكون رجلاً في موقعه . ولا يتلقي أوامر من موظفين أدني منه قيمة ومكانة. وأن يكون تعامله مباشراً مع الوزير نفسه وليس عبر مكتبه أو سكرتاريته. إذا فعلها فسوف تزول" الخنوثة" عن الهيئة تماماً. وسوف يقف المثقفون وراءه. وهم أقوي من كل حكومات العالم. تفعيل الأنشطة خامساً: تمر الهيئة بأسوأ فتراتها من حيث الأنشطة الحقيقية التي أنشئت من أجلها . لابد من خطة عاجلة لتفعيل الأنشطة ووقف كل الأنشطة الشكلية والوهمية والورقية وغيرها مما لايصب في صالح الناس. سادساً: علي رئيس الهيئة البحث عن مديرين أكفاء للإدارات المهمة والحساسة . ومنها إدارة الشئون الهندسية. وعلي نائبه أن يدرك أنه المسئول المباشر والتنفيذي عن الإدارات المركزية الأربعة عشر التي تضمها الهيئة. حسب بطاقة الوصف الوظيفي الخاصة به. ويدرك كذلك أن القانون 89 لسنة 98 وكذلك فتوي مجلس الدولة يحظران تفويض أحد غيره في الممارسات والمناقصات لأن اللعب كله في هذه المنطقة. يدرك الرئيس عبدالفتاح السيسي قيمة وأهمية قصور الثقافة .ويعلم تماماً أن صحتها تعني صحة الثقافة المصرية. ولايكف عن المطالبة بتفعيل دورها . ويكفي أنه عندما شكا إليه أحد الشباب في مؤتمر أسوان من سوء الأحوال في قصور الثقافة أن أكد وجود ملفها علي مكتبه. أي أن الرئيس اهتم وبحث وتقصي . وبالتأكيد فإن ذلك- لمن يتغافل- هو السبب الرئيسي في عدم التجديد لرئيسها السابق رغم المحاولات المستميتة للإبقاء عليه. وهو أمر يدعو للتفاؤل والوقوف خلف الرئيس في سعيه إلي إصلاح أحوال الثقافة المصرية عموماً. إذن رأس الدولة نفسه يتابع ويهتم ويدعم . وهو مايجب علي رئيس الهيئة الجديد إدراكه والعمل علي هديه. ليعلم أن هناك من يراقب أداءه ويقيمه. وهو لن ينجح في مهمته إلا إذا عمل بصدق وإخلاص وبضمير حي يمكنه من وضع خطة عاجلة لإنقاذ الهيئة من حالة التردي التي أصبحت عليها. وينصف الموظفين المظلومين ويعيد إليهم حقوقهم حتي يستطيعوا العمل في أجواء نفسية ملائمة .وتعود الثقافة الجماهيرية لجماهير مصر المتعطشة للعمل الثقافي الجاد وليس للنشاط الوهمي الشكلي. أظن أن رئيس الهيئة الجديد في محنة . أعانه الله علي تجاوزها. ليس أمامه إلا أن" يكون أو لايكون" ولن يتحقق ذلك إلا بإعلان انتهاء "زمن الخنوثة " في هذه المؤسسة العريقة التي دمرها الصغار.