اليوم أقف عند بعض ما سمعته وعايشته بنفسي خلال أسبوع واحد فقط وكلها تصب في هذا الملف الحزين "حوادث الطرق" منها: - أب فقد ابنه الوحيد أعلي كوبري اكتوبر. حين اطاحت به سيارة مسرعة من فوق دراجته البخارية ليسقط مدرجا في دمائه. إلي أن وجد من يرأف به ويتصل بالاسعاف!!.. وفي مستشفي قصر العيني ظل ولده المسكين مسجيا لساعات حتي بدأوا في منحه الاسعافات المطلوبة بعد تأخير واهمال مؤسف أدي إلي وفاته بعد أيام متأثرا بجراحه! - شاب آخر متزوج ومعه طفلان كان عائدا من الفيوم وعلي طريق اكتوبر - الواحات فوجئ قائدو السيارات - ومنها السيارة التي كان يستقلها - ببقعة زيت كبيرة أدت إلي اصطدام مروع بينهم وكان هو من ضحاياه! - فوق محور 26 يوليو راح ركاب الميكروباص يرجون السائق بتهدئة السرعة قليلا فصاح بهم: "أنا هنا القائد والسيارة سيارتي" فاحتج البعض عليه وقالوا: "انت معاك أرواح مسئول عنها". فما كان منه أن انحني بقوة بالسيارة ويرتطم برصيف المحور ليعلو الصراخ. موقف لم يوقفه سوي راكب واحد شاء حظ السائق الأرعن أنه كان جالسا بجواره في المقعد الأمامي حين أمسك بعنقة وكاد يلقي به من نافذة السيارة ليتسمر الجميع في أماكنهم ثم مضي يقول له: "أنا سائق تريللا ومع ذلك لا أسير بهذا العبث والركاب علي حق.. الزم سرعتك واتق الله فينا.. وإلا...." هنا لم يجد السائق سوي التزام السرعة القانونية صاغرا بعيدا عن الغرز والمقصات!!.. ولا شك أن هذا الجنون بات ظاهرة ثقيلة تلاحقنا بمختلف المحاور والطرق فأين الأجهزة المختصة من هذا الخبل الذي جزء منه يبدأ من مواقف الميكروباصات التي تسمح لسائقين "شمامين" بالعمل علي خطوطها؟! وأين أجهزة الردار التي لا أجد تفسيرا لتجرؤ الكثيرين عليها وعدم مبالاتهم بعبارة "احذر الردار" إلا أنها لا تعمل خاصة في الفترة المسائية؟.. ولمن يريد التأكد ليأخذ سيارته ويصعد المحور وألا ينسي حزام الأمان حتي لا يجد نفسه يصيح مستغيثا: "واسعافاه"!!..