بداية يجب أن نؤكد ان ما يربط مصر والسعودية عبر التاريخ الممتدة جذوره منذ آلاف السنين أكبر وأقوي من "تيران وصنافير".. فالجزيرتان سواء كانت في حوزة مصر أو السعودية لن تزيد أو تقلل من شأن أي من البلدين.. أقول ذلك بعد ان تحولت قضية "تيران وصنافير" إلي أزمة يمكن ان نطلق عليها أزمة "ثيران وعصافير".. حيث تخرج بعض الكلمات من كلا البلدين مثل الثور الهائج معصوب العينين الذي يسعي بكل قوة إلي تدمير وتخريب العلاقات التاريخية بين البلدين دون أن يدري أو يدري بالفعل!! حتي ما يطلق عليهم الخبراء الاستراتيجيون نجدهم منقسمين حيث يخرج أحد الخبراء منهم ليحلف بأغلظ الأيمان فيقول "والله العظيم الجزيرتين مصرية" بينما يخرج آخر ليحلف بأن الجزيرتين سعودية.. والأدهي من كل ذلك أن نواب البرلمان الذين يمثلون الشعب منقسمون هم أيضاً علي أنفسهم فهناك من يهتف بمصرية الجزيرتين.. وهناك من يهدد بالاستقالة إذا لم تؤول الجزيرتان الي السعودية!! أما العصافير.. فهم يغردون أيضاً خارج السرب فتجد تغريداتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي سواء الصادرة من القاهرة أو الرياض تصب الزيت علي النار ليزداد الأمر اشتعالاً وبدلاً من تقديم الحلول يتبادلون السباب والشتائم بشكل يسئ لكلا البلدين.. فكيف نترك الفرصة لمواطنين عاديين يتحدثون عن أمور تخص السيادة والأمن القومي وهم لا يفقهون شيئاً عن الفرق بين الحدود والسدود!! المشكلة الأكبر -كما سبق وذكرت في مقال سابق- أن هناك جهات خارجية هي من أشعلت تلك الأزمة لإفساد وتخريب العلاقات بين مصر والسعودية اللذين يمثلان جناحي الأمة العربية وهي التي أوعزت للرياض للمطالبة بجزيرتي "تيران وصنافير" في هذا التوقيت بالذات في إطار المؤامرة الكبري علي الأمة العربية حيث تدرك تلك الجهات ان التحالف المصري- السعودي يعوق مخططاتهم لتمزيق هذه الأمة. يا سادة.. يا أهل القاهرةوالرياض ليس هكذا تدار الأمور.. حتي الإعلاميون أو بمعني أدق بعضهم تعاملوا مع تلك الأزمة مثل الدبة التي تقتل صاحبها من كثرة الحرص والخوف عليه.. نحن في حاجة إلي نقطة نظام سواء من جانب المصريين أو السعوديين.. والحل الأمثل للخروج من هذا المأزق أن يتفق البلدان علي اللجوء الي التحكيم الدولي ليقول كلمته الفاصلة والقاطعة والجازمة حول مصير الجزيرتين حتي نرفع الحرج عن القيادة السياسية في البلدين والقضاء والبرلمان!! كلام وبس: أول تصريحات ترامب بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة هو تعهده بمحو الإرهاب من علي وجه الأرض.. فهل ستغير أمريكا سياستها من راعية للإرهاب إلي محاربة له؟!.. دعونا ننتظر!!