بعد نجاح التجربة بمركز المحمودية العامين الماضيين وتحقيقها عائداً مجزياً.. بدأت وزارة الموارد المائية والري إعداد خطة جديدة تستهدف التوسع في زراعة الأرز بالتكثيف للحد من المخالفات وتحقيق زيادة في الانتاجية تصل إلي 20% وتحقق الاكتفاء الذاتي من الأرز وتحد من استنزاف الموارد المائية لمصر. التقنية الجديدة توفر ما يقرب من 30% من استهلاك مياه الري في ظل محدودية الموارد المائية وانخفاض نصيب المواطن من المياه لأقل من معدلات الفقر المتزايد بعد إنشاء سد النهضة. الوزارة أعلنت تعميم زراعة الأرز بالتكثيف في 175 ألف فدان في جميع مراكز محافظة البحيرة بعد نجاح تجربة زراعته في مساحة 100 فدان العام الماضي في مركز المحمودية والتي تهدف إلي زيادة إنتاجية المحصول من 4.5 إلي 8 أطنان للفدان في الموسم وتوفير مياه الري بنسبة 20% وتوفير 50% من التقاوي والأسمدة والمخصبات المستخدمة في الفدان وذلك بهدف مواجهة التحديات المائية المتمثلة في التغيرات المناخية وتراجع واردات مصر من مياه النيل والتي تسببت في عجز بلغ 40 مليار متر مكعب من المياه خلال العامين الماضيين فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة. قال د. ايمان سيد مدير عام إدارة الموارد المائية بقطاع التخطيط بوزارة الري التي شاركت في احتفالية تكريم مزارعي التجربة الرواد بمركز المحمودية والتي حضرها محافظ البحيرة محمد سلطان ونائبته نادية عبده والمهندس طه عبدربه مدير عام الزراعة بالبحيرة أن التجربة التي تم تنفيذها في الموسمين الماضيين حققت زيادة إنتاجية الفدان التي بلغت طناً للفدان. إضافة إلي زيادة الإنتاجية لوحدة المياه حوالي 20% وتقليل كمية الاسمدة المستخدمة والتحول من السماد الكيماوي إلي السماد العضوي لتقليل نسبة التلوث الناتجة عنه. وأضاف أن طريقة زراعة الأرز بالتكثيف تأتي ضمن خطة الدولة لمواجهة التحديات التي تتمثل في التغيرات المناخية وآثارها في نقص ومحدودية الموارد المائية وارتفاع درجات الحرارة مما يتطلب تغيير السلوكيات الزراعية الموروثة لدي المزارعين وتحويله إلي طرق حديثة في الزراعة والري والشتلة مع ضرورة تسوية الأرض بالليزر وتسطير الأرض ووضع البذور علي مسافات متساوية مشيرة إلي أن أهم ما في تجربة زراعة الأرز مطبقة بنجاح في دولة الفلبين منذ عشرات السنوات وحان الوقت لمصر لتطبيقها وتغيير النمط الزراعي الحالي إلي زراعة من خلال تقليل عمر الشتل من 30 يوما إلي 15 يوما وهو ما يقلل من كميات المياه المستخدمة في المشاتل. وأوضحت أن النظام الجديد للزراعة بالتكثيف يعتمد علي منح المزارعين التقاوي المعتمدة ذات الانتاجية المرتفعة والتسوية بالليزر وتحديد الاستخدام الأمثل للأسمدة وتوفير مبيدات الحشائش. مشيرة إلي أنه تم تطبيق التجربة الجديدة في بعض المزارع الواقعة علي ترعة كفر نكلة بمحافظة البحيرة والتي تتنوع تربتها ما بين ا لجيد والمالحة والتي أثبتت نتائجها ارتفاع الانتاجية المحصولية للفدان بمعدل طن للفدان لتصل انتاجية الفدان إلي 8 طن بدلا من 4.5 بنظم الري التقليدية. وتابعت مدير عام إدارة الموارد المائية بقطاع التخطيط بوزارة الري أنه تم التوسع في تجربة نظام الزراعة بالتكثيف في 3 قري بمحافظة البحيرة وهي قري كفر نكلة وكومن النصر وعزبة البنك بإجمالي 70 مزرعة عام 2015 مما أدي إلي انخفاض معدلات الاصابة بالأمراض لمحصول الأرز وزيادة المتوسط العام للانتاجية خاصة للنصف سخا 104 وتمت زيادة عدد المستفيدين من التجربة لعدد 78 مزارعا جديداً بإجمالي مساحة 107 أفدنة لموسم زراعة الأرز للعام الماضي. ولفتت إلي تطبيق زراعة الأرز بالتكثيف في محافظة الدقهلية بمركز دكرنس مشددة علي أهمية تعمينها في المناطق التي تعتمد علي زراعة الأرز بنظام الشتلات والتي تصل نسبتها إلي 50% من إجمالي مساحات زراعة الأرز. ومن جانبه قال رئيس الإدارة المركزية الموارد المائية بالبحيرة المهندس محمود السعدي إن التجربة ستغير طريقة الري التي يتم الزراعة بها من ري بالغمر لكامل الأرض والتي كان يتم غمرها بعمق 10 سنتيمترات وتحويل إلي عدة ريات منتظمة بارتفاع من 2 إلي 3 سنتيمترات بحد أقصي وترك الأرض حتي تجف وتظهر الشقوق وبعدها يتم اعطاء رية اضافية مما يوفر في استهلاك المياه أثناء الري. وأوضح أن وزارة الري طبقت العام الماضي تجربة زراعة الأرز بالتكثيف في مركز المحمودية بمحافظة البحيرة لتحسين كفاءة منظومة الإدارة المائية ورفع فرص مجابهة تحديات الندرة المائية من خلال مشروعات تحسين إدارة الموارد المائية الممول من مرفق البيئة العالمي "الجيف" لإيجاد حلول جذرية لمواجهة تحديات قضايا التلوث وإدارة المخلفات الصلبة بالإضافة إلي تحسين إنتاجية المياه. لافتاً إلي تراجع واردات المياه من نهر النيل خلال العامين الماضيين بكمية بلغت 40 مليار متر مكعب. المهندس طه محمد عبدربه مدير عام الزراعة في البحيرة يقول إن هذه التجربة تم تنفيذها بدول جنوب شرق آسيا وحققت نجاحاً كبيراً مؤكداً أن التكثيف الزراعي يمكن أن يؤدي إلي المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في ظل النمو السكاني المتسارع حيث يسمح هذا النظام بإنتاج كميات أكبر من الغذاء في نفس المساحة من الارض باستخدام الأمثل لمدخلات المنظومة الزراعية. التقت "المساء" بعدد من المزارعين الرواد الذين قاموا بتنفيذ التجربة.. يقول عبدالمنعم حجاج من عزبة البنك أنه قام بزراعة فدان في السنة الأولي وحقق أربعة ونصف طن انتاجا بينما في الطريقة القديمة كان يحقق ثلاثة ونصف طن فقط.. وفي العام الثاني زرع فدان وثلاثة قراريط وحقق 6 أطنان انتاجية. مشيراً إلي النظام الجديد أقل كلفة في الأسمدة حيث يحصل الفدان علي شيكارتين. بينما في النظام القديم كان يحصل علي 4 شكاير وبالنسبة للبذور في النظام 60 كيلو للفدان وفي الجديد 30 كيلو فقط. سعيد العشماوي: زرعت ثلاثة أفدنة وحقق كل فدان 7 أطنان و484 كيلو واستخدمت في الزراعة بذور سخا 104 وسخا 106 مشيراً إلي أنه قام بقياس المياه المستخدمة في الزراعة فوجد أن الفدان في النظام القديم كان يحصل علي سبعة آلاف متر مكعب من المياه بينما في النظام الجديد بالتكثيف يحصل علي خمسة آلاف متر مكعب من المياه فقط. يؤكد كل من حمادة اسماعيل المسيني وأبو رماح زلط أن نظام الزراعة للأرز بالتكثيف ناجح بنسبة 100% ويوفر في كل شيء خاصة في الشتلات بالنظام القديم كان الفدان يحتاج من 130: 150 ألف شتلة بمعدل من 9: 12 عود وفي الطريقة الجديدة يحتاج الفدان من 60 إلي 70 ألف شتلة بمعدل 3: 4 عود. يقول حسن عبدالسيد غنيم التجربة ناجحة ولا أحد يختلف عليها ولكنها تتطلب توفير المياه في المواعيد المقررة للري وتطهير الترع بصفة منتظمة. من جانبه طالب النائب محمد تمراز وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب مركز البحوث الزراعية باستنباط سلالات جديدة تحقق إنتاجية عالية. مشيراً إلي أن زراعة الأرز بالتكثيف ليست جديدة وتم تغير اسمها فقط من "الشتل" إلي "التكثيف" وهي موفرة للمياه في حالة إذا تمت الزراعة في وقت واحد بين المزارعين المتواجدين علي ترعة واحدة لأنه سيتم فتح المياه لهم جميعا.. وحذر من أن طريقة زراعة الأرز بالتكثيف قد يكون لها أضرار في حالة عدم وجود مياه في وقت الري المحدد مما يؤدي إلي شيخان الشتلة.