علي الرغم من انه لم يأخذ حقه من الشهرة.. إلا أن الجمهور عندما يراه علي الشاشة يتذكر أعماله السينمائية التي شارك فيها كبار النجوم.. وقد ميزته ضآلة حجمه عن غيره من الفنانين وجعلت المخرجين يستعينون به في تجسيد أدوار الشخص المغلوب علي أمره والأقرب للصعلوك الذي عاني الفقر.. وعندما كبر سنه أجاد تجسيد دور الأب الغلبان.. المسكين غير القادر علي تأمين أولاده. الكلام عن الفنان "عبدالسلام محمد" والذي لا يتذكر أدواره لا يمكن أن ينساه عندما خرج علي شاشة التليفزيون بقامته القصيرة الضئيلة ليحذر الناس من مخاطر مرض البلهارسيا الذي كان منتشرا في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي - العشرين - تعاطف الجمهور معه خاصة وهو يهم بالاستحمام في الترعة ويردعه الفنان "محمد رضا" بمقولته الشهيرة: "ياعبدالسلام.. اسمع الكلام".. طول ما ندي ضهرنا للترعة.. عمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعي.. وهو الدور الدعائي الذي قام به في ختام حياته مشاركا في حملة مكافحة مرض البلهارسيا.. ويتذكره المشاهد في دور النشال في فيلم - دائرة الانتقام - ومقولته الشهيرة عن زوجته "ينبوووووووع حنان".. ويتذكره المشاهد أيضا في دور صابر أفندي أيوب الموظف البسيط في فيلم - الوزير جاي - الذي يحاول فقط تحويل جهة معاشه الشهري.. وكان "سفروت" الصبي الغلبان في فيلم "قهوة المواردي". عبدالسلام محمد .. من مواليد أول يوليو عام 1934.. تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1959 وقدم أدوارا ثانوية في عدد ضخم من الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية والأعمال المسرحية.. أشهرها فرصة عمره التي جسد فيها شخصية - الفرفور - في مسرحية "الفرافير" للكاتب يوسف إدريس وإخراج كرم مطاوع.. وبعد رحلة فنية شارك خلالها في ما يقرب من 120 عملا رحل هذا الفنان عن دنيانا في 27 يونيه عام 1992 عن عمر 58 عاما بعد صراع مع المرض.