لعنة الله علي السياسة التي قتلت فينا أجمل ما فينا.. قتلت التسامح والايثار والتعاون والقدرة علي استيعاب الآخر. وأصبح موشحنا اليومي أو ديدن حياتنا الجدل العقيم ورمي الناس بالباطل لمجرد أن لهم وجهة نظر مختلفة. دعك من كل هذا.. ابعد عن عينيك العتمة أو الستارة التي تحجب الروح الأصيلة للمصريين.. دعك من تنظير النخب ومن شلة المنافقين التي تجدها حيث تتواجد المصلحة.. لا تلتفت لمن يرتدون نظارات سوداء لا يرون من خلالها الا السواد. وستجد نماذج لمصريين بسطاء تمنحك الأمل في الغد. مبادرة رائعة وفريدة تبنتها كبار العائلات بقرية كفر سندوة بشبين القناطر قليوبية بالتعاون مع جمعيتي تنمية المجتمع وتحفيظ القرآن ولجنة الزكاة وتقوم علي وضع أسس لتيسير الزواج وتحرير الأسر من قيود التقاليد العقيمة التي ما أنزل الله بها من سلطان. فالزواج يقوم علي حسن اختيار شريكة أو شريك الحياة وليس شبكة أو مهرا أو صالونا فاخرا وشقة في مكان راق. اتساقا مع قول النبي صلي الله عليه وسلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك" و"اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". المبادرة تدعو الي التخفيف عن كاهل الأسر والتوقف عن الطلبات التعجيزية. وكانت الشبكة في مقدمة البنود حيث طالبت المبادرة بالغائها والاكتفاء بالدبلة في ظل الارتفاع الرهيب في أسعار الذهب. كما تم دعوة الأهالي الي الاستغناء عن الكثير من المستلزمات غير الضرورية أو التي يمكن تأجيلها مثل الصالونات غالية الثمن وغرف الأطفال وغيرها من الأشياء التي لا يحتاج اليها الزوجان في بداية حياتهما الزوجية. وتضمنت المبادرة أيضا عدم الاسراف في ليلة الزفاف والاكتفاء بحفل صغير يتم خلاله تقديم المشروبات فقط والابتعاد عن المنافسة في استقدام المطربين والمطربات والفرق الموسيقية فالمبالغة تؤدي الي عزوف الشباب عن الزواج ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. هذه المبادرة رغم انهم محدودة من حيث المكان والهدف لأنها مقصورة علي قرية صغيرة الا انها مجرد بداية ويمكن للحكماء في كل القري والنجوع والأحياء الاقتداء بها ليس في الزواج فحسب ولكن في كل مناحي حياتنا. يمكن تعميم المبادرة لتشمل مساعدة الأسر الفقيرة في توفير احتياجاتها الضرورية فارتفاع الأسعار مثل الغول يلتهم كل شيء ولولا الحياء لانضمت هذه الأسر الي طابور المتسولين. ما المانع من أن يقوم المقتدرون بانشاء ما يشبه الجمعيات التعاونية بشراء السلع واعادة بيعها للأهالي بسعر التكلفة بالتنسيق مع المحافظين لضرب عصفورين أو عدة عصافير بحجر واحد بتوفير احتياجات جيرانك وأهالي منطقتك بأسعار معقولة تناسب دخولهم وأيضا لاجبار التجار علي خفض الأسعار والحد من هامش الربح المبالغ فيه؟! تحية للقائمين علي المبادرة فما أجمل أن تكون سببا في التخفيف عن الناس خاصة في تلك الأيام الصعبة. والطريق مفتوح لمن يريد أن يشارك في الخير بطريقة عملية بأن يوقد شمعة بدلا من أن يظل يلعن الظلام. ** تغريدة: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" حديث شريف