في مارس الماضي ابتكر باحثون في معهد ماستشوستس الأمريكي للتكنولوجيا أدق "أنحف" خلية شمسية حتي الآن. وهي خلية لا يتعدي سمكها بضعة نانو ميترات "لا يزيد علي واحد من 50 جزءاً من سمك الشعرة البشرية" وهذه الخلية يمكنها تحويل الطاقة الشمسية بنفس كفاءة الخلايا العادية.. وفي الوقت نفسه توصل العالم المصري د.محمد حسن وفريقه البحثي بجامعة عين شمس إلي فكرة مبتكرة لتحسين كفاءة توربينات الرياح بمعدل 39% وهو ما يسهم في رفع مستوي التحكم ويخفض الإجهادات ويعمل علي تعطيل التلوث السمعي مما يساعد علي انتشارها في المدن. وهي الفكرة التي تلقفتها بالنشر دورية انيرجي المشهورة عالمياً.. الأمر الذي يعني أن العالم يفكر ويخترع ويبتكر.. ومصر ايضا يمكنها أن تبتكر وتخترع بل تتفوق عليه إذا توفر لعلمائها وباحثيها الظروف الملائمة للإبداع. يعتقد د.حسن أن عالمنا العربي عامة. ومصر خاصة لا يزال بمنأي عن التطبيق المباشر لتقنيات الطاقة المتجددة. بسبب ضعف التمويل وارتباك الرؤية. رغم أن الأبحاث المتخصصة في هذا المجال من ركائز الأن القومي. فالطاقة تبني الحياة ومن دونها تهدم الحضارة. والسؤال: هل تفكر حكوماتنا في المستقبل. هل تعتقد في العلم.. وإذا كانت تشكو أعباء الدعم خصوصاً دعم الوقود والطاقة فهل فكرت في التوسع في انتاج الطاقة الشمسية بديلاً للنفط الذي يكبد خزانتها العامة نفقات هائلة.. والسؤال لماذا الطاقة الشمسية؟ والجواب لأنها متجددة متوافرة وأكثر حفاظاً علي البيئة. وأرخص كلفة "حيث انخفضت تكلفة انتاج ميجاوات ساعة من 359 دولاراً عام 2009 إلي 79 دولاراً في 2017" وتملك مصر ميزة تنافسية هائلة إذا ما فكرت جدياً في التوسع في انتاجها. ويكفي سطوع الشمس في سمائها لنحو 3300 ساعة في السنة بينما يقل عن 1000 ساعة في بريطانيا" وهي ميزة تجعلها قادرة علي تصدير الكهرباء لأوروبا كلها. ويكفي أن نعلم أن المغرب الشقيق انتهي من انشاء مشروع "نور" العملاق للطاقة الشمسية في مدينة ورزازان بطاقة 1600 ميجاوات. منافساً به وكالة ناسا الأمريكية.. وما أدراك ما "ناسا"..؟! أما موريتانيا الشقيقة فقد افتتحت هي الاخري محطة طاقة شمسية بطاقة 15 ميجاوات وهو معدل يزيد علي ما تنتجه محطة واحة سيوة التي انشأتها مصر في العام قبل الماضي. دول الخليج ذات الوفرة النفطية تتجه بقوة نحو مشاريع الطاقة الشمسية. ويتوقع تقرير شركة نفط الهلال الإماراتية أن تتحول السعودية مثلاً لأحد أهم منتجي الطاقة الشمسية في العالم بحلول 2030. إذا تعتزم المملكة ضخ استثمارات ضخمة تقدر بنحو 108 ملايين دولار لإنتاج كهرباء متجددة من الطاقة الشمسية وتخفيف الضغط علي المصادر التقليدية.. كما تتبني الإمارات وقطر وغيرهما استراتيجيات مماثلة لإنتاج الطاقة الشمسية. ويبدو منطقياً في سياق كهذا أن نتساءل: هل تتبني حكومتنا وجامعاتنا ومراكز أبحاثنا مشروعات بحثية لتصنيع خلايا شمسية لإنتاج الكهرباء.. ولماذا لا نطلب من فرنسا التعاون معنا لإنتاجها بالتنسيق مع شركتها العملاقة "سانباور" المتخصصة في الخلايا الشمسية والتي تملكها توتال الفرنسية بأمريكا.. أو نستعين بخبرات "قبرص" الصديقة الرائدة في هذا المجال. بالعلم تحيا الأمم. وتتخلص من فقرها وجهلها وآفاتها.. ومصر تملك العقول والأفكار ولا تعوزها الموارد.. ينقصها فقط حسن الإدارة!!.