كشفت توصيات ورشة العمل التي عقدها المركز القومي لبحوث المياه التابع لوزارة الري حول موضوع الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية ومشروع التكيف مع المتغيرات المناخية في منطقة دلتا نهر النيل ان سياسة الجزر المنعزلة هي التي أدت إلي كارثة التعدي علي الشواطئ الساحلية المعرضة للأخطار بسبب التغيرات المناخية حيث لم يكن هناك تنسيق بين الجهات المختلفة لتحديد المالك الفعلي لهذه المناطق. كما كشفت المناقشات أن تضارب القرارات أدي لتفاقم الأزمة وهو ما يتم احتواؤه في الوقت الراهن وأن المثال الحي لهذه الأزمة منطقة مارينا التي اعتبرها الخبراء عشوائية ومهددة بالأخطار. حيث تنبهت مصر مبكرا للتغيرات المناخية التي غيرت خريطة المناخ وأن منسوب البحر ارتفع إلي 16 سنتيمترا خلال الأربعين عاما الماضية وأن الدراسات تؤكد انه سيرتفع إلي نصف متر خلال الخمسين عام القادمة. أكد د. محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري انه تم وضع خطة لحماية سواحل مصر والدلتا خلال المائة عام المقبلة ووضع مخطط تنمية مستدامة وليست عشوائية حيث ان حماية الشواطئ مكلفة وموارد مصر الاقتصادية محدودة. أضاف عبدالعاطي هناك مناطق خطر وتم تدارك هذا الأمر مبكرا لاحتواء هذا الخطر لحماية المنشآت والأفراد من تأثيرات المناخ وخاصة انه مع تزايد نحر البحر يؤدي إلي ملوحة المياه الجوفية مما يستلزم معه ضخ كميات كبيرة من مياه نهر النيل لإحداث توازن وهو أمر لا تملكه مصر مع محدودية مواردنا المائية. أكد أن خطة 2037 سيتم الانتهاء منها في شهر يونيه المقبل وسيتم عمل شبكة لمراقبة المناطق الساحلية ورصد التغيرات التي تطرأ عليها للمساعدة في اتخاذ القرار. أكد عبدالعاطي علي أهمية تحويل التحديات إلي فرص كما حدث مع الرمال الناتجة من التكريك من ميناء دمياط والاستفادة منها. بينما أكد الدكتور محمد أحمد سليمان مدير معهد الشواطئ ان أكثر المناطق المعرضة للخطر هي مناطق البحيرات مثل بحيرة البرلس وإدكو ومريوط والمنزلة. وتبين أن رشيد ارتفع الموج فيها إلي تسعة أمتار وأن العشوائية ساعدت في تضخيم هذه الظاهرة وأن منطقة مارينا التي شيدت في غفلة من الزمان وهي من أكثر المناطق المعرضة للأزمات حيث يوجد بها تجاوزات ولتفادي المشاكل بها يستلزم إزالة بعض المنشآت المقامة بها للحفاظ عليها والمناطق المجاورة لها. قال: أزمة مارينا انها قامت بعمل حمايات خاصة بها ولم تراع أمان المناطق المجاورة وأنه لا سبيل أمامها إلا بعمل حمايات جديدة وهو أمر مكلف جدا أو إزالة المنشآت التي ستساعد علي التوازن المناخي.