واصل فريق الأهلي الأول لكرة القدم انطلاقته نحو الاحتفاظ بلقب الدوري الممتاز طاير مثل النسر وذلك بعد تغلبه في القمة 113 علي نظيره الزمالك الذي عاد من المباراة "خسران". ولدغ فريق الأهلي منافسه اللدود الزمالك بهدفين للاشيء سجلهما مؤمن زكريا في الشوط الأول والنسر النيجيري جونيور أجاي في الشوط الثاني ليرفع رصيده بصدارة قمة الدوري الي 45 نقطة بينما تجمد رصيد الزمالك عند 34 نقطة ليرفتع الفارق الي 11 نقطة ويتلقي الأبيض بذلك أول خسارة له هذا الموسم وان كانت مازالت هناك مباراتان مؤجلتان للزمالك أمام مصر المقاصة وطلائع الجيش. وانهي الأهلي بهذا الفوز المرحلة الأولي من الدوري الممتاز بطلاً واسدلت النهاية السعيدة علي مشواره الكروي في عام 2016 بالانتصار علي الزمالك ورسم لاعبوه الفرحة علي وجوه جماهيره قبل 48 ساعة من استقبال العام الجديد 2017. المباراة في مجملها أقل من المتوسط وتباين أداء الفريقين علي مدار شوطيها حيث سيطر الأهلي علي الشوط الأول بينما كانت الأفضلية للزمالك في النصف الثاني من المواجهة. لعب المدير الفني لفريق الأهلي علي المضمون حيث واصل الدفع بنفس التشكيلة التي شاركت في آخر خمس مباريات للفريق والتي اعتمد فيها علي الظهيرين الأيمن محمد هاني والأيسر حسين السيد وبالوسط أحمد فتحي ورأس الحربة الصريح مروان محسن ليجلس حسام غالي علي دكة البدلاء وبجواره الظهير الأيسر التونسي علي معلول الذي كان مرشحاً للبدء أساسياً لكن البدري فضل اللعب علي حالة التجانس التي وصل اليها فريقه. أما المدير الفني للزمالك محمد حلمي فقد خسر جهود لاعبه الأساسي المهاجم ستانلي الذي تفاقمت اصابته في أنكل القدم خلال فترة الاحماء قبل بدء اللقاء ليستبعد من القائمة نهائية ويلعب بدلاً منه أساسياً محمد ابراهيم بينما يدخل بديلا علي الدكة أحمد جعفر. وشهد تشكيل الزمالك تغييراً آخر بمشاركة حسني فتحي كظهير أيمن من البداية بدلاً من أسامة ابراهيم لكن حسني لم يكن موفقاً وتم استبداله باللاعب شوقي السعيد الذي أعاد الاتزان لخط دفاع الأبيض. وسيطر الأهلي في الشوط الأول وتقدم بهدف مؤمن زكريا ولكن أداءه في المجمل لم يكن علي ما يرام فلم يبرز من لاعبيه سوي عبد الله السعيد ومروان محسن وأحمد فتحي وسعد سمير والتزم محمد هاني بالأداء الدفاعي ولعب حسين السيد دوراً أساسياً في التقدم بهذا الهدف. وامتلك الزمالك زمام الأمور تماماً في الشوط الثاني لكن لم يتمكن من ترجمة ذلك إلي أهداف حيث شاب أداء لاعبيه التوتر والعصبية وعدم التركيز في انهاء الهجمات بجانب غياب بعض اللاعبين عن المستوي المعروف عنهم خاصة محمد ابراهيم وأيمن حفني بينما وقع باسم مرسي الوحيد صيداً سهلاً لمدافعي الأهلي. واستحق الأهلي الفوز بالمباراة والثلاث نقاط لأنه كان الأشطر في استغلال فرصتي التهديف وحصل علي ما أراد من تلك المواجهة بعدما ركز علي التأمين الدفاعي في الشوط الثاني وكسب البدري رهانه الخاص علي رباعي خط الدفاع سعد سمير ومحمد نجيب ومحمد هاني وحسين السيد ومن خلفهم الحارس شريف إكرامي في الحفاظ علي نظافة الشباك. جاءت بداية الشوط الأول سريعة من جانب الفريقين لكن شابها الحذر الدفاعي الواضح أيضاً لاسيما فريق الزمالك الذي بدا أنه أكثر تحفظاً جداً من الناحية الهجومية. وبالرغم من السرعة الواضحة لدي لاعبي الفريقين إلا انه لم يكن هناك صورة واضحة لطريقة اللعب التكتيكي لكليهما فكانت السلبية سائدة وكأنها مباراة بين فريقين عاديين للغاية. لذا وبعد مرور ما يقرب من 15 دقيقة كانت كل المحاولات الهجومية للأحمر أو للأبيض بلا عنوان ولم يكن بها ملامح خطورة علي المرميين لذا كان الحارسان شريف اكرامي وأحمد الشناوي خارج المشهد. ولكن مع مرور الوقت بدا ان لاعبي الأهلي أكثر ثباتاً في الملعب وأفضل في السيطرة علي مجريات اللعب وأحسن في الترابط بين الخطوط الثلاثة حيث الدعم والمساندة واضحة من جانب أحمد فتحي محور الارتكاز لرباعي الهجوم السعيد ومؤمن ووليد ومروان مع تحركات الظهير الأيسر حسين السيد التي شكلت انزعاجاً شديداً لمدافعي الزمالك علي جبر والونش وحسني فتحي. واستطاع حسين السيد أن يصنع الفارق للأهلي في الدقيقة 21 بعدما أهدي هدف التقدم للأحمر من عرضية سحرية تخطت المجتهد مروان محسن لتصل الي القادم من الخلف مؤمن زكريا ليضعها علي يمين الحارس الأبيض أحمد الشناوي معلناً تفوق الأهلي بهدف للاشيء وان كان حسين السيد يدين بالفضل في هذا الهدف الي صاحب التمريرة الماكرة من البداية عبد الله السعيد بعدما وضع الكرة له خلف المدافعين لينطلق السيد ويلعب العرضية. ظلت السيطرة الأهلاوية قائمة حتي بعد احراز الهدف الي ان بدأ الزمالك يفيق شيئاً فشيئاً اعتباراً من الدقيقة 30 في هذا الشوط لاسيما بعد حالة الهدوء الغريب التي انتابت لاعبي الأحمر ورفضهم استثمار حالة الارتباك التي اصابت لاعبي الزمالك بعد الهدف. وبالرغم من سيطرة لاعبي الزمالك علي مجريات اللعب في وسط الملعب ومحاولة التقدم للوصول الي مرمي شريف اكرامي إلا ان الفاعلية الهجومية ظلت غائبة واستمر باسم مرسي رأس الحرب الصريح وحيداً في منطقة جزاء الأهلي وسط أحضان مدافعي الأحمر. ووضح افتقاد الزمالك للجرأة الهجومية فلم يظهر أيمن حفني ولا محمد ابراهيم وركز ثلاثي الوسط معروف يوسف وطارق حامد وابراهيم صلاح بأداء الدور الدفاعي للتصدي للهجمات الأهلاوية علي حساب دعم مثلث الزمالك الهجومي. استثمر الظهير الأيمن للزمالك حسني فتحي التقدم المستمر للظهير الأيسر حسين السيد محاولاً صنع ثغرة في تلك الجبهة لكن دون جدوي فقد ذهبت محاولاته هباء فيما اختفي الظهير الأيسر للزمالك محمد ناصف هجومياً مكتفياً بأداء الجانب الدفاعي فقط. استمر الوضع علي ما هو عليه في الدقائق الأخيرة هجمات نادرة جداً من الفريقين والفرص التي تهدد الثلاث خشبات غير موجودة أساسا لينهي الحكم المجري كاساي الشوط الأول الضعيف فنياً وجمالياً بتقدم الأهلي بهدف للاشيء. لعب حارس مرمي الزمالك أحمد الشناوي دور البطولة في أول عشر دقائق من بداية الشوط الثاني بعدما أنقذ شباكه من فرصتين مؤكدتين للتهديف لصالح الأهلي الأول كانت تسديدة مباغتة من أحمد فتحي لكن الحارس كان يقظاً للغاية وأبعدها بيده اليسري. فيما كانت الثانية انطلاقة لصاحب الهدف مؤمن زكريا داخل منطقة الجزاء وسدد مؤمن لكن الشناوي خرج في الوقت المناسب واصطدمت الكرة به وخرجت لضربة ركنية. ولكن بعد الفرصتين تحولت دفة اللعب تماماً لصالح الزمالك الذي أصبح حاله غير الحال بعدما القي المدير الفني محمد حلمي بورقتي تغيير معاً شوقي السعيد وأحمد رفعت علي حساب حسني فتحي وابراهيم صلاح الذي لم يستطع الربط بين خطي الوسط والهجوم. وبدأ الزمالك يتضح له شكلاً هجومياً وخطورة في الملعب بعدما تسلم شوقي السعيد الجبهة اليمني للفريق ودعم أحمد رفعت لمثلث الهجوم الأبيض حفني ومحمد ابرهيم وباسم مرسي. وانقذ سعد سمير مرماه من هدف مؤكد وأبعد الكرة من علي خط المرمي وبعدها تصدي شريف اكرامي لتسديدة من محمد ناصف ليتصاعد الضغط الزمالكاوي من أجل ادراك التعادل. فكر المدير الفني لفريق الأهلي حسام البدري سريعاً للرد علي تحول اللعب لصالح الزمالك بالدفع بالبديل حسام غالي وسحب وليد سليمان المختفي مهارياً في هذه القمة ولم يكن له دور بارز وكان وجوده بالملعب تكتيكياً فقط. حاول البدري من خلال هذا التغيير فرض السيطرة علي وسط الملعب عبر الكثافة العددية بوجود حسام غالي حسام عاشور وأحمد فتحي ولكن لم تفلح خطته حيث استمرت السيطرة الهجومية قائمة للأبيض. دفع البدري بورقته الثانية كريم نيدفيد علي حساب صاحب الهدف مؤمن زكريا الذي اختفي تماماً من الملعب بعد أول عشر دقائق من هذا الشوط وذلك لأجل تنشيط هجوم الأهلي النائم تماماً. ألقي محمد حلمي بالورقة الأخيرة شيكابالا أملاً في استغلال موهبته وخطف أو المساعدة في ادراك هدف التعادل وذلك بدلاً من أيمن حفني الذي لم يقدم لجماهير ناديه الأداء المنتظر منه. أجري البدري تغييره الثالث لاهدار بعض الوقت من جهة ومحاولة استغلال هبوط الأداء البدني لمدافعي الزمالك وخطف هدف لانهاء المباراة لذا نزل النيجيري أجاي وهو بكامل لياقته بدلاً من زميله مروان محسن. وبالفعل جاء التغيير موفقاً مائة بالمائة وكافأ أجاي مدربه البدري وسجل هدف موت المباراة اكلينكيا بعد نزوله بدقيقتين فقط وبضربة رأس علي يسار الحارس أحمد الشناوي من الضربة الركنية التي لعبها أحمد فتحي بالمقاس وسط حراسة مدافعي الزمالك ليتقدم الأهلي بالهدف الثاني وينتهي بعده بقليل اللقاء الذي كان أفضل فنياً كثيراً في شوطه الثاني.