تتمتع محافظة الوادي الجديد بمساحة هائلة تصل لنحو ثلثي مساحة الجمهورية وينتشر بها العديد من المزارات السياحية والأثرية التي يتخطي عددها 139 موقعاً أثرياً. ومما يثير الدهشة ان بعض هذه الأماكن السياحية غير معروفة بالنسبة للكثير من أهالي المحافظة ويرجع ذلك لعدم الاهتمام من قبل المسئولين عن السياحة بالمحافظة من إظهار معالم المحافظة بشكل سليم من خلال وسائل الإعلام بأنواعها. من أهم المزارات السياحية والأثرية بالوادي الجديد معبد "قصر الزيان" المعبد الذي تحول من معبد فرعوني إلي أطلال علي بعد 25 كيلو متراً من مدينة الخارجة. وبجوار معبد الغويطة بحوالي 5 كيلو مترات. تلك المنطقة التي لم تستقبل رحلات سياحية منذ فترة طويلة.. ويعود بناء هذا المعبد إلي العصر البطلمي وشيد لعبادة "آمون هيبت". ويظهر في نقوشه الملك يقدم تمثال "ماعيت" للإله آمون علي رأس كبش. محمود أبو القاسم أحد سكان منطقة "قصر الزيان" قال: إن المعبد يواجه إهمالاً بلا حدود حيث تساقطت أجزاء من حوائطه بفعل الأمطار وهو ما يشكل خطورة علي المعبد خصوصاً ان له قيمة تاريخية كبيرة. فضلاً عن أنه كان مصدر رزق كبير وترويج للحركة السياحية بالمنطقة. ومن ضمن الآثار المهملة بمحافظة الوادي الجديد "معبد الناضورة" الأثري الذي يقع في الجهة الشرقية الجنوبية لمعبد هيبس بمدينة الخارج شرق الطريق الرئيسي للمدينة علي ربوة عالية وترجع تسميته إلي عصر المماليك حيث كان يستخدم للاستطلاع لكونه يكشف الطريق من مسافة كبيرة. وقد بني هذا المعبد في العصر الروماني أوائل القرن الميلادي. ومازال به بقايا لكتابات هيروغليفية ونقوش بارزة. يعاني المعبد من قلة الحراسة المدربة علي حراسة الأماكن الأثرية إلي جانب وجود أكوام من القمامة الملقاة من سكان المناطق المجاورة مما يشوه منظره كمزار سياحي وأثري له تاريخه إلي جانب عدم الاهتمام بترميمه مما تسببت فيه الأمطار والعواصف الترابية التي كادت تمحو معالمه الأثرية وتسببت أيضاً في تآكل بعض حوائطه وسقوطها.. كما تسببت العواصف الترابية في تغطية جزء كبير منه رغم وجوده فوق ربوة عالية. قال حسن مدير عام هيئة تنشيط السياحة بالوادي الجديد قال: إن الهيئة تسعي جاهدة للحفاظ علي المزارات السياحية الموجودة بالمحافظة من خلال إدراج هذه المزارات علي الخريطة السياحية للوافدين الجدد للمحافظة ووضع علامات إرشادية بالقرب من هذه المزارات وأيضاً طبع كتيبات للتعريف بآثار الواحات. التي يوجد بها أكثر من 139 مزاراً سياحياً أو أثرياً. أشار إلي أن الهيئة تدعم الرحلات المدرسية الداخلية التي تلعب دوراً كبيراً في تعريف الأطفال بمعالم بلادهم السياحية والأثرية إلي جانب مشاركة الوادي الجديد في جميع المهرجانات السياحية سواء كانت محلية أو دولية لإعطاء فرصة تسويقية كبيرة لما تمتلكه من آثار ومزارات سياحية وأيضاً تخفيض أسعار التذاكر. ورصف وتمهيد الطرق اليها كما حدث في معبد الغويطة وقصر الزيان. سعيد صيد. الأمين العام للجمعية الدولية لتنشيط السياحة بالوادي الجديد طالب بتكثيف الرقابة علي جميع المواقع الأثرية وتأمينها من خلال تركيب كاميرات مراقبة لكشف اللصوص والمعتدين عليها وأيضاً تأهيل وتدريب أفراد الحراسة والأمن من خلال دورات متخصصة لأن غالبية الحراس غير متخصصين وغير مسلحين. وهو ما يشجع اللصوص علي التعدي عليها. خصوصاً مع إهمالها وانهيار أغلبها. إضافة إلي تغيير التشريعات الحالية. واصدار قوانين تغلط عقوبة التنقيب عن الآثار. سواء كانت مسجلة لدي الوزارة أو غير مسجلة. وتجريم النصب باسم الآثار وأيضاً ارسال بعثات الترميم إلي هذه المزارات للحفاظ عليها.