عرضت من قبل في هذه المساحة لمأساة أقلية الروهينجا في ميانمار "بورما سابقاً" وما عانته من تهجير وعمليات قتل وإحراق ومذابح. ليس بهدف التصفية الجسدية فحسب. وإنما بقصد الإفناء والمحو. حيث تكرر في القرن الواحد والعشرين ما حدث قبل ذلك ببضعة قرون في أمريكا. حين قام الغزاة الأوروبيون بالتصفية الجسدية لسكان البلاد الأصليين. وجعلوا حضاراتهم التي أكد المؤرخون الأمريكان وجودها التاريخي من الماضي!! الاختلاف الذي يجب أن نعترف به أن الروهينجا أقلية كانت تستحق التشارك في الرعاية بين حكام ميانمار والمجتمع الدولي. لكن أبناء الروهينجا فوجئوا بعد عشرات العقود من تحولهم إلي مواطنين بهجمات ضارية. أملاها التطرف الديني والعرقي. غابت الحلول التي تستهدف إتاحة الحياة الكريمة لأقلية الروهينجا. وشنت بديلاً عن ذلك حملات دموية بقصد اجتثاثهم من الحياة. وليس مجرد الإبعاد عن الأراضي البورمية. إذا كانت دول الغرب الكبري قد نسبت إلي نفسها صفة المجتمع الدولي. رغم سياسات أحادية الجانب. تمليها المصالح الاستعمارية. فإن الآمال اتجهت إلي منظمة المؤتمر الإسلامي باعتبارها ممثل الرأي العام المسلم. والمعنية بحل المشكلات التي يواجهها المسلمون. بداية من الإرهاب الذي ينشر الدمار في الأقطار الإسلامية. تحت شعارات زائفة. منبثقة من مؤامرات نسجت خيوطها في واشنطن وتل أبيب. واستمراراً في جرائم الإبادة التي يمارسها الجنود والرهبان البوذيون للأسف ضد الأقلية الروهينجية في بورما. حتي الآن. فإن منظمة المؤتمر الإسلام تلزم صمتاً غير حكيم. بينما تصدت ماليزيا وهي دولة مسلمة للدفاع عن حق أبناء الروهينجا. واستدعي رئيس وزرائها سفير مانمار في كوالالمبور لإبلاغه رسمياً بالاحتجاج علي حملات الإبادة ضد الروهينجيين. كذلك فقد أصدرت المفوضية العليا للاجئين بياناً أدانت فيه جرائم ضد الإنسانية. ضحيتها الأقلية المسلمة في ميانمار. حتي فرنسا. وتنسب بجدارة إلي دول الغرب الاستعماري. عبرت عن قلقها من الهجمات البشعة التي يتعرض لها أبناء الأقلية الروهينجية في ميانمار. يغيظني الصمت الغريب الذي تحرص عليه حكومات الأقطار الإسلامية. فضلاً عن مؤسساتها الأهلية. ومنها جمعيات وهيئات تعني بتقوية الروابط بين أقطار العالم الإسلامي. وبينها وبين دول العالم.. أما منظمة المؤتمر الإسلامي. فقد بحت أصواتنا في قضية أقلية الروهينجا. وفي قضايا أخري مهمة. دون أن تأخذ المنظمة موقفاً من أي نوع. لتوضيح مواقف العالم الإسلامي الذي تدعي تمثيله في المشكلات التي تفرض عليه. بداية من الأوضاع القاسية التي تعانيها أقلية الروهينجا. وأقليات مسلمة أخري. وحتي الإرهاب الذي يصنع ويمول ويدعم في عواصم استعمارية. ثم يصدر إلي دول العالم بشعارات زائفة. تخفي الاغتيالات والمذابح والدمار.