* أوبرا فيردي الشهيرة "الحفل التنكري" التي عرضت مؤخرا علي المسرح الكبير كانت مصدر سعادة لي حيث اتسمت بالكثير من الايجابيات أهمها انها حظيت بإقبال جماهير كبير علي مدي ليالي العرض وجعلتني اتذكر ماكتبته عنها عندما عرضت عام 2011 وأكدت أن العرض رائع وكتبت حينها موضوعا نقديا تناولت فيه جماليات العرض من غناء أوبرالي وموسيقي وإخراج وغيره من العناصر الفنية ولكن أسفت لضعف الإقبال وأرجعت ذلك في حينها لفشل الدعاية والتسويق وليس كما يدعي البعض بأن الجمهور المصري يكره فن الأوبرا. وواضح أن الفرقة أدركت هذا وبدأت مديرتها وجميع أعضائها بالتسويق في محاولة جادة للدفاع عن فنهم وبدأ احتشاد الجماهير ونفاد التذاكر في عروض الأوبرا وهذا يعد ثمار جهد أكثر من ربع قرن في متابعة هذه الفنون صحفيا ونقديا في هذه الجريدة وغيرها. من ايجابيات العرض أيضا ان البطولة كانت لعمرو مدحت وهو صوت جديد من طبقة التينور "الصوت الحاد في الرجال" التي تعد نادرة لدينا. وعلي سبيل المثال هذا العمل عرضته الفرقة عشر مرات وكانت بدايتها عام 1993 وفي كل هذه العروض لم يلعب البطولة فيها إلا حسن كامي ووليد كريم بالتبادل مع الأجانب وطوال هذه السنوات لم يظهر صوت جديد من هذه الطبقة يلعب دور بطول العرض "ريكاردو" ولهذا كان نجاح عمرو مدحت في هذا الدور الصعب وأدائه بشكل جيد جدا رغم انه يلعبه للمرة الثانية فقط يعد انجاز كبيرا حيث ان هذا العرض تم تقديمه في آواخر الموسم الماضي وتم فيه اسناد الإخراج لأول مرة للمخرج الشاب حازم طايل وفي حينها كتبت عنهما بشكل ايجابي والآن ازداد العمل جودة ويعد من أهم عروض هذه الفرقة. والجميل ان معظم الأدوار في العرض لعبها أعضاء الفرقة المصريون وهم النجوم السبرانو إيمان مصطفي والباريتون مصطفي محمد ورضا الوكيل وعبد الوهاب السيد وعزت غانم "باص" ودور الساحرة أولريكا لعبته باتقان كل من جولي فيظي وجيهان فايد والأخيرة تلعبه لأول مرة ليضاف لتاريخها الطويل في عالم الأوبرا. ومن اعضاء الفرقة ايضا الذين شاركوا في العرض اسامة جمال وإلهامي أمين وإبراهيم ناجي وطارق توفيق واسامة علي أما دور "اوسكار" والذي يعد من الأدوار المهمة فلعبته ببراعة كل من انجي محسن ورشا طلعت. والأمر لا يقتصر علي المغنيين فقط بل كل من وقف خلف المسرح من الفنيين جميعهم سواعد مصرية أجادت عليها. والآن بعد أن أصبح هناك قاعدة جماهيرية لهذا الفن مطلوب الاستعانة بأبنائنا بالخارج والتحديد طبقة التينور التي نفتقدها ويجب أن تتاح الفرص للمخرج المجتهد حازم طايل وزملائه الجدد لإخراج عروض جديدة حتي تصبح إضافة للريبرتوار وأن يتم التنويع بين المدارس الأوبرالية المختلفة وان ننتج الأوبرا المصرية.