لعل أزمة تكدس المعتمرين في مطاري الملك عبدالعزيز بجدة وتداعيات وتوابع هذا التكدس سلباً علي مصر للطيران ومطار القاهرة الدولي يكون قد كشف بجلاء الأسباب الحقيقية للأزمات الكبيرة التي شهدتها مواسم الحج وعمرة شهر رمضان. ففي كل أزمة حدثت خلال مواسم الحج والعمرة في الأعوام السابقة تتعالي الأصوات المطالبة بذبح مصر للطيران ومطار القاهرة الدولي رغم أنهما براء من أسباب هذه الأزمات التي تتحمل أوزارها كل من الخطوط الجوية السعودية ومطار الملك عبدالعزيز في جدة. دعونا من الأزمات التي شهدتها الأعوام السابقة والتي تعد صورة طبق الأصل من أزمة معتمري العشر الأواخر من الشهر الكريم هذا العام.. فالمسلسل بدأ بارتباك في صالة السفر بمطار الملك عبدالعزيز بعد إلغاء 12 رحلة طيران تابعة للخطوط الجوية السعودية فجأة.. وزاد الارتباك ليصل إلي حد الأزمة وتكدس آلاف المتعمرين المصريين عند تزامن إلغاء رحلات الخطوط السعودية مع تعطل سيور نقل الحقائب بصالة السفر في مطار الملك عبدالعزيز بجدة. المشهد الثاني من المسلسل بدأ بإعاقة وصول ركاب طائرات مصر للطيران إلي داخل صالة السفر بمطار الملك عبدالعزيز بسبب التكدس الشديد نتيجة إلغاء رحلات الخطوط السعودية مما أدي إلي تأخير إقلاع رحلات مصر للطيران من جدة. أما المشهد الخفي هو حالة ارتباك الخدمات الأرضية في مطار الملك عبدالعزيز بسبب قرار السلطات هناك بالتعامل مع شركة واحدة للخدمة ودمج باقي الشركات فيها مما أدي إلي ارتباك في تنفيذ خطط الطوارئ في حالات تعطل السيور. وبكل صدق نقول ان وزارة الطيران المدني نجحت هذا العام في إدارة الأزمة وأعلن القائمون عليها بكل شفافية الأسباب الحقيقية لها وخطوات حلها عكس ما كان يحدث في أعوام سابقة بالتعتيم علي الأسباب الحقيقية للأزمة خوفاً علي مشاعر الأشقاء في السعودية ويكون نتيجة هذا التعتيم ثورة من الهجوم علي شركتنا الوطنية "مصر للطيران" ومطار القاهرة الدولي. ولكن بعد انتهاء الأزمة وعودة معتمرينا سالمين من يعوض ركابنا المصريين الذين قضوا أياماً وليالي علي أرض صالة السفر بمطار الملك عبدالعزيز؟! أعتقد أنه يتعين علي سلطة الطيران المدني المصرية محاسبة الخطوط السعودية علي إلغاء رحلاتها فجأة بعد حصولها علي التصاريح اللازمة من السلطات المصرية وعلي ما تسببت فيه من مشاكل لكل من مصر للطيران ومطار القاهرة الدولي. وعمار يامصر! سؤال بريء: هل يُستثني الطيار شاكر قلادة رئيس الإدارة المركزية لتحقيق الحوادث بوزارة الطيران المدني من وعد الوزير بعدم التجديد بعد سن الستين رغم بلوغ الأخ شاكر أكثر من 70 عاماً؟!