أواصل اليوم حديث الأمس عن الهيئة العامة للاستعلامات. بمناسبة الهجوم الذي شنه عليها المستشار مجدي العجاتي وزير الشئون القانونية والبرلمانية. وقوله إنه لا يشعر لها بأي دور. وأنه يجب إعادة تنظيمها. وقد أشرت بالأمس إلي أنه تولي رئاسة الهيئة سفراء عظام أمثال الدكتور محمد حسن الزيات والدكتور عصمت عبد المجيد. أما بقية من تولوا رئاستها من السفراء فقد كانوا شخصيات عادية. ولا أظن أنهم تركوا فيها أثرا إيجابيا ظاهرا. لأنهم يعتبرون اقامتهم فيها مؤقتة. حتي يجئ دورهم في الحركة الدبلوماسية لوزارة الخارجية. وفي نفس الوقت. تولي رئاسة الهيئة من غير السفراء شخصيات تركت بصمة واضحة علي عملها. ثم علي العمل الاعلامي كله. ومنهم علي سبيل المثال صفوت الشريف وممدوح البلتاجي. وفي كل الأحوال. كان الاتجاه الدائم إلي اختيار رئيس الهيئة من خارجها. سببا لإصابة العاملين فيها بالإحباط. فهم مهما أجادوا ولمعوا في عملهم. ووصلوا إلي أعلي الدرجات الوظيفية الداخلية في الهيئة. لا تظهر اسماؤهم علي الخريطة عند الترشيح لقيادة الهيئة. وقد كان رئيس هيئة الاستعلامات دائما. في مقدمة الوفد الاعلامي الذي يرافق رئيس الجمهورية في رحلاته الخارجية. بل كان في أوقات عديدة. هو المتحدث الرسمي في هذه الرحلات. الذي ينقل لاعضاء الوفد الاعلامي. وللصحافة الأجنبية ما دار في جلسات المباحثات بين الرئيس ونظرائه من رؤساء الدول الأجنبية التي يزورها. أين نحن من هذا كله الآن؟! إن أحدا. حتي من الاعلاميين لا يكاد يعرف اسم رئيس الهيئة الحالي أو من تولوا رئاستها قبله. ولا يكاد ان وضعت صورته بين صور شخصيات أخري دون تعريف. ان يتعرف علي شكله. ولا يكاد يأتي ذكر الهيئة إلا في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية. لأن اللجنة العليا للانتخابات اختارت مقر الهيئة ليكون مكان عقد مؤتمراتها الصحفية التي تعلن فيها نتائج الانتخابات. ويومها فقط يظهر شخص رئيس الهيئة علي الشاشات وهو يفتتح المؤتمر الصحفي. ويترك الأمر بعد ذلك لرئيس اللجنة. لقد أشرت بالأمس إلي أن الهيئة مؤسسة اعلامية كبري. وأنها تملك بنية اعلامية أساسية هائلة لكنها معطلة بفعل نقص التمويل. وأضيف اليوم: وبفعل غياب الهدف. والتخطيط. وعدم وضوح المسئولية. ان نقطة البداية في إعادة تنظيم الهيئة. الذي دعا إليه المستشار العجاتي. هي في تقرير تبعيتها المباشرة إما لرئاسة الجمهورية. أو لرئاسة مجلس الوزراء. ومن الأفضل إسناد رئاسة الهيئة لشخصية سياسية لها وزن. ولديها قدرة وخبرة علي التواصل مع الرأي العام المحلي والأجنبي. ومعرفة بكل وسائل الاتصال التكنولوجية. ولابد في كل الأحوال أن نعيد تحديد الهدف.. أو ماذا نريد من هذه المؤسسة الاعلامية الكبري. وكيف نحسن استثمار هذه البنية الأساسية الهائلة فيها. بالتخطيط السليم. لبلوغ هذا الهدف.