** سيدتي: قد لا تصدقين ما سأقوله لك ولكنها الحقيقة التي أعيش فيها حزينة ولا أعرف كيف أتصرف هل أترك البيت وأطلب الطلاق أم أظل أعاني من أجل أولادي وكلام الناس.. عمري 55 عاما متزوجة منذ 27 عاما من رجل محترم يكبرني بعشر سنوات ويعمل مهندسا في شركة بترول وهو الان علي المعاش ولدينا بنتان تزوجتا منذ عام.. حالنا ميسور والحمدلله.. المشكلة يا سيدتي وليدة أشهر ولكنها قاسية جداً فزوجي يغار عليَّ.. ما لم يحدث وأنا شابة يحدث الآن.. يغار علي من كل الناس.. إخوته الذكور وأولاد عمومتي وخالاتي.. بل أزواج بناتي.. كنا نستقبل هذه الغيرة بسخرية حتي تأكدنا أن الأمر حقيقة.. وذات يوم وجدته يضربني لأنني تكلمت مع زميلي في العمل وقال لي ألفاظاً حتي لحظة كتابة الرسالة وأنا لا أصدق أنه قالها.. فزوجي كان رجلا محترما طول عشرته معي وما يحدث الان لا مبرر له.. تحول الامر من الغيرة للشك وهذا ما لا أقبله.. بناتي سافرن للخارج مع أزواجهن حتي ان ابنته عندما أرسلت لي زيارة لأحضر ولادتها رفض وقال كيف تعيشين مع رجل غريب في بيت واحد وابنتك في المستشفي.. صدمني قوله وتصدمني كل تصرفاته فهو لم يعد يفعل أي شيء غير البذاءة التي لا أعلم من أين أتته. أرجو أن تدليني علي التصرف السليم فلا أحب البوح لصديقاتي خوفا من الشماتة فأنا كنت دائما أنصحهن بالصبر علي رجالهن وجاء دوري وأخشي من السخرية ومن الشماتة.. ردي بسرعة أكرمك الله. ** عزيزتي: هناك بعض الأمراض النفسية التي تصيب الرجال في سن الشيخوخة خاصة إذا كانوا ممن يعملون أعمالاً تشغل كل وقتهم وزوجك كان هكذا مفعما بنشاط ومركز وقوة بدنية.. ينتهي هذا كله مع الشيخوخة يتقبلها البعض ويرفضها البعض.. وزوجك ممن يرفضون هذا ويصبون جام غضبهم مما يحدث عليك.. لأنك أصغر منه بعشر سنوات.. وربما تتمتعين بصحة وجمال وحيوية مما يصيبه بالخوف من مقارنة يقع تحت وطئتها أو ان يراك مهتمة بنفسك أكثر منه.. هناك الكثير من الأمور التي تجعل زوحك المحترم بذيئاً وتجعله عنيفاً وتجعله شكاكا.. وبالطبع لن أنصح بالطلاق فالعشرة التي بينكما تسمح له بفرصة أخري وأسلوب آخر ومحاولة أخري.. العشرة يا عزيزتي التي جعلتكما كيانا واحداً لها حقوقها التي يجب ان تؤدين حقها.. اغفري له ما حدث وابدأئي معه بداية جديدة.. كوني معه ما يحتاجه منك.. أوليه المزيد من الاهتمام واطلبي منه أن تسافرا معا وأن تقضيا معا رحلة ووقتا ممتعا.. فهذه فرصة أن تتفرغي لنفسك وله وتسافرا واعتقد أنكما تستطيعان فعل ذلك.. سافرا خارج مصر وتقربي اليه.. أشعريه أنه هو ما تحتاجينه وأنك لا تنصرفين عنه إلا له وبه.. دعيه يشعر أنه لم يفقد اهتمامك بشيخوخته أو بتقاعده.. وأنها مرحلة يمر بها كل الناس وأنك تمرين بها قريبا.. كوني له السكن الذي خلقتما لبعضكما من أجله ولا تغضبي من لحظات ضعف يمر بها زوجك.