بعد العديد من المكالمات التي استقبلها أسبوعيا استوقفتني مكالمة من مدرس لغة انجليزية يروي فيها قصة الانتداب التعسفي الذي تعرضت له زوجته مدرسة اللغة العربية وانتهي معها بمأساة!! تحدث "سالم فتحي محمود محمد" من البحيرة شارحا: قبل بدء امتحانات الثانوية العامة في يونيه الماضي علمت زوجتي "سعاد محمود فاروق عبد الغني" بقرار انتدابها إلي إحدي لجان الثانوية بمدينة السادات منوفيه فأسرعت بتقديم تظلم لمديرية تعليم البحيرة - التابعة لها - أحملها فيه مسئولية أي مكروه قد يصيب زوجتي إذا ما أصروا علي تنفيذها الانتداب وأطالبهم فيه بتعويض خمسة ملايين جنيه!! في حال حدوثه! خاصة بعد أن رفضت لجنة التظلمات قبول إعفائها من امتحانات الثانوية في ضوء احقيتها في ذلك ابتداء من أنها تقيم باحدي قري وادي النطرون بالبحيرة ومقر لجنتها بالسادات أي علي مسافة 140 كيلومترا ذهابا وعودة مرورا بعدم توافر وسائل مواصلات مباشرة ومعتمدة تضمن سهولة التنقل والحركة وانتهاء بظروفها كسيدة حامل تنتظر مولودها الثالث بعد شهرين!! وبنبرة أسي يواصل الزوج المكظوم مشيرا إلي أن تخوفاته جاءت في محلها فمع تجاهل لجنة التظلمات بدمنهور لالتماسها تعرضت زوجته لولادة مبكرة وهي لاتزال في شهرها السابع ليتوفي علي إثرها المولود! ورغم مرور ستة أشهر علي الواقعة لم يفقد الاستاذ "سالم" الأمل في استجابة مجلس الوزراء ووزارة التعليم لمطلبه بالتحقيق مع لجنة التظلمات التي ألحقت بأم طفليه كل هذا الضرر ومنحها التعويض المالي المستحق. قضية أبلة "سعاد" ينبغي ألا تمضي دون مساءلة حتي لا تتكرر مأساتها مع غيرها خاصة وبحسب ما ذكره الزوج لنا أن هناك مدرسين تم إعفاؤهم من الانتداب دون وجه حق ليبقي السؤال عن الشفافية والعدل.! * تسبيحة قال ابن القيم رحمه الله: "هلكت جارية في طاعون فرآها أبوها في المنام فقال لها: يا بنيه أخبريني عن الآخرة فقالت: قدمنا علي أمر عظيم وقد كنا نعلم ولا نعمل ووالله لتسبيحة واحدة أو ركعة واحدة في صحيفة عملي أحب إلي من الدنيا وما فيها."