نحتفل هذه الأيام بذكري الأربعين لوفاة سيدة مصرية عظيمة قدمت الكثير لوطنها.. وكانت شعلة نشاط طوال فترات حياتها.. ألا وهي المرحومة حكمت أبوزيد التي توفيت عن عمر يناهز 96 عاما.. وجاءت وفاتها وسط أحداث عصيبة مرت بها مصر خلال الأسابيع الماضية لذلك لم يكن تشييع جنازتها علي الوجه اللائق بها. لا شك ان العديد من الأجيال الجديدة لا يعرفون شيئا عن هذه السيدة العظيمة التي لعبت دورا مهما في مرحلة فارقة من تاريخ البلاد. في أوائل الستينيات من القرن الماضي أصدر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قرارا جمهوريا بتعيينها أول وزيرة للشئون الاجتماعية وقد اثبتت من خلال هذا المنصب كفاءة منقطعة النظير وفتح نجاحها المجال واسعا أمام المرأة المصرية لتولي المناصب القيادية.. فقد استطاعت ان تحول الوزارة الي وزارة مجتمع وأسرة واقامت العديد من المشروعات التي مازالت مستمرة حتي يومنا هذا مشروع الأسر المنتجة ومشروع الرائدات الريفيات وغيرها وعندما حدثت هزيمة 1967 كلفها عبدالناصر بالاهتمام الكامل برعاية أسر الجنود الموجودين علي الجبهة.. وقد أطلق عليها لقب "قلب الثورة الرحيم". * وفي السبعينيات اختلفت بشدة مع الزعيم الراحل أنور السادات بسبب مبادرة السلام مع اسرائيل مما جعلها تتلقي أبشع الاتهامات حتي أطلق عليها ألفاظ الارهابية والجاسوسة والخائنة وتم وضع الحراسة علي جميع ممتلكاتها ومصادرة جميع املاكها بل واسقاط الجنسية المصرية عنها وعاشت في المنفي حوالي 19 عاما حتي عادت الي مصر واستردت جنسيتها المصرية وقد تم تكريمها في العديد من الدول العربية وأقام لها عاهل المغرب الراحل الملك الحسن احتفالا تاريخيا منحها خلاله سيفا من الذهب الخالص لا يوجد له نظير في العالم تقديرا لجهودها في رفع شأن المرأة العربية وعندما عادت لمصر عام 1992 فتحت لها صالة كبار الزوار بالمطار وتوجهت من المطار علي الفور الي ضريح عبدالناصر ليكون أول مكان تراه بعد عودتها الي مصر.. رحم الله المناضلة العظيمة حكمت أبوزيد ونتمني ان نري العديد من أمثالها من بنات ثورة 25 يناير.