هناك مقولة شهيرة لأمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب هي "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" قالها يوم حاول عبدالله بن عمرو بن العاص القائد العربي الذي فتح مصر الاعتداء علي أحد المصريين. ذكرتني هذه المقولة وأنا أري ظلماً بيناً يقع علي نجم كروي يعد أحد فلتات زمانه في اللعبة الشعبية وفي أكبر وأشهر الأندية المصرية والافريقية والعربية النادي الأهلي هو عماد متعب صاحب الموهبة الكبري والهداف البارز الذي يعيش مأساة حقيقية في النادي الذي نشأ وتربي فيه عندما صعد للفريق الأول منذ 13 سنة عام 2003 قدم خلالها مستوي طيباً وبات هداف الفريق والمنتخب وحقق مع فريقه بطولات محلية في الدوري والكأس وافريقيا لسنوات طويلة كان فيها هداف الموسم حتي أصبح أحد عناصر الجيل الذهبي في الفريق إلي جانب أساطير اللعبة أبوتريكة وبركات وكونوا مثلث الرعب الذي قدم أفضل مستويات الأهلي في السنوات الأخيرة حتي حقق مع الفريق 5 بطولات لدوري افريقيا وبطولة الكونفدرالية و4 ألقاب للسوبر الافريقي و7 للسوبر المصري و3 لكأس مصر و8 لبطولة الدوري وبمجموع بلغ 28 لقباً. لم يشفع كل ذلك لعماد متعب "34 سنة" أن يستمر مع الفريق بسبب سر خفي عند المدرب حسام البدري الذي من الواضح افتقاده "للكيمياء" مع النجم الكروي مند عاد أخيراً لتولي الإدارة الفنية للأهلي فتراه يحاول تجاهله في المشاركة في المباريات والتعمد لإحراجه أمام زملائه وهو كابتن الفريق حتي كان مران الاربعاء الماضي يوم خرج اللاعب عن شعوره وترك التدريب بعد تعمد المدرب تجاهله حتي في إشراكه بالتقسيمة الأخيرة قبل مباراة الإنتاج اليوم.. وبعد أن تسبب في مرضه بالقولون العصبي والذي يحرمه من أداء التدريبات بصورة جيدة بسبب تصرفات المدرب.. ليخلق مذبحة جديدة لإخراج النجم من الفريق كما فعلها صالح سليم من قبل مع طاهر أبوزيد في مذبحته الشهيرة كل ذلك لإجباره علي الاعتزال. وتتساءل الجماهير عن سر تصرفات البدري مع عماد متعب بالذات وهو لا يملك مهاجماً صريحاً قادراً علي أداء المباريات بصورة جيدة رغم وجود أعداد كثيرة في مركز الهجوم ورغم عددهم الكبير إلا أن أحداً منهم لم يستطع أن يملأ فراغ عماد متعب أمثال عمرو جمال وجون أنطوي ومروان محسن وحمدي زكي ومع ذلك تعاقد مع اللاعب النيجيري جونيور أجاي الذي لم يسجل غير هدف واحد بعد أن ضمه من الصفاقسي التونسي مقابل مليونين و500 ألف يورو ثم طالب بضم مهاجم جديد في يناير المقبل. ولا يعرف أحد ولا أعرف إذا كان حسام البدري يدرك جيداً خطورة موقفه خلال المباريات الباقية لنهاية الدور الأول حيث يواجه اليوم الإنتاج ثم الطلائع فالتعدين والشرقية ليكون ختام الدور الأول مع المقاصة وسموحة وإنبي والمصري ثم الزمالك وهي مجموعة فرق القمة والفريق يقدم هذا الأداء غير المرضي ويتعادل في لقاءين متتالين ثم يفوز بضربة جزاء ولم يستقر الآن علي تشكيل مناسب يستطيع أن يسيطر علي المباريات ومواجهة تحديات المنافسين المتربصين به من أجل خطف القمة. هذا بخلاف مشاكله مع بعض لاعبي الفريق الذين يتضامنون مع زميلهم عماد متعب أمام الدور السلبي للإدارة وخلافه مع لجنة الكرة وهما النجوم الأبرز في الأهلي الدكتور طه إسماعيل والدكتور أنور سلامة وخلافه معهما ورفضه تنفيذ توصياتهما والتمسك بطرد مجموعة من لاعبي الفريق في انتقالات يناير. ولاشك فإن تصرفات المدير الفني البعيدة عن مبادئ النادي الكبير سوف تعود علي الفريق بالسلب إذا لم يكن للإدارة موقف إيجابي لانقاذ النادي أمام تحركات أقطاب المعارضة واستعدادهم لإجراء انتخابات جديدة تعيد الأهلي إلي زمنه المشرف.