كان من الطبيعي أن يسعد ملايين المصريين من عشاق الساحرة المستديرة ليلة الفوز الغالي الذي حققه منتخبنا الوطني علي نظيره الغاني بهدفين نظيفين للنجمين الموهوبين محمد صلاح وعبدالله السعيد.. كون هذا الانتصار الرائع فتح الطريق علي مصراعيه أمام الفراعنة لتحقيق حلم اللعب مع عظماء الكرة العالمية بمونديال روسيا ..2018 ولكن بعد ان هدأت الأفراح.. وبات هذا الفوز من الماضي.. فلابد أن نتذكر ان حسم الصعود نهائياً للمونديال مازال في الملعب طالما ان عدد المباريات المتبقية من عمر التصفيات يفوز فارق النقاط وتلك هي الحقيقة التي يجب أن تدفعنا لعدم الإفراط في الفرحة.. وفي مقدمتنا بالطبع الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر ومعه لاعبوه فهم مطالبون باستعادة توازنهم النفسي والتركيز الشديد في ما هو قادم والاستعداد الجيد الذي يضمن لنا تحقيق حلم التأهل للمونديال وان يستعيدوا معاً شريط مباراتنا مع غانا ودراستها جيداً لمعرفة أهم الإيجابيات للتأكيد عليها والسلبيات لعلاجها.. وإذا كنا نتفق ان كوبر لديه قناعة باستراتيجية اللعب بطريقة دفاعية في المقام الأول والاعتماد علي الهجمات المرتدة كونه يري أنها الأنسب لإمكانيات لاعبينا انطلاقاً من القاعدة الكروية التي تقول إن الفرق الأقدر علي الدفاع وحماية مرماها من الإصابة بأهداف تكون دوماً الأقرب للفوز.. فلابد هنا أن نتفق أيضاً ان الهجمات المرتدة تحتاج لمهارة عالية وسرعة فائقة لدي لاعبينا بما يؤهلهم لتطوير أداء الفراعنة الهجومي عند الاستحواذ علي الكرة بما يجعل هذه الانطلاقات الهجومية تصل لمرمي المنافس وتتسم بالفاعلية والإيجابية والقدرة علي التهديف أقول ذلك لأن ما حدث في لقاء غانا منح لاعبيها فرصة كاملة في السيطرة والاستحواذ علي الكرة وعدم نجاح لاعبينا في المقابل في بناء العديد من الهجمات المرتدة التي تتسم بالخطورة.. وتلك مسئولية خط الوسط بقيادة عبدالله السعيد والنني وطارق حامد.. وان يكون هناك ربط بينهم وبين ثلاثي الهجوم من حيث قرب المساحات وحسن التصرف بدون كرة باختيار المساحات الخالية لتسهيل مهمة لاعبي الوسط في بناء الهجمات السريعة من خلال التمريرات السريعة.. وأعتقد ان التشكيلة التي لعبنا بها في الشوط الثاني تعد الأمثل لمجموعة اللاعبين الحالية ومعهم احتياطي استراتيجي مؤثر ويستحق الثقة أمثال كهربا ووليد سليمان وعمر جابر.. وحسام باولو وباسم مرسي وأري أن مباريات الدوري في المرحلة القادمة قبل ان تنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية يمكن ان تفرز بعض اللاعبين للانضمام للمنتخب مثل لاعبي الزمالك المتألقين حالياً الثلاثي محمود حمدي "الونش" المدافع الصلب لينضم لكتيبة الدفاع المتألقة حالياً بقيادة الفدائيين أحمد حجازي وعلي جبر ومحمد "دونجا" للانضمام للوسط وكذلك حارس المرمي الموهوب محمود جنش.. وان كان كوبر هو صاحب القرار النهائي في اختيار المجموعة التي سيتوجه بها إلي الجابون في يناير لخوض منافسات كأس الأمم الأفريقية والتي ننتظر ان ينافس فيها منتخب الفراعنة سعياً لتحقيق البطولة الثامنة في تاريخه وأعتقد ان وقوع كل من غاناوأوغندا في نفس مجموعتنا بالبطولة يعد فرصة جيدة لكوبر وكتيبته لتأكيد تفوقها أولاً علي غانا وثانياً التعرف علي الفريق الأوغندي عملياً في هذا المونديال الأفريقي قبل ان نخوض معه وباقي فرق الجموعة في تصفيات المونديال الروسي أمام كل من غانا والكونغو برازافيل ويمكن القول إن منتخبنا مرشح بقوة للعبور لدور الثمانية بالجابون ومعه غانا علي حساب كل من أوغندا ومالي وان هذا المنتخب يشكل صعوبة إلي حد ما ولكن أري ان الخط البياني لأداء الفراعنة في صعود مستمر ويملك القدرة علي الوصول للمربع الذهبي بالجابون.