لأنه الابن الوحيد لأسرة ثرية فقد نال حظاً وافراً من التدليل كل طلباته أوامر لابد وأن تنفذ في التو واللحظة ونشأ علي هذا الوضع منذ طفولته فأصبح عديم الشخصية لا يستطيع تحمل المسئولية حتي عندما ارتبط بعلاقة عاطفية وتزوج من فتاة أحلامه بعد قصة حب استمرت 15 عاماً إلا أن ذلك لم يشفع له عند زوجته التي لم تتحمل شخصيته الضعيفة وعدم تحمله المسئولية.. كذلك لجأت إلي الطلاق خلعاً بعد عامين فقط من الزواج وإنجابهما لطفلتها الوحيدة أكدت المهندسة أمام نادية محمد "خبيرة نفسية" بمكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بأن قصة حبهما بدأت مع المرحلة الثانوية عندما جمعتهما الظروف معاً في أحد المراكز التعليمية وبدأت علاقتهما بصداقة قوية متينة حتي أنهيا مرحلة الثانوية العامة والتحقت هي بكلية الهندسة بينما التحق هو بالاكاديمية حيث فشل في الحصول علي مجموع يؤهله لإحدي الكليات وكانا يجتمعان سوياً في النادي الاجتماعي الذي شهدت أروقته وملاعبه قصة حبهما وتعاهدهما علي الزواج عقب التخرج. مرت السنوات سريعاً حتي حصلت علي شهادة التخرج ولكن للأسف في المقابل كان يرسب في كل سنة دراسية ويضطر لإعادتها. وفي كل مرة تحاول البعد عنه يعاهدها علي الالتزام والتفوق حتي يحققا حلم عمرهما في الارتباط وحصلت علي وظيفة بينما هو مازال يحبو في إكاديمية.. وبدأت الشباب يتقدم لخطبتها ووقتها كانت لا تري سواه حبيباً لها.. فقد ملك عليها مشاعرها وأحلامها حتي أصبحت لا تتصور أن تبتعد عنه أو ترتبط بأحد غيره. بدأت المشاكل تعرف طريقها لأسرتها بسبب رفضها للزواج فاضطرت لمصارحتهم بمكنون صدرها وأنها تنتظر من خفق له قلبها ولا تريد سواه.. وحاولت أسرتها الضغط عليها للابتعاد عنه لأنه شخص لا يتحمل المسئولية ولا يعرف طريق الالتزام نتيجة تربيته الخاطئة إلا أنها لم تعرهم اهتماماً وأصرت علي انتظاره ولو كلفها ذلك عمرها كله. بالفعل انتظرته 15 عاماً حتي استطاع اخيراً ان يحصل علي شهادته الجامعية وبعد ان بلغت من العمر أكثر من 30 عاماً أوفي بوعده وتقدم إليها طالباً الزواج منها ولأنه لا يعمل فقد استطاع والدها ان يوفر له فرصة عمل بإحدي الدول العربية حتي يبدأ في الانفصال عنه أهله ويتحمل مسئولية الزواج وأعباء الأسرة. بالفعل تم زواجهما وسفرهما وأحست بأنها امتلكت الكون بين يديها بزواجها منه فقد تحقق حلمها في الارتباط بمن أحبته وتوهمت بأنها ستعيش في سعادة أبدية لا يشعر بها سوي المحبين.. وبدأت تحسد نفسها أن الله قد حقق أمنيتها الغالية في الحياة والتي تأخرت 15 عاماً كاملة هي عمر قصة حبهما. ولكن بعد عدة أشهر وعندما بدأ الجنين يتحرك في أحشائها اكتشفت بأن الصورة التي رسمتها لفارس أحلامها في خيالها لا تنطبق علي الواقع الذي تعيشه وتحياه. فها هو زوجها لا يتحمل أي مسئولية وضاق بعمله وسريعا ما تسبب في عدة مشكلات انتهت باستبعاده من العمل لتعود إلي موطنها وتبدأ في البحث عن عمل حتي تستطيع إعالة أسرتها بعد أن فشل في العثور علي عمل يناسب قدراته علي حد قوله وطالما ساندته أسرته وكانت تراه علي حق في كل تصرفاته. تحطم حلمها علي صخرة الواقع الأليم ولكنها لم تستطع الشكوي لأنه اختيارها وانتظرت علي أمل ان تضع مولودتها ويغير هذا من حاله إلا أن هذا الحلم لم يتحقق بل رأت أنها اصبحت عائل الأسرة الوحيد فهي تقوم بكل الأدوار خارج وداخل المنزل حتي مر عامان علي زواجهما لم تستطع بعدها تحمل معيشتها معه وتأكدت بأن شخصية زوجها تصلح للحب فقط وليس للزواج وتحمل المسئولية. فطلبت منه الطلاق ولكنه رفض لأنه لا يريد أن يبدو بمظهر الفاشل في حياته الأسرية لذلك لم تجد مفراً من طلب الطلاق خلعاً حتي تتخلص من وهم حبها وتستطيع ان تربي ابنتها بعيداً عنه.