* "المساء" استطلعت آراء خبراء السياسة والعلاقات الدولية بعد إعلان المجمع الانتخابي الأمريكي عن فوز "دونالد ترامب" برئاسة أمريكا وحصول الجمهوريين علي أغلبية مقاعد مجلس النواب. أكد الخبراء ان فوز ترامب يعد متغيراً مهماً في السياسة الأمريكية وعلاقاتها الدولية ولكن لا نتوقع أن يحدث تغيير سريع علي أرض الواقع وسوف يخوض صراعاً كبيراً مع المؤسسات والأجهزة الأمريكية وأهمها الإعلام. سوف يركز اهتمامه والاهتمام الأكبر في المرحلة الأولي من حكمه علي تحقيق مطالب الناخبين فيما يخص زيادة الإنتاج ودفع الاقتصاد. لكن سوف يتغير الموقف مع روسيا بالتعاون مع "بوتين" وخلق نوع من التهدئة مع روسيا وحل الملف السوري سياسياً. أضافوا: ان هناك بداية للتعاون مع مصر فيما يخص ملف مواجهة الإرهاب. أما خبراء الأمن فقد أكدوا ان وعود "ترامب" الانتخابية بمكافحة الإرهاب ليست أكيدة وسوف تتحدد السياسة الخارجية لأمريكا خلال الأيام القادمة مع مراعاة ان مصلحتها دائماً ما تكون هي المحرك الرئيسي لهذه العلاقات. * يقول د. محمد كمال "أستاذ السياسة جامعة القاهرة": فوز "ترامب" برئاسة الولاياتالمتحدة قد يحدث بعض التغييرات في قضايا الشرق الأوسط فالقضية السورية مثلاً سوف تجد مساحة من التعاون بين الولاياتالمتحدةوروسيا وربما تشهد نوعاً من التهدئة تمهيداً للوصول إلي حل سياسي لحل هذه الأزمة. أضاف د. كمال: هناك ملفات أهم سوف يركز عليها ترامب في بداية حكمه أهمها القضايا الداخلية الأمريكية وسيكون هناك اهتمام محدود بقضايا السياسة الخارجية وسوف يسعي إلي إحداث حالة استقرار في العالم بشكل كبير خصوصاً في القضايا الدولية المختلفة. أوضح كمال ان ترامب سيسعي أيضاً إلي تحقيق مطالب الناخبين الاقتصادية أما ملفات القضايا الخارجية فسوف يأتي في صدارتها الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب. المنافسة الاقتصادية مع الصين والتهدئة مع روسيا ولن يخلو طريق ترامب من عقبات وقيود سوف تؤثر بالضرورة في قراراته لكنه سيسعي إلي تجاوزها أو التكيف معها. * يقول د. سعيد اللاوندي "خبير العلاقات الدولية": إن "ترامب" سيسعي لوضع سياسة خارجية مغايرة وقد عبر عن ذلك خلال حملته الانتخابية ونيته في التقارب مع بوتين وتهدئة الأزمات المشتعلة والتعاون مع الصين وسيكون شريكاً أساسياً مع الرئيس "عبدالفتاح السيسي" في قضية الإرهاب. وسوف يضع البذور الأولي لتغيير السياسة الخارجية الأمريكية والتي تختلف تماماً عن سياسة أوباما بالشرق الأوسط والتي كانت بالنسبة له سوقاً لبيع الأسلحة. أضاف أنه لا يجب النظر والأخذ بما قيل عنه خلال مرحلة الدعاية الانتخابية والتصريحات التي حاولت شيطنته ولا يجب التعامل معه من منطلق أو رؤية "هيلاري كلينتون" فالمسألة اختلفت تماماً ونحن أمام واقع يجب التعامل معه ويوجد رئيس جديد للولايات المتحدة ولا نلتفت لما يثار بأنه لا يتمتع بالخبرة السياسية فنحن أمام رجل استطاع ان يبني نفسه ويكون رئيساً لدولة عظمي "فهيلاري كلينتون" كانت منخرطة بالسياسة ولم ينفعها ذلك فكانت عضواً أساسياً أثناء فترة توليها وزارة الخارجية وأسهمها في خلق "تنظيم داعش" وضلعاً مهماً يؤيد الإخوان ويتفق معهم لكن "ترامب" وبعده عن السياسه أفضل بكثير حتي يرفض دخول الولاياتالمتحدة في عداوات مع العالم العربي. * أما د. أحمد عز الدين "خبير في الشئون السياسية والاستراتيجية" فيقول إن تنفيذ ما تعهد به "ترامب" خلال حملته الانتخابية علي أرض الواقع بعد فوزه بالرئاسة غير دقيق. فهناك مؤسسات قد تكون عائقاً في طريقه بصورة مباشرة وسوف يخوض صراعاً كبيراً مع هذه الأجهزة الموجودة وينتظرون منه الكثير فيما يتعلق بالإنتاج والأمن بالإضافة إلي موقف المؤسسات الإعلامية منه والتي كانت تهاجمه بشدة خلال حملته الانتخابية. أضاف عز الدين انه لا يتوقع ان يحدث تغيير استراتيجي كامل ولكن الأهم مع نجاح "ترامب" ان هناك متغيراً جديداً يحدث خاصة موقفه تجاه روسيا ويري في "بوتين" شخصاً يمكن التعاون معه وكما أنه وجد في القيادة المصرية شخصاً قوياً يستطيع ان يتعاون معه. أما ما يتعلق بالأزمة السورية والعراق فترامب مستعد للاتفاق مع بوتين لحل الأزمة السورية وهدم المخططات المتعلقة بجبهة النصرة. وهذا يتعارض مع وجهة النظر الأمريكية في عهد أوباما التي كانت تنظر لجبهة النصرة علي انها "تنظيم معتدل" ولكن "ترامب" يري أنها تنظيم إرهابي. أوضح عز الدين ان فوز الحزب الجمهوري بالأغلبية في البرلمان سيساعد "ترامب" كثيراً لتحقيق ما يتطلع إليه في قضايا كثيرة وسيكون الاعتراض فقط من أجهزة الدولة التقليدية. * أكد اللواء أحمد رجائي "خبير مكافحة الإرهاب" ان فوز ترامب لن يغير كثيراً من سياسات الولاياتالمتحدة الخارجية لأنها دولة تحكمها وتتحكم بها مؤسسات راسخة بالإضافة إلي مصالحهم العليا وما وعد به ترامب أثناء الحملة الانتخابية ينبغي ألا نعول عليه كثيراً فتصريحاته في مكافحة الإرهاب جاءت كدعاية انتخابية ولكن الوضع في سوريا علي سبيل المثال وكيف تصنف أمريكا الإرهابيين هناك فهي تساند الجيش الحر وتري أنه معتدل وروسيا تساند الحكومة السورية وتري في بقائها الحل. أضاف رجائي ان مشكلات الإرهاب في الدول العربية لن تحل سوي عن طريق العرب أنفسهم وأي تدخلات خارجية يحكمها المصالح وحسابات المكسب والخسارة لذا يجب ألا نعول كثيراً علي سياسات ترامب ودعونا ننتظر القادم. * يقول اللواء أحمد خضر "الخبير الأمني" نتمني أن تكون وعود "ترامب" صادقة وتتواكب مع الظروف الحالية التي يمر بها الشرق الأوسط وما يعانيه من إرهاب في سوريا والعراق وليبيا والذي يعرّض هذه الدول للانهيار. يري خضر ان وعود ترامب للرئيس السيسي خلال الفترة الماضية بالتعاون في ملف مكافحة الإرهاب وإعادة العلاقات المصرية الأمريكية لما كانت عليه في السابق وهذا ما قد نشهده في الفترة المقبلة. أضاف خضر ان هناك مشاكل كثيرة يعاني منها العالم علي رأسها الإرهاب الذي ضرب دولاً كثيرة ونتمني وجود تعاون بين الدول العظمي وآلية منظمة لمكافحته وأري أن الفترة القادمة قد تشهد تحسناًپبين روسياوأمريكا ستنعكس بالتأكيد علي محاربة الإرهاب ومساعدة الدول التي تعاني منه مثل مصر.