علي الرغم من النجاح الكبير والشهرة الواسعة التي حققتها السهرات الدرامية في التسعينيات مثل "زواج علي ورق سوليفان". و"جواز سفر أمريكاني". وغيرها.. إلا أن فكرة السهرات تراجعت تماماً حتي وصلت لدرجة الاختفاء التام. ما جعل العديد من القنوات الآن تذيع بعضها باعتبارها كنوزاً درامية قديمة. "المساءالأسبوعية" ترصد آراء صُنَّاع الدراما حول أسباب اختفاء مسلسلات السهرات. * الفنانة فردوس عبدالحميد: القنوات الفضائية الآن تعتمد اعتماداً كلياً علي المسلسلات الموسمية طويلة الحلقات والتي تحقق لتلك القنوات عائداً مادياً كبيراً للغاية لا يمكن تحقيقه بعرض السهرات الدرامية. مضيفة: السهرات الدرامية تسويقها وهامش ربحها سيكون ضعيفاً جداً مقارنة بالنوعيات الدرامية الأخري ولكنها تظل نوعاً درامياً مهم حقق نجاحاً كبيراً وإذا تمت إعادة إنتاجه من جديد بالتأكيد سيلاقي نجاحاً لأن الجمهور يحب دوماً ما يذكِّره بالماضي. * الكاتب والسيناريست بشير الديك: السهرات الدرامية الآن تواجه العديد من المشكلات أبرزها عدم إقبال المنتجين علي خوض تلك التجربة. وخوفهم من عدم إمكانية تسويقها بعد الانتهاء من تصويرها. هذا بخلاف بعض الصعوبات الأخري مثل طول فترة التصوير التي تعرض فريق العمل للاجهاد بخلاف احتياجها لتكلفة مادية كبيرة حتي تخرج للجمهور بشكل جيد. إضافة لتفضيل الفنانين أنفسهم النوعيات الدرامية الأخري التي أصبحت منتشرة علي الفضائيات ويتم الإعداد والتسويق لها بشكل جيد. * المخرج أحمد خضر: السهرة التمثيلية اختفت منذ سنوات عدة بسبب انتشار القنوات الفضائية وتعددها واعتمادها علي مسلسلات درامية جديدة الشكل والمضمون علي المشاهدين. فتارة نشاهد المسلسل التركي وتارة نشاهد الهندي وغيرها من المسلسلات المستوردة التي تبتعد عن واقعنا الاجتماعي كثيراً. مضيفاً: ان السهرات الدرامية علي عكس ما يعتقد البعض فهي تحتاج لمخرج متمكن وسيناريو مكتوب بدقة وحرفية. خاصة أن أي سهرة تعتبر مثل فيلم سينمائي مركز له حبكة بداية ونهاية. بخلاف احتياجها لتفرغ النجوم المشاركين بها حتي يخرج العمل في النهاية بالشكل المطلوب. * المخرج محمد فاضل: للأسف الشديد التليفزيون مسئول بشكل كامل عن اختفاء تلك النوعية من الأعمال وأهمل إنتاجها وعرض الكثير منها وأنا شخصياً لي سهرة باسم "سكة الجوع" تأليف الراحل أسامة أنور عكاشة وحتي الآن لم تعرض. مضيفاً: للأسف التليفزيون أصبح مفرغاً ومترهلاً ويعاني من ضعف شديد فلا هو قادر علي المنافسة وإنتاج أعمال تليق بمكانته التي يجب أن تكون ولا هو قادر علي خلق مناخ جديد قادر علي خلق جذب المشاهد. ورغم أن السهرات تعتبر من أجمل وأهم أنواع الدراما إلا أن الاهمال الذي تعرضت له والعزوف عن إنتاجها جلها تختفي دون رغبة الكتاب والمخرجين الذين يعتبرونها قيمة فنية كبيرة. * محمد العمري رئيس شركة صوت القاهرة: للأسف الشديد عدم التمويل الكافي لشركات الإنتاج الحكومية جعلها مقيدة ولا تستطيع القيام بأبسط أعمالها في إنتاج أعمال جديدة سواء كانت سهرات تليفزيونية وأعمالاً درامية. مضيفاً شركة صوت القاهرة علي سبيل المثال عليها الملايين من المديونيات الموروثة من المجالس السابقة وحتي الآن نحن لا نستطيع تسديد مستحقات الفنانين عن أعمال تم تصويرها قبل أربعة وخمسة أعوام. وهناك العديد من المشكلات الأخري ورغم ذلك نحن نحاول ونعمل ب "أيدينا وأسناننا" كما يقولون لكن ضعف التمويل عائق رئيسي كبير أمام عملية الإنتاج. مضيفاً: السهرات الدرامية شكل درامي جيد جداً. وارتبط به الجمهور لسنوات ولكن للأسف الشديد حتي لو تم إنتاجه وإعادة تقديمه من جديد فكيف سيتم تسويقه وسط طوفان الفضائيات الباحث عن الربح والإعلانات والمسلسلات طويلة الحلقات وغيرها من الظواهر والأعمال التي أصبحت بعيدة في أفكارها عن مجتمعنا ولا تمثل شرائحه الاجتماعية المختلفة.