يقول الله سبحانه وتعالي في سورة "قريش" "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".. الله سبحانه وتعالي قدم الطعام علي الأمان لأنه أدري بالطبيعة البشرية واعطانا درساً في كيفية التعامل مع البشر والحياة. أقول هذا بمناسبة ردود أفعال المسئولين علي الأزمة المصطنعة نعم المصطنعة والتي ترتب عليها عدم وجود السكر والارز وارتفاع اسعارهما بشكل مبالغ فيه نتيجة احتكار بعض رجال الأعمال لهذه السلع وظهور الدولة بمظهر الضعيف غير القادر علي مواجهتهم.. وأنا من المؤمنين بأنه عندما تكون السلعة موجودة بأي سعر فهذا يؤكد أنه لا أزمة في وجود السلعة بل الأزمة في غياب الرقابة والضمير والدولة فلا يعقل أن تختفي سلعة ما في يوم وليلة..ونلقي بالشماعة علي الإخوان والاقتصاد الحر وعدم التسعير أو الرقابة. والأمر الغريب أن ردود أفعال المسئولين وأقوالهم تزيد الأمور اشتعالاً فبدلاً من ظهورهم بمظهر القادر علي ضبط الدولة والأسواق فإذا بهم يلقون بالمسئولية علي المواطن الغلبان الدايخ للعثور علي السلعة ويقومون بتخيير المواطن بين الجوع أو الفوضي والعيش في معسكرات اللاجئين تماماً مثلماً قال وزير التموين "استحملوا شوية وحافظوا علي الاستقرار بدل ما نقعد في معسكرات اللاجئين".. ثم قال في موضع آخر "بلاش محشي دلوقتي" ولا أعلم هل تدخل مثل هذه التصريحات تحت بند الاستفزاز أم الهدوء. وعتابي الأكبر علي الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يطالب المواطنين بالتحمل وأقول له يا سيادة الرئيس هذا الشعب قادر علي التحمل وتحمل الكثير ولكن وقت أن كان الأمر يستحق التحمل فهذا الشعب لم يشك من نقص سلعة أو رداءتها أيام النكسة وطوال الاستعداد لحرب أكتوبر 1973 بل ان التاريخ يؤكد أن أقسام الشرطة لم تسجل محضر سرقة أو خلافه طوال أيام الحرب.. والمواطن علي استعداد للتحمل يا سيادة الرئيس بل وعلي استعداد للصوم إذا كانت هناك فريضة أما أن نترك مجموعة من المحتكرين رجال الأعمال يتلاعبون فهذا ما لا يرضي أحد.. السلع موجودة بدليل الكميات الماهولة التي يتم ضبطها. أخيراً وليس آخرا أنا أعلم أن هناك مؤامرات عديدة تحاك ضد مصر ولكن الخطر الأكبر يأتي من أن هناك عناصر داخل الدولة تتآمر عليها.. سواء بالأفعال أو الأقوال.. أقول هذا وأنا أعلم علم اليقين أن 11/11 سيمر بلا أي مشاكل وأن هذه الدعوي الوهمية ستمر كغيرها ولكن أرجو ممن يحيطون بالرئيس وممن يدعون أنهم يتحدثون نيابة عنه من مذيعي الفضائيات أن يكفوا عن انتقاد المواطنين وسكب الزيت علي النيران المشتعلة فهؤلاء أخطر علي البلاد من الأعداء الخارجين. تبقي نقطة أخيرة تتلخص في سؤال انتظر الإجابة عنه لماذا خرج الأستاذ مكرم محمد أحمد علينا ليقول مؤخراً أن تأمين جزيرتي تيران وصنافير المصريتان بعد انتقالهما إلي السعودية سيكون من اختصاص إسرائيل مضيفاً أن سلمان رفض زيارة مصر قبل صدور قرار جمهوري بأن الجزيرتين سعوديتين.. اتساءل عن المغزي والتوقيت؟! هناك نماذج كثيرة ولكن المساحة قليلة. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.