يبدو أن الدولة مبسوطة جدا من حالة المرور في القاهرة والجيزة.. فالسير عكس الاتجاه اصبح لا يمثل مشكلة لها.. والحوادث التي تقع نتيجة لذلك تجعلها تشجع هذا الانفلات.. وظهر أن رجال المرور لا يظهرون إلا في وقت الذروة باستمرار في الشوارع الرئيسية فقط.. ويتركون شوارع مهمة في حالة فوضي مستمرة. هل أخذ رجال المرور اذنا بالتغيب عن أداء مهامهم في تلك الشوارع وفضلوا الراحة علي حساب هذا الشعب.. ولسان حالهم يقول: وايه يعني لما تحصل فوضي في المرور؟! والسير عكس الاتجاه لا يمثل لنا أية مشكلة.. والناس عندما تشتكي من ذلك يكون الرد: وايه يعني!! طول عمرنا نشكو من هذه الفوضي والناس تتخبط مع بعضها ثم ينفض الاشتباك حتي لو ادي ذلك إلي بعض الوفيات والاصابات!! رجال المرور لا يتحركون إلا باشارة خاصة من السيد اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية.. فإذا نبههم إلي شيء يسارعون بتلبية ندائه ويكثفون تواجدهم في المنطقة لمدة يوم او اثنين ثم يعودون ادراجهم وكأن شيئا لم يكن. ليس الأمر مقصورا علي السير عكس الاتجاه فنحن شعب صاحب مزاج يفعل ما يحلو له ولا راد لانحرافه.. قف في الممنوع ولا يهمك.. الشارع به صفان للوقوف فيتحول بقدرة قادر إلي اربعة أو خمسة صفوف.. ولا يتسع إلا إلي سيارة واحدة عند مرورها.. وهنا يصدم صاحب السير بمخالفات زائدة عن الحد ويصبح السير عكس الاتجاه هو الاصل والسير طبقا للقواعد هو الفرع.. ويا ليت الأمر ينتهي عند ذلك لكنك تجد السائرين عكس الاتجاه هم يبادرون بسب واهانة السائرين طبقا للاتجاه المحدد. رجال المرور عندما تواجدوا بالصدفة في احد الشوارع امسكوا بسائق تاكسي لمدة ربع ساعة طالبين منه الرخص.. وفي نفس الوقت تركوا الباشوات اصحاب السيارات الملاكي يجتازون الشارع عكس الاتجاه ويمرون امام رجال المرور عيني عينك.. حد يقدر علي الباشوات في هذا البلد؟! أقول لمحافظ القاهرة الجديد السيد عاطف عبدالحميد انك كنت تحلم يا سيدي عندما قلت سأضبط شوارع القاهرة وأنا كفيل بذلك!! هل تقدر يا سيدي المحافظ ان تمنع عشرات الميكروباصات التي تغلق شارع جمال حمدان بالحي العاشر في مدينة نصر وتسد مخارج الجراجات الموجودة أسفل المنازل فلا يستطيع راكب السيارة أن يخرج من بيته!! هل تقدر يا سيدي أن تمنع هؤلاء السائقين من التبول عيني عينك في عز النهار أمام البيوت في ذلك الشارع فتخجل النساء من الظهور في الشرفات!! اتحداك يا سيدي لو فعلت ولن تفعل!! ظاهرة التوك توك التي توغلت في شوارع وسط العاصمة عيني عينك.. واصبحت كالجرذان عندما تخرج من جحورها.. هل تستطيع أن توقف سيارات التوك توك.. أبداً والله لن يحدث!! شوارعنا تحولت إلي سباق الدراجات البخارية يركبها شباب لا يقدرون المسئولية يجرون بها في وسط الشارع علي الاطار الخلفي فقط ويصدرون اصواتا مزعجة من تلك الدراجات تقلق راحة الناس في البيوت.. فيقول الناس: هذا قدرنا.. سكن في شارع غابت عنه الشرطة وتركت الشباب يمرحون فيه طوال الليل. هل استطيع أن أناشد رئيس المباحث في العاصمة وللأسف الشديد لا أعرف اسمه أن يتدخل لمنع شرب المكيفات في الشارع الذي نسكن فيه؟! هل استطيع ان أناشد أن يتدخل لانقاذنا من فوضي الموتوسيكلات؟! المرور يا سيادة اللواء قائد هذا القطاع يسير عكس الاتجاه في ظل الشوارع واسأل سكان شارع جسر السويس حيث يقول الناس: يارب.. هل من مغيث امام حديقة بدر.. وكذلك العاشر من رمضان.. وبقية الشوارع حيث يتحدي الناس كل القوانين ويسيرون علي مزاجهم الخاص دون رادع.