بالرغم من مرور عام ونصف العام علي رحلة العذاب التي فرضها مسئولو هيئة النقل العام علي الاهالي وركاب الترام بعد غلق محطة الرمل وتوقف العمل بها للتطوير واجبار الاهالي علي السير لمسافة تزيد علي ال100 متر لاستقلال الترام من محطة القائد ابراهيم الا ان اعمال التطوير لم تنته حتي الان مما يتسبب في معاناة الالاف يوميا من المرضي وكبار السن لاستقلال الترام وقضاء لوازمهم.. فبدلا من مراعاة موقع المحطة وما تخدمه من قطاع كبير من المواطنين لقربها من المستشفيات والمدارس وتنظيم العمل في نوبتجيات مستمرة لاعادة المحطة سريعا الي الخدمة لرفع المعاناة عن الاهالي تم غلقها علي مدار عام ونصف العام قامت "المساء" برصد معاناة الاهالي وفي البداية يقول علي سالم 63 سنة: رحلة عذاب اقطعها يوميا لاستقلال الترام من محطة الرمل للذهاب لعملي باحدي الورش بمنطقة الابراهيمية فبالرغم من مرور عام ونصف علي غلق محطة ترام الرمل الا ان اعمال التطوير لم تنته كما انه لم تظهر اي ظواهر للتطوير او مراحل بقرب انتهاء الاعمال وافتتاحها فمنذ ان تم غلق المحطة قامت الهيئة بوضع اسوار من القماش حول المحطة لكونها منطقة عمل ولكن لم الاحظ اي حركة لعمال او معدات تعمل في التطوير الذي تم غلق المحطة من اجله وهدم المحطة التراثية القديمة التي كانت تعتبر من أهم معالم الاسكندرية. السيدة سليمان موظفة 53 سنة من ذوي الاحتياجات الخاصة: ان الهيئة العامة للنقل لاتنظر لراحة او خدمة الاهالي حيث ان غلق محطة ترام الرمل لمدة تزيد علي العام والنصف اكبر دليل علي ذلك لافتة إلي أنها لاتستطيع السير بشكل طبيعي لكونها من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكنها تضطر إلي قطع رحلة العذاب من محطة ترام الرمل المغلقة الي محطة القائد ابراهيم لاستقلال الترام. سعدية ابوالخير ربة منزل: ان قائدي عربات الترام يقومون بالوقوف خارج رصيف المحطة ويطالبون الركاب باستقلال العربات مما يشكل صعوبة علي كبار السن لارتفاع مسافة عربات الترام عن الارض وعدم وجود رصيف كما ان ذلك غير آمن علي مستقلي عربات الترام سواء من تلاميذ المدارس او الشباب متسائلة عن وجود مسئول او ناظر للمحطات لمراقبة عمل قائدي عربات الترام. مرسي عبدالعزيز بالمعاش ان محطة ترام الرمل تعاقب علي فترة تطويرها وغلقها ثلاثة محافظين ولم نجد واحداً منهم يهتم بانهاء الاعمال بها بعد ان تحولت من محطة تراثية ومزاراً يقصده زوار المدينة الي اطلال ومنظر قبيح يشوهه قلب المحافظة مشيرا أن العاملين بالهيئة اكدوا وقت ان تم غلقها بان اعمال التطوير ستستغرق ثلاثة اشهر علي اقصي التقديرات وكانت هذه المدة مبالغ فيها علي تطوير محطة ترام وبسبب غياب المتابعة من المسئولين سواء الحي أو المحافظة ظلت محطة ترام الرمل الرئيسية مغلقة لاكثر من عام ونصف لافتا انه اذا كان السبب هو عدم توفير السيولة المالية للانتهاء من الاعمال فما كان هناك داع لبدء مشروع التطوير او هدم المحطة القديمة الا بعد توافر السيولة اللازمة للمشروع بالكامل خاصة ان المحطة القديمة كانت بحالة جيدة ولا كانت تحتاج أي اعمال صيانة. محمود معتمد بالمعاش: ان غلق محطة ترام الرمل تسبب في تأخر مواعيد الترام بطول الخط بشكل عام وذلك لقلة تحويلات الترام بآخر الخط مما يتسبب في تكدس عربات الترام امام محطة القائد ابراهيم وخلو باقي المحطات وتكدسها بالركاب لتأخر الترام لافتا أن غلق محطة ترام الرمل لمدة عام ونصف وتعرض الاهالي وكبار السن للمعاناة وتأثر خط الترام بالكامل بسبب غلق محطة رئيسية ازمة يجب حلها خاصة وان الترام يعتبر احد مرافق المواصلات الهامة بالاسكندرية والتي يستقلها جميع الفئات الغني والفقير. اشار محمد عبدالغني موظف الي ان جميع قرارات الهيئة العامة للنقل اصبحت تؤرق المواطن وبدلا من ان توفر له سبل الراحة والنقل تقوم باستغلاله وتؤرقه حيث كانت البداية بزيادة اسعار التذكرة من 25 قرشا الي 50 قرشا ثم ابتداع تقاليع غير مبررة ومنها الترام كافيه والترام جاردين وغيرها لجمع الاموال وفرض رسوم خمسة جنيهات لكل تذكرة وكانت احدث التقاليع التي قامت بها الهيئة العربات المميزة لرفع التذكرة من 50 الي 100 قرش وبعد ان قامت برفع الاسعار قامت بغلق محطة ترام الرمل التراثية التي كانت تعتبر مزارا يقصده كل سكندري وزائر للمحافظة لكونها كانت في الماضي من افضل المناطق الترفيهية وبعد ان قامت الهيئة بهدم المحطة تركت الميدان مشوه لاكثر من عام ونصف. تقول شادية السيد موظفة: انني اقوم مرتين اسبوعيا بزيارة مستشفي الاميري الجامعي للخضوع لجلسات العلاج الطبيعي وافضل استخدام الترام لكونه انسب وسيلة مواصلات ولكن اصبح استقلاله رحلة شاقة للسير مسافات طويلة. هدير شعبان طالبة بمدرسة المنار الثانوية أكدت أنها تقطع يوميا رحلة شاقة وهي تحمل الادوات والحقيبة المدرسية من وإلي محطة الترام الي المدرسة وذلك بعد غلق محطة ترام الرمل مطالبة بضرورة اعادة عمل المحطة من جديد قبل بداية الموسم الشتوي الذي سيضاعف من المعاناة خاصة خلال سقوط الامطار. قال اللواء خالد عليوة رئيس هيئة النقل العام بالإسكندرية انه سيتم البدء في تنفيذ مشروع تطوير ترام الرمل واعادة تأهيله بقرض 300 مليون يورو من الوكالة الفرنسية للتنمية وبالتعاون مع البنك الأوروبي. اضاف عليوة ل "المساء": ان المشروع سيحدث طفرة غير مسبوقة في النقل الجماعي ويساهم في حل الأزمة المرورية التي تعاني منها الإسكندرية لافتا أن متوسط الركاب يوميا لمرفق الترام يصل إلي 180 الف راكب يحتاج لنقلهم ل 265 اتوبيسا مما يتخطي سعة الطرق والشوارع بالمحافظة كما ان ذلك سيتسبب في حدوث أزمة مرورية وبيئية وحرق وقود مدعوم من الدولة فضلا عن ضرورة توفير ساحات انتظار للركاب غير موجودة حاليا واهدار الوقت والمجهود للركاب والأفراد فكان الحل الوحيد هو تطوير مرفق الترام علي أن يكون جاذبا للركاب ويوفر لهم الوقت والجهد بالتحرك داخل المدينة بواسطة الترام وشبكة النقل العام والنقل الجماعي بدلا من السيارات التي تتسبب في الأزمات المرورية ولذلك فإننا نستهدف زيادة ركاب الترام يوميا إلي 300 ألف راكب بدلا من 180 الفًا فقط كوسيلة آمنة ورخيصة وصديقة للبيئة. استعرض عليوة المشروع بعد الانتهاء من التصميمات الهندسية الخاصة به حيث سيتم حل أزمة جميع المزلقانات التي تتقاطع مع طرق مرور سيارات والتي يصل عددها إلي 37 مزلقانًا وذلك بإنشاء كباري علوية للترام أو انفاق تحت الأرض واشارات الكترونية حتي يكون للترام طريق مستقل عن طريق السيارات وذلك بالاضافة إلي رفع كفاءة محطات الركوب وتجديد البنية التحتية بالكامل سواء الورش أو السكة الحديد للترام والشبكة ومحطات الكهرباء فضلا عن استيراد احدث عربات الترام بالعالم وزيادة التقاطر من 8 و10 دقائق إلي ثلاث دقائق فقط فضلا عن زيادة سرعة الترام من 12 كيلو مترا في الساعة إلي 21 كيلو في الساعة وتقصير زمن الرحلة التي تستغرق 90 دقيقة إلي 32 دقيقة فقط. اضاف ان مدة المشروع أربع سنوات سيتم علي مرحلتين الاولي من منطقة مصطفي كامل حتي فيكتوريا والمرحلة الثانية من مصطفي كامل حتي المنشية.