صدمة لم تكن متوقعة.. صورها فريق الزمالك لجماهيره بعد تلقيه ثلاثة أهداف دون رد في مواجهته الرسمية أمام صن داونز الجنوب افريقي في ذهاب نهائي دوري ابطال افريقيا الذي أقيم بينهما. وقع الجهاز الفني في اخطاء ساذجة كلفته الخسارة الفادحة والتي احزنت جماهير الزمالك واكدت أن مؤمن لم يتعلم الدرس من هزيمته أمام الوداد المغربي في إياب نصف النهائي ولعب بتشكيل سهل مهمة منافسه الذي امطر شباك الأبيض بثلاثة أهداف جاء في الدقائق 31 و40 و46 عن طريق اندري لافوي ولانجرمان ثم اسلام جمال في مرماه. وخرجت جماهير الزمالك وهي غير مصدقة لما حدث وتضرب كفا بكف حيث يردد بعضها أن بطل مصر غير قادر علي حصد اللقب الافريقي وانه ليس علي قدر البطولة الكبيرة.. ووجه بعضهم اللوم لمؤمن سليمان قائلاً له: تاني يا مؤمن.. أو يا سليمان.. الزمالك تعبان. وبالفعل اختار مؤمن تشكيلا لا يليق بخطورة المنافس ولعب بحثاً عن فوز صعب فخسر كما تسبب في اضعاف مستوي بعض اللاعبين.. بجانب تراجع مستوي البعض مثل الحارس الشناوي الذي يسأل عن الهدف الثاني.. وابراهيم صلاح الذي بات ثغرة في وسط الزمالك. كانت السيطرة كاملة في الشوط لصاحب الأرض الذي تحرك بكل قوته بعد عشر دقائق وتلاعب بالزمالك الذي بدا هادئاً ومستسلماً واختفي نجومه بسبب خطة مؤمن سليمان. وفي الشوط الثاني واصل الفريق الجنوب افريقي سيطرته حتي غير مؤمن من فكره وخرج شيكابالا وباسم مرسي ولعب مصطفي وفتحي ورمزي خالد فظهرت بعض ملامح الخطورة للزمالك ولكنها لم تستمر حيث شهدت الدقائق الأخيرة سيطرة تامة من جانب صن داونز الذي كان قريباً من الهدف الرابع وتلاعب بالزمالك المجهد حتي اطلق الحكم صافرة النهاية. جاءت بداية الشوط الأول سريعة وقوية من جانب لاعبي صن داونز الذي وضح أنه يلعب من أجل تقديم عرض قوي وايجابي وخطف أكثر من هدف.. بينما حاول الزمالك فرض سيطرته بحثاً عن إيجاد فرص للإستحواذ والتحضير داخل وسط ملعب صن داونز عن طريق ستانلي وأيمن حفني وباسم مرسي وشيكابالا . ركز أبناء صن داونز علي الدعم والمساندة الهجومية للاعبين علي مرمي أحمد الشناوي بحثاً عن فرص أكيده لهز شباك الزمالك الذي بدا دفاعه متواضعا جداً ومرتبكا فضلا عن غياب الربط بين الخطوط الثلاثة للزملكاوية داخل الملعب. ينشط أداء صن داونز بفضل إنطلاقات الثنائي فامانبياك وكيكانا ومن خلفهما دولاي صامويل بابوندا من أجل الضغط علي مرمي الزمالك وإيجاد ثغرات تترجم إلي أهداف. وفي المقابل باءت بالفشل محاولات الزملكاوية في تدارك الأخطاء الأمر الذي أدي لإحراز صن داونز الهدف الأول بالدقيقة 31 من تصويبة أندري لافوي مستفيداً من خطأ قلبي الدفاع الزملكاوي إسلام جمال وعلي جبر. ينجح لاعبو الفريق الجنوب أفريقي من محاصرة الزمالك في وسط ملعبه ومباغتة مرمي الشناوي بحثاً عن إيجاد فرص للتعزيز وهز الشباك الزملكاوي. بالرغم من استحواذ صن داونز إلا أن الزمالك كانت له بعض الفرص لكن لم يفلح الثنائي باسم مرسي وستانلي في فك شفرة دفاع بطل جنوب أفريقيا. تظهر حالة من التراخي والسلبية بين صفوف الزمالك ترتب عنه دفاع "هش" ووسط ملعب "مفكك" فضلا عن غياب شيكابالا عن خطورته المعتادة والتي كانت أحد أسباب الأداء المتردي الذي ظهر به أبناء القابلة البيضاء. وفي الدقيقة 40 يتألق لانجرمان من متابعة الكرة وتسديدها لتسكن شباك أحمد الشناوي البعيد عن مستواه محرزاً الهدف الثاني لصن داونز والذي يتحمل مسئوليته الحارس الزملكاوي. تزداد خطورة صن داونز من الناحية اليسري وتظهر الإيجابية والفاعلية علي مرمي الزمالك بحثا عن الهدف الثالث بسبب فشل الدفاع الزملكاوي في إيقاف زحف أوين وسابو ونبياك الذين استطاعوا إزعاج الشناوي حتي نهاية الشوط الأول. مع إنطلاق الشوط الثاني قام صن داونز بتكثيف هجماته علي مرمي الزمالك من أجل إيجاد ثغرة جديدة للتهديف وهز شباك المرمي حتي يتمكن من قطع شوط كبير في مشواره نحو حصد اللقب الأفريقي وحمل الكأس بالجولة الثانية من نهائي البطولة. واصل فريق بطل جنوب أفريقيا روح التحدي لغريمه الزمالك بفرض السيطرة والتصدي بقوة لمحاولات أبناء القافلة البيضاء في أجواء اللقاء بحثاً عن إحراز "هدف" تغيير المسار الذي فشل الزملكاوية في إدراكه أيضاً. وفي الدقيقة 46 من عمر اللقاء يحرز إسلام جمال قلب دفاع الزمالك الهدف الثالث لصن داونز بعد تصديه لكرة علي خط المرمي يحولها داخل شباك أحمد الشناوي الذي يهتز بنيران صديقة. تظهر الخشونة المتعمدة داخل الملعب ليضطر حكم المباراة الكيني ديفيز أوجنش إلي استخدام الكارت الأصفر للاعب ويل. يجري مؤمن سليمان المدير الفني للزمالك تبديل أول بنزول رمزي خالد بدلاً من شيكابالا الذي لم يعبر عن نفسه طوال فترة مشاركته في محاولة لتصحيح المسار ليلعب رمزي بالناحية اليسري بدلاً من معروف يوسف الذي "رسب" في الاختبار الأول له كظهير أيسر وان كان يتحمل مسئولية هذا الإخفاق أيضاً المدير الفني للزمالك الذي "جازف" بإشراك معروف بالناحية الشمال. كما يضطر الزمالك بسحب الحارس أحمد الشناوي الذي غادر الملعب بسبب الإصابة بكدمة بالفخد ليشارك الحارس البديل محمود جنش الذي إستطاع الزود عن مرماه بجسارة. يشرك أيضاً مؤمن سليمان بالورقة البديلة الأخيرة بالملعب ممثلة في مصطفي فتحي بدلاً من باسم مرسي غير الموفق بالمرة. وفي المقابل دفع مؤسيماني المدير الفني لصن داونز باللاعبين موديس وسومرهري لتعزيز الهجوم لاستمرار السيطرة واللعب الإيجابي بحثاً عن الهدف الرابع. دانت السيطرة لصالح صن داونز بشكل واضح بفضل التحرك السريع والقوي لهوديس وسابو والذي أسفر عنه بعض الهجمات المتتالية والتي تصدي لها بقوة جنش الذي نجح في التعامل مع إنطلاقات لاعبي بطل جنوب أفريقيا. يجري المدير الفني لصن داونز تبديل أخير بالدفع بإزوراني وخروج كيكانا. يحاول إبراهيم صلاح تمرير أحد الكرات الخطيرة إلي مصطفي فتحي ليندفع داخل منطقة مرمي صن داونز متلاعباً بلاعبيه لكنه يفشل في خطف الهدف لتخليص زملائه من الضغط النفسي المسيطر عليهم في الملعب. بينما لم تتوقف محاولات صن داونز الهجومية الذي إنحصرت قوته وخطورته في خطي الوسط والهجوم طوال اللقاء لتزداد المواجهة صعوبة علي الزمالك الذي فشل لاعبوه في التعويض أو التسجيل في مرمي صن داونز الذي ظل لاعبوه مسيطرين علي وسط ملعب الزمالك والزحف نحو المرمي حتي صافرة نهاية المباراة بالرغم من أن صن داونز كاد يسجل الهدف الرابع من هجمة مرتدة نفذها لاعبوه بسرعة لكن جنش حولها خارج الملعب في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء الذي إنتهي لصالح بطل جنوب أفريقيا بثلاثية نظيفة.